رصد - أثير
إعداد: ريما الشيخ
أصبح الإرهاق الرقمي من الظواهر الشائعة في العصر الحديث، حيث يُعاني الملايين حول العالم من آثار الاعتماد المفرط على الأجهزة الرقمية والاتصال المستمر بشبكة الإنترنت، فمع التحول الرقمي السريع واعتماد التقنية في كافة جوانب الحياة، من العمل إلى التواصل الاجتماعي وحتى الترفيه، أصبحت ظاهرة الإرهاق الرقمي قضية صحية ونفسية تحتاج إلى دراسة ومعالجة جادة.
وتوضح المعلومات التي رصدتها “أثير” من عدة مواقع أخبارية بأن الإرهاق الرقمي له عدة أسباب منها:
-التعرض المستمر للشاشات: يقضي العديد من الأشخاص ساعات طويلة أمام شاشات الحواسيب، والهواتف الذكية، والأجهزة اللوحية، وهذا التعرض المستمر يُسبب إجهادًا للعين، وتوترًا عضليًا، وزيادة في الضغط النفسي.
-تعدد المهام الرقمية: التنقل بين تطبيقات وأجهزة متعددة لإنجاز المهام يستهلك طاقة ذهنية هائلة، ويقلل تعدد المهام من الكفاءة ويزيد من التوتر.
-ضغط العمل الرقمي: تتطلب بيئات العمل الرقمية الحديثة حضورًا دائمًا عبر البريد الإلكتروني وتطبيقات الدردشة مثل Microsoft Teams وSlack وهذا النوع من العمل المستمر يجعل من الصعب فصل الحياة الشخصية عن المهنية.
-التواصل الاجتماعي الافتراضي المفرط: منصات التواصل الاجتماعي تمثل تحديًا كبيرًا؛ حيث يجد العديد من الأشخاص أنفسهم في حالة مقارنة مستمرة مع الآخرين، مما يزيد من الشعور بالقلق والتوتر.
آثار الإرهاق الرقمي
-نفسية وعاطفية: مثل القلق والتوتر وانخفاض التحفيز والعزلة الاجتماعية.
-جسدية وصحية: إجهاد العين الرقمي، وآلام العضلات واضطرابات النوم.
الإرهاق الرقمي والعمل عن بُعد
مع زيادة العمل عن بُعد خلال السنوات الأخيرة، تفاقمت مشكلة الإرهاق الرقمي، فالاجتماعات الافتراضية المستمرة، والتوقعات العالية للإنجاز، والانخفاض الكبير في التفاعل البشري المباشر، جميعها عوامل تسهم في زيادة الضغط النفسي والجسدي.
تقارير ودراسات:
أشارت منظمة الصحة العالمية (WHO) إلى أن الإرهاق الرقمي يُعد من العوامل المؤثرة على الصحة النفسية العامة، خصوصًا بين الشباب الذين يقضون ساعات طويلة على وسائل التواصل الاجتماعي.
بينما أكدت دراسة من Harvard Business Review بأن العمل الرقمي المستمر يستهلك الطاقة النفسية للموظفين، مما يؤدي إلى انخفاض مستويات الإبداع والإنتاجية.
كيفية الوقاية من الإرهاق الرقمي
1. تنظيم الوقت أمام الشاشة:
-تخصيص فترات راحة منتظمة بين جلسات العمل.
-استخدام تقنية “20-20-20”، حيث يتم أخذ استراحة لمدة 20 ثانية كل 20 دقيقة للنظر إلى شيء يبعد 20 قدمًا.
2. تقليل الاعتماد على التقنية في أوقات الفراغ:
-ممارسة أنشطة بديلة مثل القراءة التقليدية، والرياضة، أو الرسم.
-تخصيص وقت خالٍ من الأجهزة يوميًا.
3. إدارة الإشعارات:
-تعطيل الإشعارات غير الضرورية لتقليل التشتت.
-تحديد أوقات محددة للرد على الرسائل الإلكترونية.
4. التوازن بين العمل والحياة الشخصية:
-تحديد أوقات بداية ونهاية واضحة للعمل.
-تخصيص وقت للعائلة والأصدقاء بعيدًا عن الأجهزة الرقمية.
المصادر:
Al Jazeera
World Health Organization
Harvard Business Review
The Guardian
BBC News