أثير – مكتب صلالة
كتب : سهيل العوائد
لطالما كان شعراء ظفار يتغنون بشلال دربات وهدير جعفرها الثائر،كيف لا وكهوف وأعالي سمحان قد شغفها حبا وجرف سيول عشقها نحو تخومه، فتلاقت مع بطون الأودية و”السكون”، وتنافست مع مصبات الجبال “والقطون ” لتشكل لوحة طبيعية نادرة وفريدة ليس لها مثيل في أرض العرب.
إنها شلالات دربات، مسرى قلوب السياح، ومهوى شعراء الجمال، وقبلة عشاق الطبيعة ، وكما قال ابن ظفار الشاعر الكبير محمد بن دعاس المعشني في مطلع قصيدته دربات:
إحتفل يا سفح وادينا بخلّي
وأرتمي شلاّل يا معيان دربات
وأنده الأطلال والطير المعلّي
من بلابلها لحون العاطفه هات
فإن جوت فوقئ وأدغرين وجعفر اليوم تحتفل شعرا وطربا وجمالا وشلالا بموسم” القيل” كما يسميه أبناء ظفار
إنها ركاميات نجم “الكليل” كعادتها في بحر العرب، قد أقبلت تسوق ركائب غيثها، لترخي جدائل مزنها على أرياف ومدن وبوادي ظفار،، فلتهطلي ياقزع الشلي بسلامٍ وحبٍ على أرض الغبيراء، ولتهناكم الرحمات يا أبناء الأحقاف، وليرفع الله عنا وعنكم وعن عمان والعالم الوباء والبلاء والكوارث.
دربات أيها النهر الجاري ما هذه العلاقة العجيبة التي تربطك ببحر العرب..؟
يجود لك الرحمن من خيره وكرمه، فتخلي سبيل مشاعرك وأسرارك وسيولك إلى خور روري وبحر العرب،
هل ضاقت بك ريدان أم هو قدرك الأبدي الذي تتبعه منذ الأزل،
دربات أيها النهر الجاري: منذ سنوات وشلالات جعفرك المهيبة تجري دون توقف.. تأسر بها عيون وألباب العابرين والسائحين حينا، وتعصر بها عقول و قلوب المتأملين والمفكرين حينا آخر…. وگأن لسان حالهم يقول أما كان بالإمكان استثمار هذا الوادي العظيم!!
دربات أيها النهر الجاري
يعود بنا الحنين إلى الوراء ونحن نتأمل تجليات مناظرك الخلابة، فنتذكر جمال وبيئة وطبيعة أرض اللبان قبل عقود من الزمن.
فتحيرنا الأسئلة وتخذلنا الأجوبة،، هل حافظنا على جمالها وندرتها أم تركناها دون اهتمامٍ وخذلناها ؟
دربات أيها النهر الجاري
أنى لك هذا الشموخ و الكبرياء،،
تمّهل في جريانك وعنفوانك قليلا، دعنا نباهي بك العالم هذه الأيام، دعنا نشرح لهم علاقة حبنا بأرضنا وعروبتنا وبحرنا؟
دعنا نخبرهم أن عمان بلد الجمال والشموخ والتاريخ والسلام
لا تكن في عجلة من أمرك أيها الملهم،، دعنا نستمتع مع العالم بهذا المشهد الرائع والفريد ، فنحن والعالم أحوج ما يكون لمشهدٍ ينتشلنا من التأثيرات النفسية لجائحة كورونا العالمية
دربات أيها النهر الجاري
يا من تهفو إليه النفوس وتحن إليه القلوب،، هذه بشائر الخريف قد نوّخت ركابها في شعاب وجبال ظفار ، وهذا العهد السعيد بقيادة ابن طارق يقود نهضة متجددة في سماء عمان
فأبشر بإذن الله فعمان بخيرٍ وإلى خيرٍ إن شاء الله،، وعمان تخطو دائما بثبات وتدرج نحو النجاح والتطور والازدهار
فاللهم حفظ سلطاننا وبلادنا واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين