أثير - ريما الشيخ
وسط التحديات المتزايدة في مجال العمران، استطاع شاب عماني طموح أن يترك بصمته في هذا المجال بفضل تفانيه وإصراره، فبدأ مسيرته مهندسا معماريا بخطوات ثابتة نحو النجاح، وعمل على مشروعات حيوية أسهمت في تحقيق رؤية عمرانية متطورة.
ومن خلال عمله الجاد والإشراف على تصميم وتنفيذ مشروعات كبرى مثل مشروع مدينة السلطان هيثم، أثبت قدرته على مواجهة التحديات وتقديم حلول إبداعية تواكب تطلعات سلطنة عمان لبناء مدن حديثة ومستدامة، وخلال سطورنا القادمة عبر “أثير” سنتعرف إلى قصة هذا المهندس.
إنه الحسن بن علي بن خلفان الشكيري، نموذج ملهم للشباب العماني الطموح، حيث استطاع أن يترك بصمة مميزة في مجال الهندسة المعمارية والتخطيط العمراني، فمنذ تخرجه من جامعة السلطان قابوس في عام 2021 بشهادة بكالوريوس في الهندسة المعمارية، كانت مسيرته مليئة بالتحديات والفرص التي أسهمت في تشكيل مسار نجاحه المهني، وبفضل تفانيه وإصراره على التعلم المستمر وتطوير مهاراته، تمكن الحسن من الوصول إلى منصب مهندس معماري في المكتب الفني لمشروع مدينة السلطان هيثم التابع لوزارة الإسكان والتخطيط العمراني، حيث يعمل حاليًا على الإشراف ومتابعة تصاميم المشروعات الحيوية في المدينة.
بداية مسيرة الحسن المهنية كانت في شركة صغيرة ومتوسطة تُدعى “دكة”، حيث شغل منصب مهندس معماري، وكانت هذه الخطوة الأولى في حياته المهنية فرصة لتطوير مهاراته واكتساب الخبرة اللازمة للتعامل مع المشروعات الهندسية، فمنذُ البداية، كان الحسن يركز على تعزيز معرفته وقدرته على التعامل مع مختلف جوانب الهندسة المعمارية، وهو ما مكّنه من الانتقال إلى مشروعات أكبر وأكثر تعقيدًا.
وخلال فترة عمله في مشروع مدينة السلطان هيثم، واجه الحسن العديد من التحديات، من بينها كيفية بناء مدينة متكاملة تلبي تطلعات المستقبل وتنسجم مع أفكار الشباب العماني الطموح، ولم تكن هذه التحديات مجرد عراقيل، بل كانت فرصة له لإثبات نفسه والاعتماد على روح الفريق والعمل الجماعي، وبفضل هذا النهج التعاوني، تمكن الحسن وفرق العمل التي يعمل معها من التغلب على الصعوبات والتوصل إلى حلول إبداعية تلبي متطلبات المشروعات الكبيرة، بالإضافة إلى ذلك، يُشرف الحسن حاليًا على متابعة تصاميم المشروعات المختلفة في مدينة السلطان هيثم، حيث يحرص على تنفيذها وفقًا لأعلى معايير الجودة والابتكار.
وعلى الرغم من النجاحات التي حققها، لم تكن مسيرة الحسن خالية من الإخفاقات، ومع ذلك، فهو يرى في الفشل فرصة للتعلم وتحسين الأداء، فبالنسبة له، تعد الإخفاقات جزءًا لا يتجزأ من عملية النمو المهني، حيث تمكنه من تحليل المواقف ودراسة الأخطاء بعمق لضمان عدم تكرارها.
وفيما يتعلق بالرؤية المستقبلية، يسعى الحسن إلى مواصلة تطوير مهاراته والعمل على مشروعات تركز على التقنية المستدامة والحلول الذكية في تصميم المباني، كما يطمح إلى تنفيذ مشروعات تتناسب مع الهوية العمانية وتلبي احتياجات الأجيال القادمة، مع التركيز على الابتكار واستجابة للتحديات المتزايدة في قطاع البناء والهندسة المعمارية.
ويؤمن الحسن بأن مستقبل الهندسة المعمارية في سلطنة عمان يحمل الكثير من الفرص، خصوصًا مع النمو العمراني الكبير الذي تشهده البلاد، فمع التوجه الحكومي نحو إنشاء مدن ذكية ومستدامة، يرى أن التحديات تكمن في تحقيق التوازن بين الابتكار والحفاظ على الهوية العمانية.
ويحرص الشاب العماني الحسن خلال مسيرة عمله على تقديم النصح والإرشاد للشباب العماني الطموح الذين يتطلعون إلى دخول مجال الهندسة المعمارية، ويُشدد على أهمية التفكير الإبداعي وتطوير المهارات التقنية، مؤكدًا أن هذا المجال يتطلب جهدًا جماعيًا وإصرارًا على التعلم والتطوير المستمر، ويرى أن الهندسة المعمارية ليست مجرد تصميمات للمباني، بل هي أسلوب تفكير لحل المشكلات بصورة إبداعية ومستدامة.