أثير- تاريخ عمان
إعداد: د. محمد بن حمد العريمي
عرفت الأساطيل التجارية العمانية على مدى قرون طويلة حركة ملاحية دائبة ما بين موانئ سلطنة عمان وموانئ المحيط الهندي وبحر العرب والخليج العربي، أسهمت في نقل العديد من المفردات الاقتصادية والاجتماعية والفكرية ما بين هذه الموانئ، وأسهمت في وجود تواصل قوي ما بينها. كما أسهمت في ربط الوجود العماني ما بين هذه الموانئ وبالأخص خلال فترة الوجود العماني في موانئ شرق أفريقيا.
تبحر “أثير” معكم في هذا التقرير من خلال رحلة قامت بها إحدى السفن العمانية من ميناء صور إلى ميناء زنجبار بصحبة أحد ركّاب هذه السفينة ومدوّن تفاصيل رحلتها، المعلّم سيف بن ناصر بن نجيم بن محمد اليعربي، وهو شخصية عمانية من مواليد الرستاق هاجر إلى صور وعمل معلمًا للقرآن الكريم في المدرسة الملحقة بحصنها. كما هاجر إلى زنجبار لفترة من الزمن، وبعدها استقر به الحال في بلدة سيجاء بولاية سمائل وذريته موجودة في البلدة.
وتفاصل هذه الرحلة وردت في مَخطوطة" أول قطرة من طل بسيرة أبي مُحمد البطل“، وهي مخطوطة لم تطبع بعد، كتبها مؤلفها المعلم سيف اليعربي خلال فترة الأربعينيات من القرن العشرين، ودوّن فيها مجموعة كبيرة من المعلومات على نظام الكشاكيل، تتنوع ما بين المدوّنات والملاحظات الشخصية، والقصاصات الأدبية، ووصف لجوانب متعلقة بتاريخ وجغرافية عمان.
انطلاق الرحلة
تناول المؤرخ سيف بن ناصر اليعربي تفاصيل رحلته من صور إلى زنجبار بذكر انتقاله من منطقة (بلاد صور) مقر إقامته وعمله كمعلم في المدرسة الملحقة بحصن بلاد صور إلى منطقة (صور الساحل) حيث خور البطح نقطة انطلاق السفن المسافرة، يوم 17 ربيع الأول عام 1371 الموافق 16 ديسمبر 1951م، حيث كان قد اتفق مع أحد نواخذة صور البارزين وهو النوخذة سلطان بن محمد بن حمد ولد سامه الغيلاني القاطن في حارة (الصبخة) إحدى حارات منطقة صور الساحل على أن يسافر في سفينته التي كانت متجهة إلى ميناء زنجبار، مقابل مائتي روبية لم يذكر المدوّن إن كانت تخصه لوحده أم مع مرافقيه، وظل اليعربي في منطقة صور الساحل لمدة خمس ليالٍ إلى حين اكتمال استعداد السفينة واكتمال الركاب الذين كان بعضهم يأتي من مناطق داخلية بعيدة نسبيًا كمنطقة شمال الشرقية، ومنطقة جعلان، وقد انطلقت الرحلة من ميناء صور يوم 22 ربيع الأول 1371 هـ الموافق 21 ديسمبر 1951 حيث توقفت في محطتها الأولى في (خور جراما) وهو خور طبيعي كانت السفن تحتمي به خلال فترة الشتاء:
" ركبنا سفينة الشيخ سلطان بن محمد بن حمد ود سامه الغيلاني من أفاضل أهل صور الصبخة، نولناه بمائتي ربية والصرف يومئذٍ 330 ربية مئة قرش، وكان الزاد قيمة 50 قرش، ثم زدنا زاد من مرباط 25 قرش صارت الجملة 75 قرش كفاني من صور إلى زنجبار. توكلنا على الله طالبين منه رزقًا، ففي يوم 17 ربيع الأول عام 1371هـ خرجنا من بلاد صور إلى ساحل صور، وليلة السبت 22 ربيع الأول خرجنا من ساحل صور إلى خور جرامه وصلناه 5 ساعات نهارًا“.
