الأولى

مع قراءتك لهذه المعلومات عن البريد؛ ما الطابع البريدي الذي ما يزال عالقًا في ذاكرتك؟

مع قراءتك لهذه المعلومات عن البريد؛ ما الطابع البريدي الذي ما يزال عالقًا في ذاكرتك؟

رصد - أثير

إعداد: ريما الشيخ

يحتفل العالم في 9 أكتوبر من كل عام باليوم العالمي للبريد، الذي أعلِن عنه في عام 1969م خلال مؤتمر الاتحاد البريدي العالمي في طوكيو؛ وذلك بهدف تسليط الضوء على الدور المحوري للبريد في تعزيز التواصل العالمي ودعم التنمية، بالإضافة إلى تقدير جهود المؤسسات البريدية حول العالم.

وفي السطور القادمة، سنستعرض عبر “أثير” رحلة تطور البريد منذ بداياته في الحضارات القديمة وصولًا إلى عصرنا الحالي.

بدايات البريد في الحضارات القديمة

يعود تاريخ أول نظام بريدي إلى مصر القديمة حوالي عام 2400 قبل الميلاد، حيث اعتمد الفراعنة على سعاة البريد لنقل الأوامر الملكية والمراسيم الحكومية عبر الأراضي المصرية الشاسعة، وكان ساعي البريد في ذلك الوقت يحمل المراسيم من القصر الفرعوني إلى مختلف أنحاء الدولة، ما شكل أول نموذج لنظام بريدي رسمي تديره الدولة.

من جهة أخرى، استخدم الإغريق الحمام الزاجل كوسيلة لنقل الرسائل في القرن السابع قبل الميلاد، حيث ينقل الطائر المعلومات الهامة، وأشهر ما نقلوه عبره كان نتائج الألعاب الأولمبية، وهذا الابتكار سمح بتسريع عملية توصيل الرسائل، وهو ما يعد تحولًا جوهريًا من استخدام الطرق البرية فقط إلى استخدام وسائل نقل جوية بسيطة مثل الحمام.

تطور البريد في العصور الإسلامية

عندما نتحدث عن البريد في العالم العربي، نجد أنه كان معروفًا قبل الإسلام واستمر في التطور مع ظهور الدولة الإسلامية، ففي زمن الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-، كان البريد وسيلة أساسية للتواصل بينه وحكام وقادة المناطق المجاورة، ومن أبرز الرسائل التي حفظها التاريخ تلك التي بعث بها الرسول إلى الملوك والزعماء للدعوة إلى الإسلام.

وفي العهد العباسي، شهد البريد تطورًا ملحوظًا إذ أطلق عليه اسم “ديوان الخرائط”، وكان الديوان كان مسؤولا عن جمع المعلومات من الولايات المختلفة وإرسالها إلى العاصمة.

العصور الوسطى وبداية النظم البريدية في أوروبا

مع تطور الحضارات الأوروبية في العصور الوسطى، ظهرت نظم بريدية جديدة، مثل النظام الذي أسسه الفرنسي جان-جاك رينوار في باريس عام 1653، فقد كان هذا النظام يعتمد على صناديق البريد المنتشرة في الشوارع، حيث يمكن للناس وضع رسائلهم داخل ظروف مسبقة الدفع، ورغم نجاح النظام لفترة قصيرة، إلا أنه انهار بعد أن تعمد بعض المخادعين وضع فئران حية داخل صناديق البريد.

ومع دخول القرن الثامن عشر، بدأت نظم البريد في التحول بصورة كبيرة، وبخاصة في بريطانيا، ففي عام 1840، تم اختراع أول طابع بريدي في العالم على يد الإنجليزي رولاند هيل.

البريد في العصر الحديث

مع بداية القرن العشرين، استمرت وسائل توصيل البريد في التطور مع ظهور تقنيات جديدة، ففي الولايات المتحدة، تأسس أول مكتب بريد في عام 1775 بقيادة بنجامين فرانكلين الذي أصبح أول مدير عام للبريد الأمريكي.

