العمانية-أثير
يهوى المغامر والمستكشف أحمد بن حمود البوسعيدي من ولاية منح أخصائي ثعابين بمركز أبحاث العلوم الطبيعية والطبية بجامعة نزوى بالمغامرات وحب الحياة الفطرية واقتناء الثعابين والبحث عنها إضافة إلى هوايات الغوص والتصوير، وعلى الرغم من تعرضه لحادث مروري على دراجته – قبل 8 سنوات – أدى إلى بتر إحدى ساقيه إلا أن ذلك لم يثنِ من عزيمته وإصراره على مواصلة شغفه وهواياته ومغامراته وحبه للحياة الفطرية في السلطنة واكتشاف مكنوناتها .
وأخذت البيئة دورا كبيرا في تشكيل اهتمامات أحمد بالحياة الفطرية حيث يقول : مما لا شك فيه أن البيئة هي العامل المساعد لصقل هذه الهواية، فالتنوع الفطري في البيئة التي أعيش بها ساعدني على الاهتمام والبحث.
وكان دافعي لذلك لأني أعيش في قرية تزخر بالمزارع وتحيط بها الجبال من الشمال والصحاري من الجنوب، فحيث توجهت أجد ما يستهويني ويرضي فضولي المستمر للعلم والبحث دوماً بلا كلل ولا ملل.
يذكرأن مجال عمل أحمد في مختبر أبحاث العلوم الطبيعية والطبية في جامعة نزوى هو سموم الثعابين والأبحاث فهم يقومون بإجراء الكثير من الدراسات عليها ومراقبتها عن كثب والاهتمام بتسجيل كل البيانات التي يجدونها وأيضاً تحديد مواقعها وطرق انتشارها.
وأضاف البوسعيدي بأنه يحب اقتناء الثعابين والتعامل معها ويقطع مئات الكيلومترات بحثا عنها وخاصة النادرة منها ويقول: كنت منذ الصغر أقتني بعض الثعابين و يستهويني عالمُها الخفي فكنت أبحث عن مساكنها وأراقب سلوكياتها بتركيز وشغف مستمر إلى يومي هذا وتمكنت من التعامل مع كل أنواع الثعابين في السلطنة ومنها السامة جداً مثل الكوبرا العربية والنافخة وكل أنواع الحيّات بلا استثناء ، ورغم تعرضي لبعض اللدغات إلا أنني واصلت التعامل معها وصقل هذه المهارة التي لا أنكر خطورتها لأجل العلم والابحاث .
وأضاف إن هناك تنوعا كبير وجميل في الحياة الفطرية في السلطنة لأنها تنعم بتضاريس مختلفة منها السهول والجبال والصحاري الشاسعة والشواطئ المفتوحة والجزر المتنوعة وأيضاً موقعها الإستراتيجي له دور في ذلك كله ، ففي فصل الشتاء تهاجر الكثير من الطيور إلى السلطنة وفي الصيف نجد نشاطا في عالم الزواحف حيث تم تسجيل 101 نوع مختلف من الزواحف وأكثر من 540 نوعًا من الطيور على الأقل، وتشكل الطيور المهاجرة منها ما نسبته 75 بالمائة.
وأشار إلى وجود حيوانات نادرة جدا تعيش في السلطنة مثل الوعل العربي أو ما يسمى بالطهر والوعل النوبي والغزلان مثل غزال الريم والغزال الديماني والمها العربية والأرنب البري وثلاثة أنواع من الثعالب تقريباً والذئب والوشق والضبع وأيضاً النمس والرباح و النيص والقنفذ وأندرها النمر العربي وتم تسجيل 26 نوعا من الخفافيش و 22 نوعا من الثعابين و 13 نوعا من الحوتيات و 5 أنواع من السلاحف البحرية و 1208 نوعا مختلفا من النباتات فعمان تشكل بيئة خصبة في تنوع الحياة الفطرية المتنوعة.
وأوضح أنه ” من خلال معايشتي للحياة الفطرية في محافظة الداخلية كونها تقع في تضاريس قاسية وشديدة الحرارة في الصيف وباردة في الشتاء فهذا يعد عاملا مساعد لبعض الحيوانات على التكيف والتكاثر ، فالجبال الشاهقة بيئة وملاذ لحيوان الطهر العربي وهو أندر نوع من الوعل فهو مهدد بالانقراض ويسكن جبال الحجر فقط وليس له وجود في مكان آخر في العالم”.
وبيّن أن السلطنة بها تنوع في الزواحف مثل الثعابين والكثير من السحالي والطيور أندرها البومة العمانية التي لم تسجل إلا في موقعين بالسلطنة منها الجبل الاخضر، والدور الذي تقوم به هذي الحيوانات هو مساهمتها في استمرار بيئة نظيفة وصحية وأيضاً يجب علينا أن نحافظ على الحياة الفطرية وحمايتها من العبث ويجب توفير البيئة المناسبة لها وتركها تعيش في محميات خاصة وواسعة لها دون تدخل الإنسان في بيئتها و مسكنها فالتمدن بات يقلقها.