الأولى

مبتكرة عُمانية توضح كيف يُمكن تحويل المخاطر إلى فرص

الغالية بنت ناصر الكلبانية

أثير- جميلة العبرية

في عصر يشهد ثورة في مجالات الابتكار والتقنية، تبرز الغالية بنت ناصر الكلبانية واحدةً من المبتكرات العمانيات الملهمات، ويتضح ذلك من خلال رحلتها الأكاديمية وتجربتها في تطوير ابتكارها “الأكياس الصديقة للبيئة القابلة لتحلل وإعادة التدوير”؛ فهي شغوفة بالابتكار والبحث العلمي، وحاصلة على جائزة أفضل مشروع في مجال الطاقة في مسابقة معا نبتكر، وجوائز أخرى محلية.

“أثير” حاورت الغالية لتوضيح مفهوم الابتكار والإجابة عن عدة أسئلة في محيطه، فأشارت إلى أن الابتكار قد يكون ناتجًا عن موهبة فطرية، لكنه أيضًا قابل للتعلم والتطوير من خلال التدريب والتوجيه، وأن الموهبة قد تمنح الشخص قدرة طبيعية على التفكير الإبداعي وحل المشكلات بطرق غير تقليدية، لكن التدريب هو ما يُصقل تلك القدرات، فبالنسبة لها، كان التدريب والتوجيه عنصرين أساسيين في رحلتها الابتكارية؛ حيث ساعدها الاحتكاك بالخبراء والموجهين على تنظيم أفكارها وتطويرها بصورة منهجية؛ مما أدى إلى تحسين جودة أفكارها الابتكارية.

وأكدت الغالية أن بيئة الابتكار والتعليم تؤديان دورًا مهمًا في دعم أفكار المبتكرين، حيث توفر المساحة والموارد اللازمة لتحويل الأفكار إلى حلول واقعية، وأشارت إلى تجربتها في مهرجان عمان للابتكار، حيث قدمت مشروعها للأكياس الصديقة للبيئة، وتلقت توجيهات قيّمة من لجان التحكيم والمستثمرين، وكانت مشاركتها في مسابقة “معًا نبتكر” المنظمة من قبل وزارة التعليم العالي والابتكار نقطة انطلاق كبيرة لها، حيث تلقت دعمًا واضحًا من الوزارة في طرح المسابقات العالمية والمحلية.

الغالية بنت ناصر الكلبانية

وتعتقد الغالية أن المبتكرين يحتاجون إلى مجموعة متنوعة من المهارات الأساسية، تشمل الجوانب التقنية والإدارية والإبداعية، لتحويل أفكارهم إلى مشاريع قابلة للتطبيق، وأن المرشدين والأكاديميون يؤدون دورًا محوريًا في توجيه المبتكرين الشباب من خلال تقديم الدعم المعنوي والخبرة العملية، مما يساعدهم في مواجهة التحديات خلال رحلتهم الابتكارية.

كما أن للعمل الجماعي أهمية كبرى في تعزيز الابتكار، إلا أن الغالية تعترف بأن الابتكارات الفردية تظل قيمة أيضًا لصاحبها، فهي تعتقد أن العمل الجماعي يكون أكثر فعالية في تطوير مشروعات معقدة، بينما الابتكارات الفردية قد تكون أساس الإبداع الأصلي.

وبيّنت الغالية أن التقنية الحديثة لها تأثير كبير على عملية الابتكار، حيث تسهم في تسريع البحث والتطوير وتوفير الأدوات اللازمة لتحقيق الأفكار، منبهةً إلى ضرورة التوازن بين الإبداع واحتياجات السوق، حيث يجب أن يكون الابتكار مرتبطًا بحلول ملموسة وقابلة للتطبيق.

وذكرت أن الأبحاث العلمية تؤدي دورًا حيويًا في دعم الابتكار، حيث توفر الأساس المعرفي الذي يمكن الاعتماد عليه لتطوير الأفكار، فبالنسبة لمشروعها حول الأكياس الصديقة للبيئة، فقد اعتمدت على الأبحاث لدراسة المواد المستخدمة في المنتجات واستطلاعات السوق.

وفي ختام حديثها مع “أثير” أكدت الغالية الكلبانية أهمية الموازنة بين المخاطرة والفرص في رحلة كل رائد عمل، ويأتي ذلك من خلال إستراتيجيات مدروسة، تمكّن من تحويل المخاطر إلى فرص وتحقيق الابتكار بنجاح.

Your Page Title