رصد- أثير
أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “بشدة” العمليات العسكرية التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، معرباً عن إدانته بشدة الخسائر في الأرواح. ودعا في بيان نقلته وكالة الأناضول إسرائيل “إلى الامتثال لالتزاماتها ذات الصلة بموجب القانون الإنساني الدولي واتخاذ التدابير اللازمة لحماية المدنيين وضمان سلامتهم”.
وطالب الاحتلال الإسرائيلي بالوقف الفوري لعملياتها العسكرية، مؤكدا على أن هذه التطورات الخطيرة غذّت الوضع المتفجر بالفعل في الضفة الغربية التي أضعفت السلطة الفلسطينية أيضاً.
ماذا يحدث في الضفة الغربية؟
توعد وزير الخارجية الإسرائيلي في حديث سابق ونقلته الأناضول بتنفيذ عمليات “إجلاء مؤقت” للفلسطينيين من مدينتي جنين وطولكرم كما حصل في قطاع غزة، معتبرا أن العملية العسكرية الجارية “حرب بكل معنى الكلمة، ويجب الانتصار فيها” وداعياً لتنفيذ سيناريو قطاع غزة في الضفة الغربية.
وفجر الأربعاء بدأ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة ومتواصلة في محافظات طولكرم وجنين وطوباس شمال الضفة، وهي الأوسع منذ عام 2002، وأسفرت عن مقتل 17 فلسطينياً وإصابة آخرين، منهم قائد كتيبة طولكرم محمد جابر الملقب بأبي شجاع، واقتحم الاحتلال مخيم طولكرم وداهم منازل فلسطينية، وحول عدداً كبيراً من المواطنين إلى التحقيق الميداني، وقال شهود للأناضول بأن الجيش دمر بنى تحتية ومركبات ومخيم.
وأشارت الوكالة إلى أن عدد القتلى الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر ارتفع إلى 664 شهيداً و5600 جريح، كما اعتقل أكثر من 10 آلاف شخص.
حماس: مخطط لضم الضفة الغربية
قالت حركة حماس في بيان نقلته وكالة الأناضول يوم أمس إن هذه العملية العسكرية محاولة تنفيذ مخططات حكومة المتطرفين بضمّ أراضيها، معتبرة أنها نتيجة طبيعية للصمت الدولي والدعم الأمريكي، وتوسيع حرب الإبادة الوحشية القائمة في قطاع غزة، لتشمل مدن وبلدات ومخيمات الضفة”.
محللون: نتنياهو قرر ابتلاع الضفة
قال محللون في برنامج “غزة .. ماذا بعد” على قناة الجزيرة، إن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي يحاول استثمار الانقسام الفلسطيني، واصفين ما يحدث بأنه عملية تهجير نهائية لسكان الضفة الغربية، مستفيدة من الضعف الفلسطيني والتواطؤ الغربي والتخاذل العربي.
وقال الدكتور حسن أيوب أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الوطنية بأن ما يحدث ليس واحدا من تداعيات الحرب في غزة وإنما هو تنفيذ لإستراتيجية بدأتها إسرائيل قبل سنوات لإخلاء الضفة من أهلها، والقضاء على كل ما من شأنه منحهم فرصة التوحد لتأسيس دولتهم المستقلة.
وأضاف أيوب بأن ما يجري حالياً ليس سوى بالونات اختبار للموقفين الفلسطيني والعربي وفي حال لم تتبدل المواقف فإن إسرائيل ستواصل التهجير على نطاق أوسع لأهداف سياسية وليست أمنية، كما تقول، ويرى بأنه على السلطة الفلسطينية حاليا “الالتفات إلى الوضع الداخلي وإنهاء الانقسام والانصياع لما تم الاتفاق عليه في بكين وإعادة النظر في العلاقات مع إسرائيل ووقف التنسيق الأمني بشكل كامل وسحب الاعتراف بها والتحرك فعليا لمواجهة خططها التي تستهدف الشعب ومشروعه الوطني”.
وقال المحلل السياسي عريب الرنتاوي في البرنامج ذاته إن كان مشروع التهجير في غزة يُهدد مصر ويمكن احتواؤه، فإن التهجير في الضفة يمثل تهديدا وجوديا للأردن لأنه يعني محوه تماما، مشيراً إلى تصريح نتنياهو حين قال “إن الأردن هو فلسطين”، وتذرعه بحديث دونالد ترامب عن “أن الوقت قد حان لتوسيع إسرائيل”.
*صورة الموضوع: من وكالة الأناضول
