أثير - مازن المقبالي
أصبح فن الجرافيتي وسيلة إبداعية لتزيين الأماكن العامة والتواصل مع المجتمع من خلال رسومات تجذب الأنظار وتعبر عن أفكار الفنانين. في هذا المجال، برز الفنان العُماني عبد المجيد بن محمد المعمري كأحد الأسماء البارزة في سلطنة عمان، حيث نالت أعماله في تزيين جدران قرية حرمول في ولاية لوى بشمال الباطنة تقديرًا، حتى وصلت إلى اهتمام بعض الصحف الدولية.
بدأت مسيرة عبد المجيد الفنية منذ الصغر، حيث كان يمارس الرسم على الورق خلال دراسته الابتدائية، ثم انتقل إلى الرسم على الجدران في عام 2007، متأثرًا بما كان يشاهده من فن الجرافيتي في الأفلام الأمريكية. وفي عام 2013، بدأ الرسم في الأماكن العامة، مما ساهم في زيادة شهرته وجذب الزوار من مختلف الدول الخليجية، مثل الإمارات والسعودية والبحرين، ليصبح جزءًا من المشهد السياحي في المنطقة.
ورغم التحديات التي واجهها مع البلدية، التي قامت بإزالة بعض رسوماته، إلى جانب اعتراضات بعض أهالي المنطقة، إلا أن المجتمع تقبّل أعماله الفنية مع مرور الوقت وأثنى عليها، مما أتاح له مواصلة إبداعه حتى اليوم.
تميز المعمري برسم شخصيات بارزة مثل حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه-، وأمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد، وحارس الملك السعودي الراحل عبد العزيز الفغم،، والمعلق الرياضي خليل البلوشي، إلى جانب لوحات تعبر عن جائحة كورونا. أسهمت هذه الأعمال في زيادة شهرته وربطت فنه بقضايا مجتمعية وإنسانية.
وعن دوافعه، يؤكد عبد المجيد أن هدفه من فن الجرافيتي هو إيصال رسائل إيجابية وداعمة لقضايا تهم المجتمع، مثل قضية فلسطين، وتخليد ذكرى شخصيات محبوبة، والاحتفاء بمناسبات خاصة، وتكريم الشخصيات المؤثرة. كما يطمح المعمري في المستقبل إلى تطوير مهاراته وزيادة انتشار أعماله، مع خطط للرسم على مساحات جدارية ضخمة وخوض تجارب فنية جديدة.