بقلم / إسماعيل بن صالح الأغبري
إسماعيل بن صالح الأغبري
الإسلام دين الله ارتضاه لكافة الناس من لدن آدم إلى آخر الخلائق وهو دين سائر الأنبياء والرسل من آدم إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
الإسلام هو الدين الذي ارتضاه الله لخلقه وهو منه منزل وهذا يدل على عصمة الدين واكتماله لأن مصدره الله الموصوف بالكمال فلا يعتري ما يكون منه النقص ولا يناله الخلل
والله رب كل شئ وخالق كل شئ ويعم بنعمته كل شئ ولذلك من الطبيعي أن يكون الإسلام عالميا أي لا يختص بقوم دون آخرين ولا بعرق ولا بلون ولا بعنصر دون آخر فالذي أنزله رب كل شئ واختاره لكل خلقه
الإسلام هو السفينة المحكمة الصنع التي تحمل من عليها إلى بر الأمان لا يخشى على من كان عليها عواصف هوجاء ولا رياح عاتية لأن الحيل متين ومن هنا دعا الله إلى الاعتصام بحبله وهو الإسلام
الإسلام من الله الرؤوف الرحيم والحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم تتكرر دائما محفوظة عند الصغير والكبير فمن الطبيعي أن يكون الإسلام رؤوفا رحيما ليس فقط ببني الإسلام بل بالبشرية كافة
لذلك من اعتنقه حرم دمه وماله وعرضه ومن قتل البرئ كتب الله عليه خلودا أبديا في النار. ولو دان بشهادة التوحيد مع قتله في الدنيا إن لم يتنازل أولياء الدم مع عدم سقوط الحق العام حق التأديب
وهو أيضا لا يبيح العدوان حتى على من لم يكن مسلما فمجرد غير الإسلام لا يبيح سفك الدم وإزهاق الروح بدليل أن النبي تمكن من أمر المدينة المنورة وأسس،فيها الدولة وصار يدير حدود الدولة منها أي أنه الغالب فيها وله الأمر والنهي والحل والعقد والإبرام والنقض والوعد،والوعيد وله السطوة والكلمة العليا والقول الفصل وكان بالمدينة أصناف اليهود قريضة وقينقاع والنظير إلا أنه لم يحكم فيهم بسيفه البتار لأنهم كفرة وإنما ناوشهم وأخرجهم بسبب غدرهم ونقضهم الاتفاقية الموقعة معهم
قاتل بني قينقاع لأنهم بدأووا بالعدوان على امرأة مسلمة فلزم الدفاع عنها ولكن هذا القتال لم يشمل غيرهم من اليهود
ثم غدر بنو النظير في محاولة منهم قتل النبي فلزم رد عدوانهم دون أن يشمل العقاب بني قريضة وهذا طبعا حسب الروايات
ثم خان بنو قريضة العهد فتحالفوا مع عدوان قريش على المسلمين فلزم عقابهم فهو لم يقاتلهم لأنهم أهل كتاب بل لأنهم أهل عدوان ولو سالموا سالمهم
والرأفة في الإسلام تتجلى حتى خلال الحرب من حيث النهي عن التمثيل بالجثث وحز الرقاب والميل إلى الصلح إن أرادت الأطراف الصلح والصبح خير
بل امتدت رحمة الإسلام حتى بالبهيمة التي أحل الله لحومها ولكن اشترط إحسان الذبح بأن تكون آلة الذبح حادة وشفرتها فاعلة مؤثرة سريعا بل بين الإسلام أنه لا ينبغي أن تقاد الذبيحة بعنف وشدة
والإسلام دين عدل ومن هنا أمر بالقسط مع الجميع ولو كان ذا قربى ونهى عن الجور في الحكم ولو كان الخصم غير مسلم
الإسلام دين أمر بالبر والإحسان للمسلم وجعل حقوق المسلم في الذروة والقمة بل قرر الحديث النبوي أن من عمل الصالحات من صلاة وصيام لكنه مدمن على إيذاء،جيرانه بسب أو شتم أو سرقة أو مضايقة أو انتهاك مال أو عرض حرام عليه الجنة
ونبه الإسلام إلى ضرورة الإحسان بالجار غير المسلم ومعاملته بالتي هي أحسن ولم يرد ما يورده الفقهاء من ضرورة مضايقة غير المسلم ولزه عند الطريق على جانب الطريق ومنعه من المشي وسط الطريق ولم يرد في الإسلام ما يورده الفقهاء،من ضرورة أن لا يلبس غير المسلم،في الدولة المسلمة ملابس تشابه المسلمين وأن عليه أن يرتدي ملابس مخالفة
لنتصور في بعض بلاد الإسلام ذات التعددية الدينية كيف لا يجوز عدم السماح للمواطن غير المسلم أن يتقدم في سياقة سيارته ? كيف يمكن القول بوجوب تأخير غير المسلم إذا كان هو السابق عند الإشارات الضوئية ? إن هذا القول الذي يورده الفقهاء لا تسنده أدلة الإسلام
لنتصور في مهنة الطب مثلا إذا كان الأطباء من بلد مسلم ولكن فيه أيضا غير مسلمين وهم مواطنون أيضا أصيلون وأصليون لنتصور لو تم سن قانون يطلب من غير المسلمين أن يلبس أطباؤهم ملابس حمراء بينما أطباء المسلمين عليهم أن يلبسوا الملابس البيضاء خلال ممارسة الطب ? إن هذا القول من الفقهاء لا تؤيده مصادر الإسلام
الإسلام دين السلام وتحيته في الدنيا. السلام عليكم ومندوب قولها وأما رد وعليكم السلام صار واجبا وهي بمثابة عقد وميثاق أن لا عدوان ولا ظلم بين الاثنين وهذا ما يجب أن نعقله
ومن أسماء الله السلام والدار التي وعد بها عباده الصالحين دار السلام وتحيتهم فيها أيضا سلام والله يدعو إلى دار السلام
إن ما نراه اليوم من فتن هوجاء في بلاد الإسلام وباسم الإسلام يعد عدوانا صارخا على الإسلام نفسه
إن ما يقع اليوم بين المسلمين من اقتتال يصل إلى فصل الرؤوس عن الأجساد مناقض تماما دين الإسلام الحنيف
الإسلام حرم العدوان على غير المسلم ما لم يعتد أو يغدر أو يخون أو يصير طابورا خامسا على وطنه وفي الحديث ( من اعتدى على ذمي فأنا خصمه يوم القيامة ) فهو محمي بهذا النص النبوي القانوني
ما نراه اليوم من قيام فئة من المسلمين باستحلال دماء وأموال غير المسلمين مناقض لدين الإسلام
الإسلام يوجب حسن المعاملة وقول التي هي أحسن وبالتي هي أحسن وما دخل الرفق في شئ إلا زانه وما نزع من شئ إلا شأنه
ما نراه من بعض المسلمين من غلظة في القول وجفاء في الطبع وخشونة في المعاملة وعبوس في الوجوه هو مناقض للإسلام والنصوص التي جاءت تمدح النبي صلى الله عليه وسلم
الإسلام جامعة للمسلمين من خلال أركان الإيمان الستة في العقائد وهو جامعتهم من خلال أركان الإسلام في الفقه وهو هاديهم في المعاملات من خلال أخلاقيات الإسلام
أما المسلمون فهم بشر ممن خلق الله يصيبون ويخطئون قد ينتسبون إلى الإسلام ظاهرا وباطنا وقد ينتسبون إليه مظهرا لا مخبرا وقد يطلقونه فلا ينتسبون إليه ظاهرا ولا باطنا
المسلمون لم يكتب لأحد منهم العصمة وإن بلغ وليا أو صار من الأبدال والأقطاب والأغواث والأوتاد حسب مصطلحات علماء السلوك عند بعض أو المتصوفة عند آخرين أو علم العرفان عند قسم ثالث إنما العصمة فقط لنبي مرسل لا غير
التخبط واقع من المسلم كما هو واقع من غيره وكما ان القسيس والراهب والراعي والأب والأبرشي والحبر يقع منه عظائم الأمور فينسبها إلى الذات العلية أو نبي أو روح القدس فكذلك الأمر يقع من عالم أو فقيه أو متدين ينسب الى دين الله ما ليس منه وإنما هو قراءآت وأقوال صبرها حقائق من الإسلام والإسلام لا يراها
وكما يوجد أحبار يأخذون عرض هذه الدنيا كذلك يوجد من المسلمين من يفعل ذلك
وعدد من المسلمين اليوم يأتون عظائم الأمور باسم الإسلام ويزعمون نصرة الإسلام والدعوة للإسلام فيتم سفك الدم باسم الإسلام وغضبة للإسلام وغيرة على الإسلام ?
اقتتال بين المسلمين لأسباب قومية أو عرقية أو مذهبية وهذا القتال هو قتال الفناء وحز الرؤوس والتكفير واستباحة الأموال والأعراض هذا يقع باسم الإسلام في قلب متعمد لحقيقة الإسلام
قتل الطفل والشيخ الكبير والتمثيل بالمراة باسم الإسلام هو مناقض للإسلام وسواء،هذا القتل تم تسليطه على المسلمين أو غير المسلمين
وقد يقوم من يزعم التمسك بالإسلام بتروبج ما تهواه نفسه من سقيم الروايات فينهى المؤدلجين أو المؤطرين أو الإتباع أو الذين مسخوا عقولهم واتخذوه بلسان الحال لا المقال إلها من دون الله ينهي أتباعه ومناصريه من السلام على من يسمون مبتدعة وقد يسوق لهم روايات غثة سقيمة بأن من ابتسم في وجه مبتدع نقص من أجره قيراط وقد يسوق لهم الغث من الرواية كمثل القول بأن من مشى في جنازة مبتدع نقص من أجره قيراط ومن صلى عليه نقص من أجره قيراطان والقيراط كجبل أحد ?? ولعل هذا من أسباب تناقص ارتفاع وحجم جبل أحد ??
مشكلة الاسلام في العقول الملغاة أو المؤدلجة أو الشخصيات المؤطرة يوحى عليها فتعلن السمع والطاعة
رحم الله العلامة أبي مسلم ناصر بن سالم البهلاني فإنه تمثل واقع المسلمين ويتم الإسلام ونعى أحوال المسلمين
لقاؤنا القادم في موضوع المسلمون مع أنفسهم ثم لنا لقاء مع حلقة المسلمون والعالم