الأولى

مظاهر للعيد في بلادنا: ما الذي تُحافظون عليه منها؟

العيد

أثير - ريما الشيخ

مع قرب حلول عيد الفطر، تتجدد الأجواء الاحتفالية في بلادنا، حيث يحرص العمانيون على إحياء تقاليدهم الأصيلة التي توارثوها عبر الأجيال، في مشهد يعكس تمسكهم بالعادات والتقاليد رغم تغير الأزمان، فالعيد ليس مجرد مناسبة دينية، بل هو احتفال اجتماعي وثقافي يعزز من قيم التآخي والتواصل بين الأفراد والمجتمعات.

يبدأ العيد لدى العمانيين بأيام قبل حلوله، حيث تنشغل الأسر بشراء الملابس الجديدة، وتحضير الأطعمة التقليدية، وتنظيف المنازل استعدادًا لاستقبال الضيوف. كما تتوافد أعداد كبيرة من الناس على الأسواق الشعبية وغير الشعبية لاقتناء مستلزمات العيد، وبخاصة المأكولات التقليدية التي تعد جزءًا أساسيًا من الطقوس.

ومع بزوغ فجر العيد، يتوجه الرجال والأطفال بملابسهم العمانية التقليدية الأصيلة إلى المصليات والمساجد في مختلف الولايات، حيث يؤدون صلاة العيد وسط تكبيرات تهز أرجاء المكان، لتُعلِن بداية يوم مليء بالفرح والمودة، وتُعَدّ هذه اللحظة فرصة لتعزيز روح الألفة، حيث يتصافح الجميع ويتبادلون التهاني والدعوات الصادقة.

وبعد أداء الصلاة، يتوجه الأفراد إلى منازل الأهل والأصدقاء لتقديم التهاني وتوزيع “العيدية” على الأطفال، وهي عادة محببة تدخل البهجة إلى قلوب الصغار، الذين ينتظرون هذه اللحظة بفرح، وتتنوع قيمة العيدية بحسب العادات والتقاليد في كل ولاية، لكنها تبقى رمزًا للمحبة والفرحة.

ولا يكتمل العيد دون الاستمتاع بالأطباق التقليدية العمانية التي تعد خصيصًا لهذه المناسبة، ومن أشهر المأكولات التي تُقدم في العيد “الشواء العماني”، وهو لحم متبل بالبهارات المحلية يُطبخ تحت الأرض لساعات طويلة، ليمنح مذاقًا فريدًا.كما تشتهر أغلب المحافظات العمانية بإعداد أطباق مثل “المشاكيك”، و“الهريس“، و“العصيدة“، إلى جانب التمور والحلوى والقهوة العمانية التي تُعدّ عنصرًا أساسيًا في الضيافة، وبعض أنواع الحلويات الأخرى.

وفي بعض الولايات ما تزال عادة “العيود” قائمة، حيث يجتمع أبناء القرية الواحدة في ساحة مفتوحة، ويتم تنظيم أنشطة احتفالية تتضمن الفنون العمانية التقليدية مثل الرزحة والعازي. كما يتم تنظيم سباقات الخيل والجمال في بعض المناطق؛ ما يضفي طابعًا مميزًا على الاحتفالات، ويتم بيع مختلف الأنواع من المواد خلال العيود.

Your Page Title