رصد - أثير
إعداد: مـحـمـد الـعـريـمـي
مشروع ”نمر للأراضي الرطبة“ في جنوب منطقة الامتياز، الذي تم تطويره بالتعاون بين ”تنمية نفط عمان“ و”باور نمر”، يمثل إنجازًا رائدًا في مجال الاستدامة البيئية، عبر دمج تقنيات مبتكرة مع حلول طبيعية، يسهم المشروع في معالجة المياه المصاحبة لعمليات إنتاج النفط باستخدام تقنية الأراضي الرطبة التي تحتوي على نباتات تتغذى وتنمو على الهيدروكربونات المتواجدة في المياه المصاحبة للنفط.
هذه المبادرة لم تقتصر على تحسين كفاءة الإنتاج؛ بل أسفرت عن إنشاء ”أكبر أرض رطبة اصطناعية في العالم“، التي أصبحت موطنًا لما يزيد عن 130 نوعًا من الطيور والحياة البرية.
إدارة مياه حقول النفط؛ كيف تحولت من التلوث إلى الاستدامة؟
في حقل النفط في نمر، كانت الطريقة التقليدية للتخلص من المياه المصاحبة للإنتاج تعتمد على حقنها في آبار عميقة على عمق يتجاوز 1,5 كم، مما يتطلب طاقة وتشغيلًا مكثفًا ويشكل خطرًا على تلوث طبقات المياه الجوفية، أما اليوم، استبدلت هذه الآبار ببديل موثوق بيئيًا، حيث طور حل مبتكر يعتمد على الطبيعة لإزالة الهيدروكربونات باستخدام تدفق يعتمد على الجاذبية الأرضية. في 2009م كانت سعة الأراضي الرطبة يمكنها من معالجة 45,000 متر مكعب في اليوم ومنذ مايو 2019م زادت السعة إلى 175,000 متر مكعب يوميًا، مع الحفاظ على تصريف صفري للسوائل، مما يعكس تحولًا نحو إدارة أكثر استدامة وكفاءة.
كيف يعمل المشروع؟
تمثل الهدف من مرحلة المعالجة الأولية في فصل أكبر قدر ممكن من النفط عن الماء باستخدام الجاذبية الارضية حيث يرتفع النفط للأعلى لأنه اقل كثافة من الماء وتدخل المياه المصاحبة للنفط في دوامات، و في منتصف الدوامات توجد أنابيب تجمع النفط المتواجد في الأعلى إلى خزانات النفط، وهي طريقة تسترد أكثر من 500 برميل من النفط الخام يوميًا.
ومن ثم تصرف المياه في بركة عازلة والتي تحتوي على كاشطات تفصل النفط المتبقي في المياه إلى خزانات النقط أيضًا قبل أن تتدفق بفضل الجاذبية إلى شبكة من أحواض القصب التي تطهر السائل المتبقي، وتحتجز الملتصقات - أو الأغشية الحيوية الطحلبية والبكتيرية - الملتصقة بالأوراق وسيقان القصب المغمورة الزيت وتكسر جزيئات الهيدروكربون، وتنقي الماء أكثر، وبعدها يصرف تدفق المياه إلى أحواض التبخر وينتهي به المطاف على شكل بلورات ملحية بيضاء.
ما مفهوم ”تصريف سائل صفري“؟
عند استقبال المياه الناتجة من ”تنمية نفط عمان“ تبدأ مرحلة ”الزيت الخام“ حيث يتم القياس واستخدام تقنية الهايدروسايكلون لفصل الزيت الخام عن المياه ثم تذهب إلى الكاشطات العائمة، بعد ذلك يتم في مرحلة البحث والتطوير معالجة وتنقية المياه في الأراضي الرطبة ذات التدفق السطحي لتذهب بعدها إلى أحواض التبخير ويتم ”التصريف الصفري“.
ما المراحل التي مرَّ بها المشروع؟
تتكون محطة معالجة المياه في نمر الآن من حوالي 12 كيلومترًا مربعًا من أحواض القصب وبرك التبخير، جرى توسيع المشروع على 3 مراحل، ويضم 580 هكتارًا من الأراضي الرطبة ذات التدفق السطحي و810 هكتارًا من أحواض التبخر، ويعالج حوالي 175 ألف متر مكعب من المياه المنتجة يوميًا.
السؤال؛ هل المياه المعالجة تصبح صالحة للاستخدام البشري وما استخداماتها؟
لا تصلح تلك المياه المعالجة للاستخدام البشري، وخلص التقييم إلى أنه يمكن استخدامها للمنسوجات القطنية والوقود الحيوي والحطب ومستحضرات التجميل.