مسقط – أثير
رحل السلطان قابوس بن سعيد وترك للشعب العماني منجزات لا تعد ولا تحصى، وسعى سلطاننا الراحل إلى اكتمال المنجزات في جميع القطاعات العامة والخاصة منها التي تخدم المواطنيين وتوفر لهم سبل الحياة، ومن هذه القطاعات قطاع الصحة الذي سعى إلى توفير الخدمات الأساسية والضرورية للمواطن والذي أثر إيجابًا في انخفاض معدل الوفيات ومكافحة الأمراض والوقاية منها بوعي صحي مشترك بين المؤسسات والمواطن والمقيم أيضا.
ويتضح ذلك أيضا بالشواهد الصحية التي تشهد تطورا ونموا ملحوظا يومًا بعد يوم، وهذا باعتراف دولي وعالمي، ومن هذه الشواهد التي افتتحها السلطان الراحل في مثل هذا اليوم 6 فبراير 1990م، مستشفى جامعة السلطان قابوس، المستشفى الذي شهد رعاية سامية من لدن جلالته قبل 30 عاما، الصرح المساهم طبيًا وعلميًا وصحيا وليكون ضمن إستراتيجية رسمها ورساها السطان الراحل وفق أسس واضحة الهدف.
ومنذ ذلك اليوم والمستشفى يسعى جاهدًا وبإدارته إلى العلو والنهوض بالقطاع الصحي في السلطنة، فيعتبر المستشفى أحد المراكز التي تعنى بالمجالات العلاجية والتشخيصية و المخبرية والبحثية، ويبرز ما تحقق للمستشفى في الأعوام السابقة من خلال ما يقوم به المستشفى في علاج أمراض الدم وزراعة النخاع، ويضم المستشفى مبنى يعنى بحالات الطوارئ، كما ويتفرد المستشفى بوجود مركزا خاصًا بالعناية الصحية بالموظفين، والاهتمام بالكادر البشري العامل في المستشفى وتوفير سبل المساعدة المعنوية والطبية للموظفين مع تزايد ضغوطات العمل، إضافة لوجود مختبرات تقوم بعمل فحص DNA المعني بالامراض المعدية، وفحوصات الفيروسات.
وتوجد في المستشفى عيادة تعد الأولى من نوعها، حين إنشاءها، في الشرق الأوسط، والتي تتميز بالقيام بالتشخيص والفحوصات الطبية والاطلاع على النتائج في يوم واحد دون الحاجة لرجوع المريض في موعد آخر لزيارة العيادة، ويقوم على العيادة كادر طبي وفني وتمريضي مؤهل في مجال أمراض الثدي، وتسهم العيادة في الاكتشاف المبكر لحالات الإصابة بأمراض الثدي والتعامل معها.
وقال مدير عام مستشفى جامعة السلطان قابوس
الدكتور خليفة الوهيبي في حوارٍ سابق له مع “جريدة عمان” أن هناك عددًا من الإنجازات التي تحققت للمستشفى الجامعي، خصوصا على مستوى العمليات النوعية سواء على مستوى السلطنة أو على مستوى العالم، ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر مثل جراحات القلب المفتوح وصمامات القلب عن طريق الجراحة المفتوحة وكذلك عن طريق القسطرة، أول عملية زراعة صمام بداخل صمام بالقلب في امرأة حامل، وزراعة قلب صناعي لمريض يعاني من فشل بالقلب لأول مرة في السلطنة، وزراعة دعامات الأوعية الدموية المختلفة عن طريق القسطرة، ونجاح عملية جراحية لإزالة ورم قريب من الغدة الدرقية بواسطة المنظار المرئي، وإجراء ثماني عمليات جراحية ناجحة في مجال جراحة الحوض الترميمية وجراحة المناظير النسائية لعلاج حالات هبوط الرحم أو المهبل المتقدمة، وإجراء عملية هي الأولى من نوعها في السلطنة حول توصيل جزء من الأمعاء بقنوات المرارة في الكبد لطفلة، وعلاج ومتابعة أول حالة حمل مصابة بمرض الكوليسترول الوراثي المتماثل أثناء الحمل باستخدام تقنية (DALI-Apheresis) لغسيل الدم من الكوليسترول الضار.
كما يعتبر مستشفى جامعة السلطان قابوس مستشفى تعليميا لطلبة كلية الطب والعلوم الصحية بالجامعة وطلبة كليات الطب الأخرى وطلبة كليات الطب الزائرين من مختلف جامعات العالم سواء كانوا عمانيين أو زائرين وكذلك طلبة كليات التمريض، وتعمل إدارة المستشفى إلى ابتعاث الكادر الطبي في بعثات علمية وذلك لاكتساب الخبرات الطبية والتطور في هذا المجال.