وبحسب تفاصيل الرحلة الزمنية، فقد ذكر اليعربي أنهم ظلوا في خور جراما لحوالي أسبوعين، حيث غادروا خور جراما صباح الجمعة 6 ربيع الثاني 1371هـ الموافق 4 يناير 1952، ولعل السبب في هذا التأخير هو تعرض السفينة لأنواء مناخية استدعت انتظارها في الخور المحمي لحين مناسبة الأجواء للملاحة في ظل اعتماد السفن وقتها على الشراع (الدومي) قبل ظهور المكائن:
“صباح الجمعة 6 ربيع الثاني خرجنا من خور جرامه، وصلنا جزيرة مصيره يوم 9 ربيع الثاني، خرجنا منها يوم 11 ربيع الثاني وصلنا خور الملح المسمى الغضن محوت 8 ساعات يوم 13 ربيع الثاني شحنوا ملحًا كثيرًا لزنجبار”.
ويتابع اليعربي وصف الموانئ التي مرّت بها السفينة أثناء رحلتها، حيث ذكر أنهم وصلوا جزيرة مصيرة يوم 9 ربيع الثاني الموافق 7 يناير، وظلوا بها ليومين قبل أن يغادروها يوم 11 ربيع الثاني حيث رسوا في ميناء محوت الذي شحنوا منه حمولة من الملح لتصديره إلى زنجبار حيث كان يستخدم في أعمال تسميد الشوانب (المزارع)، ثم يشير اليعربي إلى علامة ملاحية أخرى لا تخفى على أصحاب السفن العابرة إلى موانئ المحيط الهندي المختلفة، وهي (رأس نوس) الواقع قريبًا من الشويمية وحاسك، حيث وصلت السفينة إليه ليلة الجمعة 27 ربيع الثاني بعد أن قضت حوالي خمسة أيام ما بين محوت ورأس نوس وهي فترة زمنية طويلة مع قرب المسافة النسبي بين المنطقتين، إلا لو استنتجنا أن السفينة مرّت بظروف مناخية استدعت تأخرها كتوقف الهواء عن الهبوب أو سقوط أمطار غزيرة أو غيرها من الأسباب، ولم تتأخر السفينة بعدها في الوصول إلى ميناء مرباط الذي وصلته في اليوم نفسه وظلت فيه لحوالي ثلاثة أيام قام الركاب بالتزود من خلال سوقها المطل على البحر ببعض مستلزماتهم كما أشار كاتب المخطوط في بداية حديثه عن الرحلة:
“خرجنا من محوت يوم 22 ربيع الثاني، ووصلنا جبل نوس ليلة الجمعة 27 ربيع الثاني، وصلنا بندر مرباط ثلاث ساعات من يوم 27 ربيع الثاني، وخرجنا منها ضحوة الاثنين حادي جمادى الأول”.
يواصل اليعربي سرد تفاصيل رحلته، وهو هنا ينقلنا من الموانئ العمانية إلى موانئ اليمن ثم موانئ الصومال وكينيا قبل وصوله إلى وجهته في زنجبار، فيشير إلى وصول السفينة بحر سقطرى في الأول من جمادى الأول 1371هـ الموافق 28 يناير 1952م، ثم يذكر بعض الموانئ والمحطات التي مرّت بها السفينة وأبرز ملاحظاته عليها، ومن بينها: عبد الكوري، ورأس حافون، والخزاين، وغبّة جراعد، ورأس عوض، ثم يشير إلى وصولهم مناطق حكم الطليان في بنادر الصومال حيث وصلوا إلى هوبية السلطان علي بن يوسف وهي إحدى مناطق الحكم الذاتي وقتها، ثم رأس غاد، ثم مريغ، ثم بندر عذله، ثم وار شيخ، ثم مقديشو، ثم مركه:
“وصلنا بحر سقطرى 6 ساعات نهار الخميس 4 جمادى الأول سنة 1371هـ وهي سقطرى على شمالنا، ثم مررنا بجبل عبد الكوري غروب الشمس 4 جمادى الأول وهو على يميننا جبلين، ويوم 6 جمادى الأول شاهدوا رأس حافون، ثم أصبحنا يوم 7 جمادى الأول الخزاين ثم عدال الخيل، ثم مررنا على غبّة جراعد ثم رأس عوض 8 ساعات ليلة الثلاثاء فأصبحنا يوم الثلاثاء 9 جمادى الأول عدّال (مقابل) هوبية، وهي بندر أول حكم الطليان من أراضي الصومال هي بندر علي يوسف، ثم رأس غاد في ثلثا الهيراب، ثم مريع، ثم بندر عذله 7 ساعات من نهار 10 جمادى الأول بها نارجيل كثير وهي بندر واسع، ثم وار شيخ قريبًا منها، ثم مقتشوه (مقديشو) في 6 ساعات ليلة الخميس 11 جمادى الأول عام 1371هـ، ثم مركه”
ويواصل المؤرخ سيف بن ناصر اليعربي تقديم معلوماته المهمة المتعلقة بوصف الرحلة إلى زنجبار، فبعد وصولهم إلى (مركه) يكمل بقية المحطات تباعًا، وهي: براوه، ثم يصف وصولهم إلى منطقة خط الاستواء جنوب الصومال الذي وصفه بأنه نصف الدنيا على قول الرواة، ثم شطّ الجبّ، قبل أن يصل إلى ميناء كسمايو الذي وصفه بأنه آخر مناطق النفوذ الإيطالي في بر الصومال، ثم يشير إلى أن الصومال تشمل المنطقة الواقعة ما بين رأس حافون إلى كسمايو.
