الأولى

نتائج تدق ناقوس الخطر: 73% من المراهقين يستهلكون السكر بكميات غير صحية و 50% من المراهقين يتناولون رقائق البطاطس يوميًا

الممارسات المتعلقة بالتغذية الصحية

أثير – ريما الشيخ

كشفت دراسة حديثة أجرتها وزارة الصحة حول المعارف والمواقف والممارسات المتعلقة بالتغذية الصحية واستهلاك الملح والسكر والدهون بين العمانيين الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و60 عامًا عن نتائج لافتة، حيث أظهرت الدراسة أن هناك مستوى مرتفعًا من الوعي الصحي لدى المجتمع، إلا أن ذلك لا ينعكس بالكامل على سلوكيات الأفراد الغذائية، ما يشير إلى وجود فجوة بين المعرفة والممارسات الفعلية.

حول هذا الجانب، قالت الدكتورة حليمة بنت شطيط الغنامية، طبيبة اختصاصية صحة عامة، لـ ”أثير" بأن الدراسة جاءت استجابةً لتزايد معدلات الأمراض غير المعدية في المجتمع، مثل السمنة وأمراض القلب والسكري، والتي ترتبط بصورة وثيقة بأنماط التغذية غير الصحية.

وأضافت: أردنا من خلال هذه الدراسة فهم سلوكيات الأفراد الغذائية ومعرفة مدى وعيهم بالمخاطر الصحية المرتبطة باستهلاك الملح والسكر والدهون، وذلك بهدف وضع سياسات صحية أكثر فاعلية لتعزيز خيارات الغذاء الصحي في المجتمع العماني.

وأوضحت الدكتورة الغنامية أن تنفيذ الدراسة واجه عدة تحديات، من أبرزها طول مدة جمع البيانات الميدانية بسبب الحاجة إلى التأكد من دقة الإجابات وتمثيل العينة المختارة بشكل مناسب، فمثل هذه الدراسات يحتاج إلى موارد مالية وبشرية كبيرة، لا سيما وأنها تتطلب تحليلًا دقيقًا للبيانات لرصد العادات الغذائية الفعلية للمجتمع.

وحول أبرز ما كشفته الدراسة، أشارت الدكتورة الغنامية إلى أن 50% من المراهقين و60% من البالغين لديهم معرفة جيدة بأضرار استهلاك السكر، إلا أن 73% من المراهقين و40% من البالغين ما زالوا يستهلكونه بكميات غير صحية, كما أن أكثر من ثلث المراهقين يضيفون السكر إلى مشروباتهم وأطعمتهم بشكل معتاد.

وفيما يتعلق بالملح، أظهرت النتائج أن 88% من المراهقين و91% من البالغين يدركون مخاطره الصحية، لكن نسبة قليلة منهم تعرف الأمراض المرتبطة بالإفراط في استهلاكه، مثل هشاشة العظام وسرطان المعدة. أما الدهون، فقد أوضحت الدراسة أن 88% من المراهقين و73% من البالغين حصلوا على تقييم ضعيف في مؤشر المعرفة بمخاطرها، في حين أن 6% فقط من المراهقين وأقل من 1% من البالغين يدركون أن استهلاك الدهون المفرط قد يؤدي إلى السمنة.

وأكدت الدكتورة الغنامية أن الدراسة سلطت الضوء على أنماط غذائية غير صحية منتشرة بين فئات المجتمع، حيث تبين أن 50% من المراهقين يتناولون رقائق البطاطس يوميًا، و42% منهم يستهلكون الشوكولاتة أو البسكويت المحلى، مقارنة بـ 28% و17% من البالغين على التوالي. كما أظهرت النتائج أن 85% من المراهقين يرتادون مطاعم الوجبات السريعة بانتظام، فيما يتناول 50% منهم الطعام في المطاعم بشكل يومي أو أسبوعي.

وأضافت: على الرغم من وعي المجتمع بمخاطر الدهون والسكر والملح، إلا أن هذه المعرفة لا تترجم إلى ممارسات يومية صحية، وهو ما يستدعي تكثيف الجهود لنشر ثقافة غذائية سليمة، مع تعزيز الرقابة على المنتجات الغذائية لضمان تقليل المكونات الضارة فيها.

وأوضحت الدكتورة الغنامية أن الدراسة كشفت أن 62% من البالغين و60% من المراهقين يعتمدون على الإنترنت كمصدر رئيسي لمعلوماتهم حول الغذاء الصحي، بينما 41.6% من البالغين يتابعون التلفزيون المحلي للحصول على معلوماتهم الغذائية، في حين أن 16.7% فقط يقرؤون الصحف والمجلات.

وفي ختام حديثها لـ “أثير”، أكدت الدكتورة الغنامية أن الدراسة خلصت إلى عدة توصيات من شأنها تحسين الأنماط الغذائية في المجتمع العماني، أبرزها:

-إطلاق حملات توعوية مكثفة لرفع الوعي بمخاطر استهلاك الملح والسكر والدهون المشبعة، مع التركيز على تغيير السلوكيات وليس فقط نشر المعلومات.

-تعزيز التثقيف الغذائي في المدارس والمجتمع من خلال دمج برامج التغذية الصحية في المناهج الدراسية.

-إلزام المطاعم والمصانع الغذائية بتقديم خيارات غذائية صحية وتقليل نسب الملح والسكر والدهون في المنتجات.

-فرض ضرائب على المشروبات المحلاة بالسكر والاستمرار في تشجيع بدائل صحية.

وأشارت الدكتورة الغنامية إلى أن هناك خططًا مستقبلية لمتابعة تأثير هذه الدراسة عبر إجراء أبحاث دورية لرصد التغيرات في أنماط التغذية وتأثير السياسات الغذائية المتبعة، إضافة إلى تقييم مدى فاعلية الحملات التوعوية والإجراءات التنظيمية في تحسين جودة النظام الغذائي للمجتمع العماني.

واختتمت تصريحها لـ “أثير” قائلة: لا يكفي أن يكون لدى الأفراد وعي بالمخاطر الغذائية، بل يجب أن يتحول هذا الوعي إلى سلوكيات فعلية تعزز صحتهم وصحة أسرهم، وهذا ما نعمل عليه من خلال إستراتيجياتنا المستقبلية.

Your Page Title