أثير - جميلة العبرية
تشكل العادات والتقاليد المتوارثة جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية لأي مجتمع، فهي تعكس أسلوب حياة الأجداد، وتحفظ الموروث الشعبي الذي يربط الأجيال ببعضها البعض. وفي سلطنة عُمان، تزخر المائدة العُمانية بأطباقٍ تقليدية تعكس مهارة الاستفادة القصوى من الموارد الطبيعية، ومن بين تلك الأطباق “الحميس”، الذي يمثل أحد أشكال الاستفادة من شحوم الحيوانات بطرق متنوعة.
الحميس.. تجربة أصيلة ونكهة لا تُنسى
يقول النصر بن محمد بن حميد العمري (محب الطبخ)، في حديث له مع “أثير” إن “الحميس”، أو كما يُعرف في بعض المناطق بـ”الصرب”، يُعد من الأطباق العُمانية التقليدية التي تعتمد على شحوم الحيوانات ممزوجةً بفتات اللحم والمعلقة (القلب والرئه والكلى)، ويتميز هذا الطبق بأساليب تحضيره المتنوعة التي تختلف من منطقة إلى أخرى وفقًا للعادات المحلية.
المكونات وطريقة التحضير
تختلف مكونات الحميس من منطقة إلى أخرى، حيث يفضل البعض تحضيره بإضافة الملح فقط، بينما يضيف آخرون الكركم (الجزع) لتعزيز النكهة. كما تختلف طريقة تحضيره بين من يفضل دمج فتات اللحم والمعلقة ضمن الشحم، وبين من يفضل تحضيره بشكل صافٍ دون إضافات.
طريقة التحضير:
1. تقطيع الشحوم والمعلقة إلى قطع صغيرة.
2. غسل المكونات جيدًا لضمان نظافتها.
3. وضعها في قدر على نار هادئة حتى يبدأ الشحم بالذوبان تدريجيًا، مما يسمح بنضج فتات اللحم والمعلقة ببطء.
4. إضافة الملح والكركم حسب الرغبة.
5. يُترك الخليط ليبرد، ثم يمكن فصل فتات اللحم عن الشحم السائل أو الاحتفاظ بهما معًا وفقًا للذوق الشخصي.
6. لضمان أفضل نتيجة، يُفضل عدم تغطية القدر بالكامل أثناء الطهي، والاكتفاء بمشخل (مصفاة) للحفاظ على جودة النكهة وتجنب زيادة الرطوبة.
كيف يمكن الحفاظ على هذه العادة ونقلها للأجيال القادمة؟
لضمان استمرار هذا الموروث الغذائي، يمكن توثيقه وتعريف الأجيال الجديدة به من خلال:
• تنظيم ورش عمل تفاعلية في المدارس والجمعيات تُبرز تاريخه وأساليب تحضيره.
• استخدام المنصات الرقمية لنشر مقاطع توضيحية حول طرق إعداده.
• إدراجه ضمن قوائم المأكولات التقليدية المقدمة في المناسبات المحلية.
