أخبار

لوحة الزيتون: إبداع عُماني يعكس صمود الشعب الفلسطيني

Atheer - أثير
Atheer - أثير Atheer - أثير

أثير – ريما الشيخ

ليست الصورة وحدها من تعبر عن مشاعرنا، فخيولنا جهزت وسيوفنا سلت ونفوسنا طابت، ونريد أن نقلع ذلك الشوك الذي أحاط بقدسنا، والعالم عرفنا منذُ القدم، فما باتت عيوننا على ضيم، فقد عبرنا بخطنا ورسومنا عن مشاعرنا، لعلها تصل للعالم، وتحكي عنا وعن ما أصابنا.

وهذا ما عبر عنه الفنان التشكيلي العماني يوسف النحوي الذي عكس مشاعره بريشته وصاغها فأحسن صياغتها في لوحة مميزة تحمل مشاعر الأمل لتحرير الأقصى الشريف، للتعبير عن حبه وانتمائه العميق لفلسطين، بلده الأم -كما وصفها-، وعن ارتباطه العميق بتاريخها وثقافتها الغنية، حيث قال في بداية حديثه مع” أثير “: أتطلع لرسم صورة تعكس جمال وقوة فلسطين، وفي الوقت نفسه الألم والصمود الذي يعيشه شعبها العظيم، لهذا السبب اخترت أن أدمج في اللوحة رموزًا تعبر عن هذه المشاعر بأعماقها، من قبة الصخرة كرمز للمقدسات الإسلامية، إلى الخيل العربي كرمز للنبل والأصالة، وحتى البطيخ كرمز لألوان فلسطين المتنوعة والجمال الطبيعي.

📷

أراد الفنان يوسف أن يظهر في عمله تنوع وغنى الفن التشكيلي العماني، وكأنه يتحدث إلى كل من ينظر إليه عن قصة حبه وتضامنه مع فلسطين، فالألوان والتقنيات التي استخدمها كانت جزءًا لا يتجزأ من التعبير عن هذه الرسالة، حيث جمع بين الألوان الدافئة التي تشير إلى الأمل والحياة، وبين الألوان الأكثر غموضًا وعمقًا التي تشير إلى الحزن والمعاناة.

وقال يوسف خلال حديثه: في كل خطوة من عملي، كان هناك تحدٍ جديد لكيفية تجسيد هذه العواطف بطريقة تحاكي الواقع، وتنقل الروحانية والجمال الحقيقي لفلسطين، في كل لوحة تحمل قصة مختلفة، ولكن في نهاية الأمر، كانت رسالتي واحدة وهي” دعم فلسطين بكل ما أملك من مواهب وعشق، وإيصال صوتها إلى العالم بأكمله، مؤمنًا بأن الفن لغة عالمية تصل إلى قلوب الناس دون حدود، وتربط بين الثقافات والأمم. “

📷

وذكر متحدثا عن تفاصيل اللوحة: في أثناء العمل على هذه اللوحة، وخصوصا في البداية، كنتُ مترددًا في تصوير الحزن والأسى، لكنني أدركتُ أنه لا يمكن للفن أن يكون صادقًا إذا تجاهلت الواقع، لقد كانت لوحة الزيتون أول خطوة لي في هذا العمل، حيث يعكس الزيتون الصمود والاستمرارية، وقد استخدمتُ الألوان الزاهية والمتنوعة لتصوير جمال فلسطين، ولكني لم أستطع تجاهل الواقع المرير، لذلك أضفت لمسات من الألوان الداكنة لتعكس المعاناة، أما الزخارف الإسلامية التي أدخلتها في اللوحة هي إشارة إلى التراث الثقافي الغني والمتنوع لفلسطين والعالم العربي، فهذه الزخارف ليست مجرد أشكال جمالية، بل هي رموز تعكس التاريخ والتقاليد العريقة، كما أن البطيخ الأحمر، الذي أضفته في الأسبوع الأخير من العمل، يمثل الألوان الفلسطينية بوضوح، وهو رمز للوحدة والأمل.

📷

وأضاف: عندما انتهيت من العمل، أضفت حمامة السلام المكبلة، واقفة بحزم، رمزًا للأمل المتجدد رغم الصعاب، كانت هذه الحمامة تعبيرًا عن السلام الذي نتطلع إليه جميعًا، السلام الذي نحلم به ونؤمن بأنه ممكن رغم كل شيء، كان هذا الجزء من اللوحة هو الأكثر تحديًا بالنسبة لي، حيث أردت أن يكون رمزًا قويًا وملهمًا.

📷

وأكد النحوي بأن العمل على هذه اللوحة كان تحديًا كبيرًا له كفنان عماني، حيث كان عليه أن يترجم مشاعر الحب والانتماء والعزة في كل ضربة فرشاة وكل لون استخدمه، فقال: كنتُ أعيش مع اللوحة، أصحو وأنام وأنا أفكر فيها، فقد كانت هذه اللوحة بمثابة رحلة روحية وفنية، رحلة من التحديات والانتصارات، من الحزن والأمل.

📷

يأمل يوسف النحوي بأن يستمر هذا العمل في إلهام الناس وإثارة الحوار حول القضية الفلسطينية، وأن يكون تذكيرًا دائمًا بجمال وصمود فلسطين، مؤكدًا بأن الفن ليس فقط مرآة للواقع، بل هو أيضًا أداة لتغيير هذا الواقع نحو الأفضل، وهذا ما حاول تحقيقه من خلال لوحة الزيتون.

Your Page Title