ثم يذكر اليعربي أسماء بعض المناطق والجزر التي مرت عليها السفينة بعد تجاوزها لساحل الصومال ودخولها في الأراضي الكينية ومن بينها: جزر شكه التابعة لبريطانيا، جزر باجون، جزيرتي طوله وطواله، غبّة فازه بندر، جزيرة شانبة النصراني، وهو اسم كان يستخدمه البحارة العرب في تعريفهم للمكان، والمقصود بالنصراني هو الأوروبي بصورة عامة، والبريطاني بصفة خاصة وقتها، أما الشانبة فالمقصود بها المزرعة.
وتصل السفينة في طريقها، إلى ميناء لاموه الذي وصفه المؤرخ بأنه بدر واسع، ثم غبّة أوربي بحر، ثم أنغومين، ثم ميناء مليندي الذي وصفه اليعربي بأنه كثير الخطر:
“ويتلوها براوه، ثم الخط الاستوى (خط الاستواء) وهو نصف الدنيا على قول الرّوات (الرواة)، وهناك شطّ كبير اسمه الجب، ثم كسمايوه (كسمايو) وهذا هو آخر أراضي الصومال حكم الطليان، فمن حد حافون إلى كسمايوه فهي أراضي الصومال، ومررنا بجزر شكه حكم بريطانيا خاليات من العمارة، ثم جزر باجون آهلة بالباجون، ثم جزيرة طوله وجزيرة طواله، ثم غبّة فازه بندر ثم جزيرة شانبة النصراني، ثم جزيرة راس كتائو خالية من العمارة، ثم جزيرة الشعب جاية، ثم لاموه بندر واسع، ثم غبّة أوربي بحرا، ثم بندر أنغومين ثم مليندي بندر كثير الخطر من الشعوب، عبد الكوري منقسم قسمين، وجبل عصير به مناره عليها سراج دوار وهو على يميننا”.
ويستمر سيف اليعربي في وصف موانئ شرق أفريقيا التي كانت السفينة تمر عليها واحدًا تلو الآخر، حيث يذكر أنهم مروا على جبل جردف، ثم رأس الكنعدة، وهو اسم أطلقه البحارة العرب على المكان كونهم لاحظوا أنه يشبه رأس سمكة الكنعد المعروفة، ثم يشير إلى وجود ثلاثة معابر هي: معبر العرب، ومعبر الصومال، ومعبر المهرة، ثم يواصل سرده للمحطات وهي ذرا صالح وهو عرق رملي أبيض، ثم رأس الخيل، ثم غبّة جراعد، ثم السيف الطويل وهو جبل، ثم بندر هويته، وعين هور، وجاد، ومريغ، ثم بندر عذله وهو بحسب وصف اليعربي بندر واسع به نارجيل:
“وكذلك جبل جردف على اليمين ثم رأس الكنعدة على يميننا، وجبل رأس حافون على اليمين به سراج برّاق وبه معدن الملح، ثم المعابر الثلاثة وهن معبر العرب ثم معبر الصومال ومعبر المهرة وهو بر وبحر الخزاين، ومن المعبر إلى المعبر 4 ساعات، وذرا صالح عرق رمل أبيض، وبعده رأس الخيل، فمن هنا استدقّ البر، وجائت (وجاءت) غبّة جراعد ثم السيف الطويل وهو جبل، ورأس عوض، ثم مررنا ببندر هويته بندر كبير، ومررنا بعين هور، وجاد، ومريغ بها علم بيت، ثم عذّله بندر واسع بها نارجيل”.
