رصد- أثير
بينما يحتفل العالم بيوم المرأة العالمي السبت، تعيش النساء الفلسطينيات في قطاع غزة واقعا مريرا نتيجة الإبادة الجماعية التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي..
وأدت هذه الإبادة إلى مقتل الآلاف من النساء، وإجبارهن على النزوح المستمر على مدار نحو 16 شهرا، فضلا عن حرمانهن من أبسط الاحتياجات الأساسية، مثل المسكن الآمن، والغذاء، والرعاية الصحية.
وبهذه المناسبة، نشرت وكالة الأناضول سلسلة من التقارير عن المرأة الفلسطينية ورصدتها “أثير”، تواجه النساء الفلسطينيات أوضاعا قاسية، منهن من فقدت زوجها، ومنهن من فقدت أبناءها، وأخريات يعانين من إصابات دون توفر العلاج اللازم.
النساء والأطفال ضحايا الإبادة
قتل الاحتلال الإسرائيلي خلال الإبادة الجماعية لغزة نحو 12 ألفا و316 امرأة فلسطينية، كما فقدت أكثر من 6 آلاف أسرة فلسطينية أمهاتها، ولا تشمل هذه الأرقام أعداد الوفيات بسبب المرض أو ممن دفنوا تحت الأنقاض، وقدرت منظمة “هيومان رايتس ووتش” أن ما نسبته 70 بالمئة من إجمالي الوفيات التي بلغت نحو 8 آلاف و200 حالة حتى سبتمبر2024، كانت من النساء والأطفال.
وشكلت فئتا النساء والأطفال ما نسبته 69 بالمئة من إجمالي جرحى الإبادة البالغ عددهم 110 آلاف و725 مصابا خلال أشهر الإبادة، بحسب تقرير لرئيس الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني علا عوض استعرضت فيه أوضاع المرأة الفلسطينية عشية يوم المرأة العالمي، كما شكلا معًا 70% من المفقودين في غزة والذين بلغ عددهم حتى 18 يناير الماضي 14 ألفا و222 نتيجة الإبادة.
الحمل خلال الإبادة
وبحسب آخر إحصائيات المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، فإن قطاع غزة ضم حتى 21 يناير الماضي نحو 60 ألف سيدة حامل تقريباً قالت إنهن معرضات للخطر جراء انعدام الرعاية الصحية. وقدّر صندوق الأمم المتحدة للسكان في فلسطين، في 7 أكتوبر 2024 وجود نحو 155 ألف سيدة حامل ومرضع في القطاع وذلك بعد مرور عام على الإبادة من بينهن 64 ألفا و300 يواجهن مستويات كارثية من الجوع.
معيلات وحيدات لأسرهن
بعدما غيبت الإبادة الجماعية آلاف الرجال قسرا عن عائلاتهم جراء قتلهم أو اعتقالهم، وجدت الفلسطينيات بغزة أنفسهن أمام واقع جديد خلف مسؤوليات جديدة. قدّر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة فقدان نحو 13 ألفا و901 سيدة فلسطينية أزواجهن نتيجة حرب الإبادة، فأصبحن هن المعيلات الوحيدات لأطفالهن. يضاف إليهن مئات الفلسطينيات من زوجات الأشخاص الذين اعتقلهم الجيش الإسرائيلي بعد 7 أكتوبر 2023 ولم يتم الإفراج عنهم بعد (عدد غير معروف).

التجويع
وخلال الإبادة، واجهت الفلسطينيات التجويع من خلال صناعة الخبر باستخدام أعلاف الحيوانات، أو طهي الحشائش الخضراء، وتقليص عدد وحجم الوجبات اليومية لأفرادها وتفضيل أطفالها عنها في حصتها الغذائية، وهذا ما عكفت مؤخرا فلسطينيات بالتوجه إليه للحفاظ على المخزون الشحيح من المعلبات التي بقيت لديهن من آخر طرد مساعدات وصلهن، حيث قلصت حجم الوجبة الغذائية للشخص الواحد ما يزيد من مشقة الصيام في رمضان.
الحرب أهانتهن
رصدت الأناضول شهادات نساء في قطاع غزة، ففي إحدى المدارس بقطاع غزة، تحدثت الأم أم أكرم أبو شمالة، النازحة من بلدة بيت حانون شمالي القطاع إلى جنوبه، قائلة: “النساء الفلسطينيات مكافحات، كنا نعشن حياة كريمة”، مشيرة إلى أن الحرب أهانتهن حيث يعشن معاناة دون طعام أو شراب أو ملابس. وأضافت: “أولادنا مشردون، لا نعلم أين هم، نعيش في المدارس بلا كهرباء ولا مياه، نخشى الظلام ونفتقد الأمان”.
ولا يختلف حال أم أنور أبو حطب، التي فقدت زوجها واثنين من أبنائها في الحرب، حيث قالت للأناضول: “نزحنا من البيت إلى المدرسة، وفقدت أولادي وزوجي، نعيش معاناة لا غاز و لا طعام ولا مياه، حتى الطهي نقوم به على النار”. وأضافت: “المعاناة مريرة وصعبة، فقدت أبنائي وكل واحد منهم كان يعيل أسرة مكونة من 5 أفراد، النساء خارج غزة يحتفلن ونحن هنا نعيش القهر والظلم والفقد، كلنا مكلومون، لكننا صامدون رغم الحصار”.
ظروف صعبة
أما الفلسطينية أم أحمد أبو عيادة، التي تعيش داخل خيمة وتعد طعام الإفطار لأطفالها الأربعة بعد وفاة زوجها، فقالت “زوجي توفي بسبب مرض السرطان خلال الحرب، لم تكن هناك جرعات كيميائية لعلاجه، ولم يكن لدينا القدرة على توفير الرعاية اللازمة له”. ولفتت إلى أنها عاشت ظروفا صعبة جراء الحرب وحرمت من أبسط احتياجاتها الأساسية، وأوضحت أنها اتجهت للعمل بمشروع صغير لتوفير أبسط احتياجات عائلتها. وأشارت إلى أنها بعيدة عن أهلها في مصر الذين غادروا للعلاج، ولم يعد هناك تواصل بسبب انقطاع الكهرباء والإنترنت.

وبدعم أمريكي ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.