بحلول أواخر القرن العشرين، ظهرت وسائل حديثة لتوصيل الرسائل مثل الفاكس، ثم البريد الإلكتروني الذي أحدث تحولا كبيرًا في الطريقة التي يتواصل بها الناس عبر العالم، بفضل هذه التقنيات، أصبح من الممكن إرسال الرسائل واستلامها في غضون ثوانٍ، ما أسهم في تقليص الوقت والمسافات بشكل كبير.

البريد في سلطنة عمان: أكثر من 170 عامًا من التحول والتقدم في أربع مراحل

-المرحلة الأولى: الإشراف الهندي (1846 – 1947)

كانت خدمة البريد في سلطنة عمان تُدار من مكتب بريد مومباي حتى تم نقلها إلى إدارة السند (كراتشي) عام 1869، ثم عادت مرة أخرى إلى إدارة مومباي في 1879، وتم استخدام الطوابع الهندية التي تحمل صور ملوك بريطانيا، مثل الملكة فيكتوريا، وتغيرت الطوابع لاحقًا مع تغيير الحكام البريطانيين، حيث استخدمت طوابع الملك إدوارد السابع والملك جورج الخامس حتى انتهاء الاستعمار البريطاني في الهند عام 1947.

-المرحلة الثانية: الإشراف الباكستاني (1947 – 1948)

بعد استقلال الهند وانفصال باكستان، انتقل الإشراف البريدي لفترة قصيرة إلى باكستان، حيث بدأت هذه المرحلة في 15 أغسطس 1947 واستمرت حتى 31 مارس 1948، وكانت فترة قصيرة جدًا وقليلة الأهمية من حيث الوثائق والمحتويات بسبب قصر مدتها.

-المرحلة الثالثة: الإشراف البريطاني (1948 – 1966)

ابتداءً من 1 أبريل 1948م حتى 29 أبريل 1966، أُعيد الإشراف على الخدمات البريدية في سلطنة عمان إلى الإدارة البريطانية، ففي هذه الفترة، استخدمت الطوابع البريطانية مع تعديلها لتناسب العملة المحلية (الآنه والروبية)، وكانت تحمل صور الملك جورج السادس والملكة إليزابيث الثانية، وظلت هذه الطوابع مستخدمة حتى نهاية الإشراف البريطاني في 1966م.

-المرحلة الرابعة: الاستقلال البريدي (1966 - إلى الآن)

في 30 أبريل 1966م استقلت سلطنة عمان عن الإشراف الأجنبي في الخدمات البريدية، وبدأت الخدمة تدار بواسطة العمانيين، وقد تم إصدار أول مجموعة طوابع عمانية محلية تحمل صور ميناء مسقط والقلاع العمانية وشعار الدولة، وكانت هذه الطوابع تحمل اسم “مسقط وعمان”، مما يُعد بداية لحقبة جديدة في الخدمات البريدية بعمان.

وفي 9 أغسطس 1970م أعلن السلطان قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه- تغيير الاسم من مسقط وعمان إلى سلطنة عمان، وبتاريخ 16 يناير 1971 طرحت أول مجموعة موشحة بهذا الاسم.

تطور البريد الإلكتروني والرقمي

اليوم، يؤدي البريد الإلكتروني دورًا مركزيًا في حياة الأفراد والمؤسسات على حد سواء، ولا يقتصر استخدام البريد الإلكتروني على إرسال الرسائل النصية فقط، بل يشمل أيضًا نقل الملفات الكبيرة والتواصل الفوري عبر الإنترنت، ومع ظهور تطبيقات المراسلة الفورية مثل “واتساب” وغيرها، أصبح البريد التقليدي يحتل مساحة أقل في الحياة اليومية، لكنه لا يزال يحتفظ بأهميته في بعض المجالات مثل توصيل البضائع والوثائق الرسمية.

المصادر:

1. لمحة تاريخية عن البريد - أنا أصدق العلم

2. من الحمام الزاجل إلى واتساب.. رحلة تطور البريد عبر التاريخ" - جريدة اليوم

3. النظم البريدية في العالم الإسلامي قبل العصر الحديث - الاقتصادية

4. مؤسسة البريد في الحضارة الإسلامية: النشأة والتطور - إسلام أون لاين

5. قبل أكثر من 150 عامًا: افتتاح أول مكتب بريد في مسقط- صحيفة أثير

Your Page Title