ويبدو أن اليعربي قد اختلط عليه الأمر، فبعد أن كان قد ذكر المحطات التي مر عليها في ساحل الصومال قام بإعادة ذكرها من جديد مع بعض الإضافات الطفيفة، فها هو يعود لذكر مرورهم على خط الاستواء، وجزائر الباجون، ولاموه، وغبة أوربي، وجبل أنغوميني، وبندر ماليندي مع ذكر ما يميزهن وبخاصة وجود الفنار الذي وصفه بأنه (سراج دوار)، قبل أن يصل إلى محطة مهمة جديدة وهي ممباسا التي وصفها بأنها بلدة واسعة قبل الوصول إلى نيروبي في كينيا، ووصف حصنها الذي ذكر بأن من بناه هو إمام عادل من أفاضل أهل عمان، وقد يقصد به الإمام سيف بن سلطان الأول، علمًا بأن الحصن كان موجودا منذ زمن الاحتلال البرتغالي للساحل الأفريقي، وكان يسمى (حصن يسوع)، وقد استولى عليه العمانيون عام 1695م، ثم يذكر مرورهم على خور واسين، ثم جزائر التقصير، ثم بندر تانغا:
" ثم سرح برح، ثم الجب وهو خط الاستوى (الاستواء) نصف الدنيا على قول أكثر العلماء هنالك شط كبير مائه عذب به سراج برّاق، ثم بندر كسمايوه واسعاً، وبعدها أول جزر الباجون طول وطواله وهن جزائر الباجون، ثم شعب جايه، وبعده رأس كتاو، ثم قرحت (قرحة) شيله مدخل لاموه بندر كبير، ثم جزاير (جزائر) شكّه، هنا انقطع البر وجاءت غبّة اوربي، ثم جبل انغوميني جبل كبير، وبعده بندر مليندي هناك سراج دوّار، ثم تاقا أنغو، ثم بندر كليفي به سراج برّاق، ثم رأس نتافه به سراج دوّار، ثم ممباسة بلدة واسعة لها نازل كينيا إلى نيروبي بها حصن عمّره إمام عادل من أفاضل أهل عمان، وبعدها خور واسين ثم جزاير التقصير، ثم بندر تانغا على يميننا“.
وتقترب السفينة رويدًا من زنجبار حيث المحطة الأخيرة لرحلتها، وها هو اليعربي عند وصولهم إلى (تانغا) التي تتبع اليوم لتنزانيا، يصفها بأنها بلدة واسعة عامرة، ثم يصف الأماكن التي تمر عليها السفينة قبل وصولها إلى محطتها النهائية، فيشير إلى الجزيرة الخضراء (بمبا) وهي الجزيرة الثانية من جزر أرخبيل زنجبار وتبعد حوالي (50) كيلو شمالًا عن أكبر جزر الأرخبيل وهو (أنغوجا)، وكانت تقطنها جالية عربية كبيرة، واشتهرت بزراعة القرنفل، ثم جزيرة مزيوي، ثم رأس مطورو الذي وصفه بأن به سراج دوّار وهو رأس زنجبار، ثم جزيرة (أم الدجاج)، ثم رأس مقوقتوني، إلى أن يصل لجزر الكرنتينة والمقصود بها الجزر التي تتوقف عندها السفن لإجراءات التفتيش الصحي وحجر المصابين بالأمراض المعدية، إلى أن يصل زنجبار يوم 15 جمادى الأول 1371هـ الموافق 11 فبراير 1952م، حيث نزل مع رفاقه في بيت تابع للجمعية العربية وهي كيان سياسي أنشأه العرب في زنجبار ومارسوا من خلاله عددًا من الأنشطة السياسية والاجتماعية.
