رصد-أثير
إعداد: جميلة العبرية
في عصر التقنية، أصبح الهاتف النقال جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ومع فوائده الجمة إلا أنه تسبب في ظهور تحديات عدة، ومنها الإدمان على استخدام الأجهزة الرقمية كالهاتف النقال، حيث يؤدي الإفراط في استخدامه إلى مشكلات صحية ونفسية واجتماعية.
ومع تزايد الوقت الذي نقضيه على أجهزتنا المحمولة، أصبح من الضروري تبني عادات صحية تقلل من تأثيراتها السلبية وتُعيد التوازن إلى حياتنا، بما يتيح لنا الاستفادة من التقنية دون الوقوع في دائرة الإدمان.
أضرار إدمان الهاتف النقال:
إن إدمان الهواتف الذكية له تأثيرات سلبية عديدة على الصحة والعلاقات الاجتماعية والإنتاجية، ومن أبرزها:
1. الإضرار بالصحة البدنية: مثل آلام الرقبة والظهر نتيجة الاستخدام المفرط.
2. ضعف التركيز والإنتاجية: التنقل المستمر بين المهام واستخدام الهاتف يعوق الأداء الوظيفي.
3. اضطرابات النوم: الضوء الأزرق الصادر عن الشاشة يعوق إنتاج هرمون النوم (الميلاتونين).
4. التوتر والقلق: الاستخدام الزائد يزيد من مستويات الإجهاد النفسي.
5. تدهور العلاقات الاجتماعية: قضاء وقت أطول على الهاتف يقلل من جودة التفاعل مع الآخرين.
فوائد الابتعاد عن الهاتف النقال
أظهرت دراسات عديدة أن تقليل استخدام الهاتف له فوائد ملحوظة على الصحة البدنية والنفسية، ومن هذه الفوائد:
1. زيادة التركيز والإنتاجية: الابتعاد عن الهاتف يحسن الانتباه ويعزز أداء المهام.
2. تحسين جودة النوم: تقليل الوقت أمام الشاشة يساعد في تنظيم دورة النوم.
3. تعزيز التفاعلات الاجتماعية: يسمح بتخصيص وقت أكبر للعائلة والأصدقاء.
4. تقليل التوتر والقلق: يقلل من الضغوط النفسية المرتبطة بالإشعارات والمعلومات المتدفقة.
5. تشجيع النشاط البدني والهوايات: تخصيص وقت للرياضة أو تطوير مهارات جديدة.
نصائح للسيطرة على استخدام الهاتف النقال
يمكن اتخاذ خطوات بسيطة للحد من الاعتماد على الهاتف النقال:
1. وضع الهاتف بعيدًا عن الأنظار: يساعد في تقليل الرغبة بالتحقق منه باستمرار.
2. تحديد أوقات للاستخدام: تخصيص فترات زمنية محددة خلال اليوم.
3. إلغاء الإشعارات غير الضرورية: تقليل التنبيهات التي تجذب الانتباه بصورة متكررة.
4. استغلال الاستراحات بعيدًا عن الهاتف: استخدام الوقت للاسترخاء أو التأمل بدلًا من تصفح الهاتف.
5. التأخر في الرد على الرسائل: لتقليل الضغط الناتج عن الشعور بالإلحاح.
تقليل استخدام الهاتف للموظفين المعتمدين عليه
إذا كان العمل يعتمد بصورة كبيرة على الهاتف النقال، يمكن اتخاذ التدابير الآتية للتقليل من الأضرار:
1. استخدام تطبيقات لإدارة الوقت: تساعد في تتبع الوقت الذي يُقضى على التطبيقات المختلفة.
2. تنظيم الأولويات: وضع قائمة بالمهام الأساسية والتأكد من إنجازها قبل التحقق من الهاتف.
3. استخدام أجهزة أخرى: كالكمبيوتر المكتبي للمهام التي يمكن أداؤها بعيدًا عن الهاتف.
4. الالتزام بفترات راحة خالية من الأجهزة: لتعزيز الصحة العقلية والبدنية.
5. تخصيص فترات للاستخدام الشخصي فقط: لتجنب الدمج بين العمل والحياة الشخصية.
وقد يلخصه البعض بالديتوكس الرقمي وهو عبارة عن ممارسة تهدف إلى أخذ استراحة منظمة ومقصودة من استخدام الأجهزة الرقمية مثل الهواتف الذكية، وأجهزة الكمبيوتر، والأجهزة اللوحية، وشاشات التلفاز، فالفكرة وراء الديتوكس الرقمي هي تقليل الوقت الذي نقضيه أمام الشاشات لتعزيز الصحة النفسية والجسدية، واستعادة التوازن في حياتنا اليومية.
بينما يُعدّ الهاتف النقال أداة ضرورية في حياتنا، فإن تقليل الاعتماد عليه يحقق توازنًا أفضل ويحسن من جودة الحياة، والالتزام بعادات صحية وممارسة “الديتوكس الرقمي” بانتظام يضمن تقليل تلكم الأضرار.
المصادر: