أخبار

دراسة لـ 6 أعوام تستنتج: 5 مهارات محورية يجب التركيز عليها في القطاعين العام والخاص

ابتسام الخايفية

أثير – ريما الشيخ

أكدت ابتسام الخايفية المؤسِسة والرئيسة التنفيذية لشركة سمات لتنمية الموارد البشرية، أن مستقبل العمل يتطلب تجاوز الأساليب التقليدية في إدارة الموارد البشرية، والانتقال إلى بناء بيئة متكاملة تُركز على الإنسان وتمكّنه من اكتساب المهارات الحقيقية التي تواكب التحولات المتسارعة في سوق العمل، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي.

واستعرضت الخايفية خلال حديثها مع ”أثير“ تجربة شركتها الممتدة لأكثر من 17 عامًا، من بينها 6 سنوات في قيادة ”سمات“، في تصميم وتنفيذ إستراتيجيات تطوير المواهب، مؤكدة أن شركتها تعتمد على علم النفس التنظيمي في جميع ممارساتها وتضع الإنسان في قلب كل ما تقوم به.

وقالت إن فكرة تأسيس ”سمات“ انطلقت من ملاحظتها لفجوة حقيقية في السوق المحلي في مجال أفضل الممارسات في الموارد البشرية، مشيرة إلى أن خبرتها في شركات عالمية ومحلية منحتها القدرة على سد هذه الفجوة، مضيفةً: وثقت بنفسي وبقدراتي، وشعرت أني أستطيع أن أُحدث فرقًا حقيقيًا.

كما تطرقت بالحديث إلى أبرز التوجهات العالمية التي تؤثر على مستقبل العمل، وأبرزها الحاجة إلى بناء بيئات عمل آمنة نفسيًا، وداعمة للإنتاجية الحقيقية بدلًا من الانشغال الظاهري، مؤكدة أن الجهة التي تتكيف أسرع مع هذه التغيرات هي التي ستتفوّق، وأشارت إلى أن التحدي الأكبر اليوم هو كيفية التعامل مع الاضطرابات المستمرة والتحولات السريعة، خصوصًا في ظل صعود الذكاء الاصطناعي والطاقة الخضراء.

وفي تعليقها على هذا التحول، شددت الخايفية على أن الذكاء الاصطناعي لن يُلغي دور الإنسان بل سيساعده، مشيرة إلى أن المطلوب هو التكيّف معه بجرأة، لا الخوف منه، قائلة: مرت علينا تحولات كثيرة مثل الإنترنت وغيرها، ومن لا يواكب التطور الآن، سيجد نفسه خارج المركب.

وسردت ابتسام نتائج استطلاع عالمي أُجري مع قادة الموارد البشرية، أظهر أن:

-60% من المشاركين يرون أن ”تطوير المهارات“ هو الأداة الأهم لدفع نمو الأعمال.

-52% من الرؤساء التنفيذيين في الخليج عدّوا ”رفع الكفاءة المهارية“ أولوية لعام 2025م.

-لكن فقط 35% من المؤسسات تمتلك مسارًا واضحًا لإعداد الكفاءات المطلوبة.

ودعت إلى تجاوز أساليب التدريب التقليدي، وتبني منهج ”التعلّم التحويلي“ القائم على بناء المهارات الحقيقية والتطبيق العملي المستمر، موضحة أن التدريب لا يجب أن يُنفذ لمجرد استيفاء الإجراءات، بل يجب أن يكون مرتبطًا بأثر مؤسسي واضح وقابل للقياس.

كما كشفت عن نتائج دراسة أجرتها شركتها على مدى 6 سنوات، حدّدت خلالها خمس مهارات محورية يجب التركيز عليها في القطاعين العام والخاص، وهي:

-المهارات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.

-حل المشكلات والابتكار، وأوصت بإنشاء مختبرات ابتكار وتعليم قائم على التحدي.

-القيادة.

-الذكاء العاطفي.

-المرونة والقدرة على التكيف.

وأضافت أن السوق العُماني غني بالمواهب الشغوفة والطموحة، لكن هذه المواهب تحتاج إلى بيئة محفزة وداعمة، قائلة: ”كلما دعمنا المهارات، استفاد الوطن“.

وحول التحديات التي تواجهها كرائدة أعمال، أوضحت أن بناء الفريق والتسويق والتأقلم مع التغيرات الاقتصادية من أبرز التحديات التي تواجه أي رائد أعمال، بغض النظر عن الجنس، مشيرة إلى أن شغفها ومهاراتها هما ما يدفعانها للاستمرار والتطور.

وقالت ابتسام إن ”سمات“ تركز حاليًا على دعم القطاع الخاص، لكنها تتطلع إلى التوسع في القطاع الحكومي وتقديم خدماتها للكوادر العُمانية فيه. كما بدأت بخطوات أولية للتوسع في دول الخليج، وتتعاون بالفعل مع شركتين عالميتين، بهدف إيصال خدماتها إلى شريحة أوسع من المستفيدين.

يُذكر أن الخايفية قدمت كلمة في اليوم الثاني من مؤتمر ”أوشرم“ للموارد البشرية الثامن قالت في ختامها: ”توقفوا عن سؤال: هل المواهب العُمانية جاهزة؟ وابدأوا في تهيئة البيئة التي تجعلهم جاهزين فعلاً.“

Your Page Title