وعند وصوله إلى زنجبار تفاجأ اليعربي بأنها لم تعد كما عهدها سابقًا من حيث الوضع السياسي، ومن حيث دخول العديد من السلوكيات والممارسات الاجتماعية الدخيلة من وجهة نظره:
“تانغه بلدة واسعة عامرة، وجزيرة الخضراء على شمالنا، ووصلنا جزيرة مزيوي 6 ساعات من النهار، ثم رأس مطور وبه سراج دوّار وهذا هو رأس زنجبار، ومن جزيرة مزيوي إلى رأس مطورو 3 ساعات، ثم جزيرة أم الدجاج بها سراج دوّار ساعتين، ثم راس مقوقتوني به سراج دوّار 4 ساعات، ثم جزائر زنجبار على يمين المدخل وهن جزر الكرنتينه ساعة ونصف ساعة، ثم زنجبار وصلناها يوم 15 جمادى الأول 1371هـ في حكم 8 ساعات من النهار فنزلنا في بيت الجمعية العربية يوم الاثنين فوجدت زنجبار تبدّلت وقلوب أهلها تغيّرت، والعلوج بها كثرت وتمرّدت، وعلى العرب العمانيين حكمة (حكمت) وظلمت“.
أهمية الرحلة:
- أعطت الرحلة وصفًا للمسار الملاحي الذي يربط ما بين موانئ عمان وساحل أفريقيا الشرقي، وأبرز محطاته.
- أشار الكاتب إلى المصروف الشخصي التقريبي الذي يحتاجه الراكب طوال فترة الرحلة من ميناء إلى زنجبار، وهو هنا يقدّم معلومات للباحثين حول الجوانب الشخصية المتعلقة بالركاب الذين يستقلون السفن الشراعية في أسفارهم ما بين الموانئ المختلفة.
- أشار الكاتب إلى الفترة الزمنية التقريبية التي كانت السفن الشراعية تقطعها ما بين الموانئ المختلفة، والمدة الزمنية العامة منذ تحرّك السفينة من ميناء صور وحتى وصولها إلى ميناء زنجبار.
- قدّمت الرحلة معلومات عن بعض الأوضاع السياسية التي كانت تسود المنطقة خلال فترة الرحلة (مطلع الخمسينيات من القرن العشرين)، مثل الاحتلال الإيطالي لبلاد الصومال.
- أشارت الرحلة إلى بعض المعلومات والمصطلحات الاقتصادية والتاريخية والجغرافية والمناخية والملاحية مثل: نجم الجاه، خط الاستواء، خور جراما، جبل نوس، وشحن الملح من جزيرة محوت، وجزر الكرنتينة وهي الجزيرة التي يتم فيها إجراءات الحجر الصحي والتأكد من سلامة الركّاب، وشانبة النصراني، والمقصود بها المزرعة كما تنطق في مناطق شرقي أفريقيا، وسراج دوار، والمقصود به الفنار الذي كان يوضع في بعض الموانئ كي تهتدي به السفن ليلًا، كما أشار إلى بناء حصن ممباسا زمن الإمام سيف بن سلطان اليعربي وإن كان قد أشار إليه بأنه إمام عادل من أفاضل أهل عمان دون أن يشير إليه بالاسم، وكذلك ذكر أسماء عدد من الجزر، والغبب، والجبال التي مرت بها السفينة.
- استخدم الكاتب اللهجة المحلية أو النطق المتداول وقتها لأسماء بعض المحطات التي كانت السفن تمر بها مثل مكتشوه والمقصود بها مقديشيو، وكسمايوه والمقصود بها كسمايو، وشانبة النصراني، وغيرها.
- أشار الكاتب إلى وجود نوع من التكافل الاجتماعي لدى العمانيين في زنجبار من خلال ما تقوم به الجمعية العربية من دور في هذا الجانب، حيث ذكر أنه نزل عند وصوله زنجبار في بيت تابع للجمعية العربية.
- أعطى الكاتب فكرة عن تبدل الأوضاع السياسية والاجتماعية في زنجبار عمّا كانت عليه أثناء إقامته فيها خلال فترة سابقة، حيث استخدم المحسنات البديعية في وصف ما رآه من أوضاع: " فوجدت زنجبار تبدّلت وقلوب أهلها تغيّرت، والعلوج بها كثرت وتمرّدت، وعلى العرب العمانيين حكمة (حكمت) وظلمت“.
المراجع
- الغيلاني، حمود بن حمد. رحلة بحرية من مدينة صور إلى زنجبار، مجلة شرق غرب، العدد السابع، دار زوايا، سبتمبر 2015.
- اليعربي، سيف بن ناصر. أول قطرة من طل في سيرة أبي محمد البطل (مخطوط)، من مخطوطات وزارة التراث والثقافة، رقم 2468، رقم الصندوق 20، 1946، سلطنة عمان.