أثير- جميلة العبرية
يُعد الفتاق من أكثر الحالات الجراحية شيوعًا التي تؤثر على الأفراد من مختلف الأعمار، ورغم انتشاره، يظل الفهم الصحيح لهذه الحالة وأسبابها وسبل علاجها أمرًا ضروريًا لتجنب مضاعفاتها.
ولفهم ذلك قدمت الدكتورة صفية الخروصية، طبيبة مقيمة في برنامج الجراحة العامة التابع للمجلس العماني للاختصاصات الطبية عبر “أثير” رؤية شاملة حول الفتاق وأسبابه وأحدث طرق علاجه، إلى جانب النصائح الوقائية.
ما الفتاق؟
الفتاق هو حالة مرضية تحدث عند خروج أنسجة البطن من مكانها الطبيعي عبر فتحة في جدار البطن، وتصفه الدكتورة صفية بأنه “خلل في البنية الطبيعية لعضلات البطن”، ويظهر عادة كبروز تحت الجلد، ويمكن أن يكون غير مؤلم في بداياته، لكنه قد يتطور ليصبح مزعجًا أو حتى خطيرًا في حال إهماله.
أسباب الفتاق
تتعدد الأسباب المؤدية إلى الفتاق، وتشمل عوامل خلقية ومكتسبة، أبرزها:
• أسباب خلقية: تظهر منذ الولادة، خصوصًا عند الأطفال، بسبب خلل في إغلاق عضلات البطن.
• ضعف عضلات البطن: بسبب تقدم العمر، أو بعد العمليات الجراحية السابقة.
• زيادة الضغط داخل البطن: نتيجة عوامل مثل السمنة المفرطة، الكحة المزمنة، الحمل المتكرر، أو الإمساك المزمن.
أنواع الفتاق
تُقسم أنواع الفتاق وفقًا لموقعها التشريحي، وتوضح الدكتورة صفية أشهرها:
• الفتاق الإربي: الأكثر شيوعًا، يظهر في المنطقة الإربية، وغالبًا ما يصيب الرجال.
• الفتاق السري: يظهر حول منطقة السرة، ويصيب النساء والأطفال بصورة أكبر.
• الفتاق فوق السرة: يظهر أعلى السرة بسبب ضعف عضلات تلك المنطقة.
• الفتاق الجراحي (البِضعي): يحدث نتيجة ضعف جدار البطن في موقع ندبة جراحية سابقة.
الأعراض والتشخيص
تشمل أعراض الفتاق الآتي:
• بروز تحت الجلد: يظهر عند الوقوف أو أثناء النشاط البدني، ويختفي عند الاستلقاء.
• شعور بالثقل أو الألم: خصوصًا في منطقة البطن.
• أعراض انسداد الأمعاء: مثل الغثيان، التقيؤ، أو الإمساك، في الحالات المتقدمة.
وتشير الدكتورة صفية إلى أن التشخيص يتم غالبًا من خلال الفحص السريري، لكن في بعض الحالات يُستخدم التصوير بالأشعة المقطعية لتأكيد التشخيص وتحديد خطة العلاج.
مضاعفات الفتاق
إهمال علاج الفتاق قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، منها:
• انسداد الأمعاء: مما يسبب انقطاع حركة الأمعاء بصورة كاملة.
• نقص التروية الدموية: نتيجة انحباس الأنسجة، مما قد يؤدي إلى موتها.
• ثقب الأمعاء: وهي حالة طبية طارئة تهدد الحياة.
العلاج: الجراحة كحل رئيسي
العلاج الوحيد والنهائي للفتاق هو الجراحة، وتبين الدكتورة صفية الخيارات المتاحة، وهي كالآتي:
1. الجراحة التقليدية: تتم بإصلاح الفتحة عبر غرز العضلات أو استخدام الشبكات الداعمة، وهي مناسبة لحالات محددة وتتطلب تخديرًا موضعيًا أو نصفيًا.
2. الجراحة بالمنظار: توفر فترة تعافي أسرع وراحة أكبر للمريض، لكنها تتطلب مهارات متقدمة ومعدات خاصة.
الوقاية والنصائح بعد الجراحة
للوقاية من الفتاق والعودة الجيدة بعد الجراحة، تنصح الدكتورة صفية بالآتي:
• تجنب رفع الأوزان الثقيلة.
• الحفاظ على وزن صحي.
• الامتناع عن التدخين.
• اتباع تعليمات الطبيب بعد الجراحة، مثل ارتداء المشدات الطبية عند الحاجة.
المفاهيم الخاطئة عن الفتاق
تشير الدكتورة صفية إلى وجود بعض المفاهيم الخاطئة الشائعة، مثل:
• الاعتقاد بأن الفتاق الإربي يصيب الرجال فقط، رغم إمكانية إصابة النساء به.
• علاج الفتاق السري بربط عملة معدنية، وهو إجراء غير فعال.
رسالة توعوية
تختم الدكتورة صفية الخروصية حديثها لـ “أثير” بالتأكيد على أهمية التشخيص المبكر للفتاق، والحرص على متابعة أي أعراض غير طبيعية. وتقول: “الوقاية تبدأ بمعرفة عوامل الخطر، والعلاج الناجح يعتمد على الالتزام بالإرشادات الطبية بعد الجراحة.”