“مندوس عمان” قديما أصبح يعرف الآن بوادي السحتن، ويقع في ولاية الرستاق بمحافظة جنوب الباطنة ويشتهر ببساتينه الخضراء وينابيع المياه المنسابة من أعلى سفوح الجبال.
وتوجد في الوادي العديد من القرى منها قرية “عين الخضراء” التي تعد بوابة وادي السحتن وتمتاز بأشجار الليمون والمانجو وغيرها، إضافة لمياهه التي تمتاز بالسخونة.
كما توجد في الوادي قريتا “الحويجر والطويان” وقرية “فسح” التي كانت تنشط فيها التجارة قديما، إضافة إلى قرية “عمق” التي تعد من أكبر القرى بالوادي حيث توجد المدارس والمركز الصحي وفرع البلدية والمحلات التجارية التي توفر مستلزمات الوادي من السلع والبضائع الضرورية.
أما قرية “وجمة” في أعلى الجبل فتعد من أجمل القرى لاعتدال مناخها صيفا وشتاءً وبها شلالات مياه تتدفق من أعالي الجبال حتى تصل إلى البساتين، وتتميز قرية “الفراعة” بوفرة المياه على مدار العام وبكثافة الأشجار الخضراء، واعتدال المناخ عكس بقية القرى في الوادي.
وتضم قرى الوادي العديد من الأبراج والحصون التاريخية التي تؤكد عراقته ومن أهمها حصن “السافل” وحصن “الشريعة” بقرية فسح، وحصن “عمق” وحصن “البومة” في قرية عمق، وحصن “عين عمق” وحصن “حبيش” في قرية وجمة و“رأس الفوت" في قرية “المبو”. كما يوجد الكثير من النقوش الأثرية القديمة المكتشفة في الوادي التي يعود تاريخها إلى الألف الثالثة قبل الميلاد، ومنها ما يعود تاريخه إلى الألف الأولى قبل الميلاد، وهذه النقوش عبارة عن كتابات ورسوم تجسد الأحداث والبيئة المعاشة في تلك الفترة.
ويقال إن سبب تسمية وادي السحتن بمندوس عُمان لأنه يمتاز بالزراعة حيث تزرع فيه الحبوب كالذرة والقمح والحنطة والحمص واللوبياء إضافة إلى الثوم والبصل والليمون والسفرجل والأعلاف وغيرها من المنتجات التي تباع في سوق الرستاق التي تعد قديما ملتقى التجارة بين الرستاق والجبل الأخضر وساحل الباطنة ليجد المشتري حاجته في هذه السوق مما كان يشكل اكتفاء ذاتيا من البضائع خصوصًا التي كانت ترد إلى السوق من وادي السحتن.
كما أن معظم قرى وادي السحتن تشتهر بتربية نحل العسل مما أكسب الوادي شهرة في جودة عسل النحل بمختلف أنواعه لوجود المراعي الطبيعية خاصة أشجار السدر والسمر كما يهتم الأهالي بتربية المواشي والأغنام التي تنتج اللحوم والألبان والأجبان والسمن المحلي.