أخبار

حوار خاص مع الأمين: علي الحبسي يكشف أسرار نجاحه ويتحدث بلسان ”بناء الشخصية القيادية“

علي الحبسي

أثير- علاء شمالي

في حديث يحمل ملامح التجربة، وعبق التضحية، ووضوح الرؤية، تحدث النجم العُماني الكبير علي الحبسي عن محطات مفصلية في حياته ومسيرته الرياضية، وأسرار النجاح، ودور الإلهام في بناء الإنسان، وذلك خلال مشاركته في مؤتمر ”أوشرم“ التي تنظمه الجمعية العُمانية لإدارة الموارد البشرية.

ويعد الحبسي من أساطير كرة القدم العمانية والخليجية بعد مسيرة حافلة بالعطاء والإنجازات امتدت من الملاعب العربية إلى الأوربية حتى أصبح أيقونة رياضية مهمة على الساحة العالمية، فيما بات مؤخرًا مصدر إلهام حقيقي للكثير من الشباب الطامحين بتحقيق النجاحات.

”أثير“ حاورت النجم الحبسي الذي جاءت إجاباته متناغمة مع شخصيته الاستثنائية.

- ما اللحظة التي شعرت فيها أن النجاح ممكن؟

اللحظة التي شعرت فيها أن النجاح ممكن لم تأتِ من إنجاز معين، بل من حضور ذهني وشخص آمن بي. هذه اللحظة أعطتني أملًا ودافعًا، والنجاح لم يكن في البداية هدفًا كبيرًا، بل كان مرتبطًا بالشغف والقدرات الشخصية التي مع الوقت اكتشفت أنني أمتلكها، وهنا بدأ المشوار.

الانضباط كان أهم عوامل النجاح، لأني آمنت أن بدون انضباط لن يتحقق أي نجاح في مسيرتي، وهذا ليس في الرياضة فقط، بل في كل المجالات. الانضباط هو الأساس اليومي، والالتزام الحقيقي الذي يصنع الفارق على المدى الطويل.

- تحدثت كثيرًا عن ”بناء الشخصية“؛ فماذا تقصد بذلك؟

بناء الشخصية هو عملية يومية، تتأثر فيها بثقافات وتجارب وأشخاص. حتى بعد الاعتزال، أواصل بناء شخصيتي. في الملعب، أو في العمل، أو في بيتي، وكل موقف يعلمك الكثير.

القائد الحقيقي لا تصنعه الألقاب، بل القيم، والتأثير، وطريقة تعامله مع الناس. يمكن أن يكون القائد لاعبا هادئا في الملعب، لكن تأثيره أقوى من الكابتن نفسه.

- من هم الأشخاص الذين تركوا أثرًا فيك خلال مشوارك؟

كثيرون. لكن من المواقف التي لن أنساها، لقائي مع البطل العالمي معتز برشم في كأس العالم، لما قال لي: ”أنا بطل العالم، لكن أنت ملهمي.“

هذه الكلمات لها وقع كبير، لأنها تعني أنني كنت سببًا في فتح الأبواب لأبطال غيري، هذا هو الإلهام الحقيقي: أن تزرع حلمًا في غيرك دون أن تدري.

- لماذا قررت المشاركة في مؤتمر يخص الموارد البشرية وليس الرياضة فقط؟

لأنني أؤمن أن النجاح الرياضي لا يخص الرياضة فقط. هو تجربة مليئة بالدروس التي يمكن تطبيقها في أي قطاع؛ عمل، وتعليم، وإدارة، وحتى حياة شخصية. أنا الآن أعد نفسي مسؤولًا عن نقل هذه التجارب، لأن كل رسالة أقدمها كعُماني تمثل وطني، ووجودي في كل مكان هو واجب قبل أن يكون مشاركة.

- ما الرسالة التي توجهها للشباب اليوم؟

”الصبر… ثم الصبر… ثم الصبر. لا تخافوا من الفشل. اجتهدوا، تعلموا من المواقف، وركزوا على هدف واضح.“؛ لأن كل شخص فينا لديه موهبة، قدرة، أو حتى فكرة، ركّز عليها، طوّرها، واستخدمها لتصنع لك قيمة ولمجتمعك أيضًا.

- كيف ترى القيادة في الحياة والرياضة؟

القيادة لا ترتبط بمنصب. هي شخصية، وأسلوب، وصدق في التأثير، والقائد الحقيقي ليس من يصرخ أو يأمر، بل من يُلهم ويحتوي ويقود بالأخلاق والقدوة.

وتجربتي في كرة القدم – من النرويج إلى إنجلترا – كانت كلها دروس في الاحترام، والتعايش، وتمثيل بلدي بكل فخر في كل ثقافة دخلتها.

وفي كلمته في مؤتمر ”أوشرم“ كشف الحبسي في لحظة مؤثرة، عن أعمق شعور حمله طوال مسيرته: ”اليوم لا يقول لي الناس إنني كنت لاعبًا جيدًا، بل يقولون كنت سفيرًا جيدًا لعُمان، وهذه أكبر قيمة يمكن أن أحملها في حياتي.“

Your Page Title