أخبار

لسان أهل غزة في عيد الفطر: بأي حال عدت يا عيد

العيد في غزة

أثير – علاء شمالي

كانت أضواء الزينة تعانق بعضها البعض حين تُعلق على الجدران والبيوت المتلاصقة في أجواء فرح يستقبل بها سكان غزة العيد، لكن هذا العيد الثالث الذي يمر على غزة خلال حرب الإبادة المستمرة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023م.

في أجواء العيد الاعتيادية تكاد لا تمر من مكان إلا وتسمع أصوات الأطفال وهم يلهون ويلعبون مزينين بأجمل الثياب، يتجهزون وينتظرون العيد من أيام طويلة.

ويمر العيد الثالث على غزة دون أن تشرق الأضواء الملونة في زوايا البيوت، ولا أن تتجهز النساء لاستقبال الأهل والأقارب في زيارات عائلية كانت تملؤها الفرحة والسعادة.

في عيد الفطر يغيب كثير من الأجواء عن جميع مناطق قطاع غزة حيث إنها ستفتقد الزيارات واللمات العائلية خوفًا من الاستهداف والقصف الذي يطال عائلات بأكملها، فيما لن يتمكن السكان من التسوق وشراء حاجيات العيد الذين اعتادوا عليها في سنوات سابقة.

يأتي عيد الفطر على غزة وقد أصبحت البيوت عبارة عن كومة ركام، وفقدت العائلات أفراداً منها وحوّل الاحتلال فرحها إلى أحزان متواصلة، ولم يجد الأطفال مكاناً يلهون فيه سوى ركام منازلهم أو خيامهم المهترئة الذين سكنوا فيها خلال 16 شهراً من الإبادة المستمرة.

ذكريات العيد في غزة والأسواق التي تغص بالزوار وتوزيع الحلوى وزينة البيوت أصبحت بعيدة إذ يأتي العيد الثالث على عيشها في ظل الحصار والعدوان، حيث لم تعد هناك إمكانات للاستمتاع بمظاهر العيد.

ويعاني معظم سكان غزة فقدان أحبائهم أو بيوتهم، ويعيشون في مراكز إيواء أو في بيوت كثير منها غير صالح للسكن، ولا يجدون طعاماً كافياً، فيما تقطعت بهم السبل خاصة بعد أن استأنف الاحتلال الحرب على غزة.

ويمر العيد الثالث على غزة وقد فقدت أكثر من 50 ألف شهيد وما يزيد على 100 ألف مصاب معظمهم من النساء والأطفال، فيما دمر الاحتلال آلاف المنازل والوحدات السكنية و80% من مساجد قطاع غزة.

وأصبحت أجواء العيد في ظل استمرار الحرب ذكرى حزينة بالنسبة لسكان غزة بعد أن أصبحوا يعيشون في واقعاً أفقدهم كل مكونات الحياة لما يقارب العام ونصف العام.

Your Page Title