العمانية-أثير
عُرف سوق ولاية صحم بمحافظة شمال الباطنة منذ القدم كواحد من أهم الأسواق التجارية في السلطنة وذلك من خلال نشاطه محليًا وخارجيًا حيث كان واحدًا من الأسواق التي تغادرها السفن العمانية إلى بعض الأسواق العربية والخليجية إلى جانب أسواق الهند وأفريقيا وآسيا وقد أسهم موقعه المطل على بحر عمان كثيرا في الأهمية الاقتصادية ليشكل مركزا حضاريا وقبلة لكثير من التجار الباحثين عن التصدير أو الاستيراد من وإلى هذا السوق .
وحديثا تم إنشاء سوق مركزي في موقع قريب من موقع السوق القديم، وفق تصميم يجمع بين أصالة الماضي وجمال الحاضر، يضم عدة أركان تتمثل في ركن سوق الأسماك وركن سوق الخضروات والفواكه وركن سوق تجارة الأعلاف والمواشي وركن السوق التقليدي الذي يضم سوق الحرفين والمحلات التجارية المتنوعة .
حيث يشتمل سوق الأسماك على 110 مواقع منها 94 موقعا مخصصا للبيع و16 موقعا مخصصا لتقطيع وتنظيف الأسماك إلى جانب مواقع للثلج ومخازن مبردة، أما سوق الخضروات والفواكه فيشتمل على 84 موقعا يعمل منها حاليا ( 24) موقعا، أما سوق بيع المواشي والأعلاف فتم تجهيزه أيضا بما يلبي رغبات الباعة والمتسوقين بكل سهولة ويُسر .
وبالنسبة للسوق التقليدي في الركن الجنوبي من سوق صحم المركزي، فإنه يضم 92 محلا تتوزع بين محلات للصناعات الحرفية من الفضيات والأخشاب والعطارة وكذلك منتجات أعمال المرأة ومحلات التجارة والخدمات العامة إلى جانب المرافق الخدمية العامة والمكاتب الإدارية للمراقبة والإشراف على السوق وحراسته وأعمال النظافة.
وقال أحمد بن علي الميمني مدير دائرة الشؤون البلدية بصحم إن الدائرة ومن خلال التعاون مع مكتب محافظ شمال الباطنة ومكتب والي صحم وأعضاء المجلس البلدي وبلدية شمال الباطنة وبعض مؤسسات القطاع الخاص والأهالي عمل بجهود مشتركة لتفعيل هذا السوق الذي مر بمرحلة خلو لمعظم محلاته بعد رجوع باعة الأسماك إلى سوق الميناء، إلا أن الإجراءات التي تمت مؤخرا أدت إلى عودة النشاط تدريجيًا خاصة في ركني سوق الأسماك والخضروات والفواكه .
وأشار الميمني إلى أن تفعيل محلات السوق التقليدي أسهم كثيرًا في عودة النشاط للسوق المركزي حيث يضم هذا السوق عدة أقسام منها محلات لبيع وخياطة الملابس الرجالية والنسائية ومحلات العناية بالمرأة والرجل وقسم بيع العطور والبخور ومواد التجميل والحلاقة وقسم بيع اللحوم والدواجن والمقاهي والمواد الغذائية ومطاحن البهارات والتوابل، كما تم تخصيص مجموعة كبيرة من هذه المحلات للحرفيين ومحلات الفضيات والمشغولات اليدوية والخشبية والعطارة ممن كانوا في السوق القديم.
وقال أحمد الميمني إنه ضمن إجراءات تنشيط السوق المركزي سيتم تفعيل المزاد الأسبوعي الذي يقع ضمن أرض السوق المركزي، وسيقترن ذلك أيضًا بتفعيل السوق المفتوح المراد تشغيله كل يوم جمعة خلال الفترة القادمة كما أن هناك خطة لإنشاء أكشاك محاذية لموقع المزاد والسوق التقليدي، ستخصص للأسر المنتجة، كما عملت دائرة الشؤون البلدية بصحم على التنسيق مع الشركات المتخصصة بإقامة الأنشطة الترفيهية للأطفال من خلال توفير مختلف الألعاب والأجهزة والمعدات والأدوات اللازمة، إلا أن ذلك توقف حاليا بسبب جائحة كورونا، كذلك هناك مساع لإقامة محطة لتعبئة الوقود على الجزء الأمامي من أرض السوق المركزي بما سيحقق الكثير من العوائد الإيجابية على السوق ومرتاديه.
وأوضح مدير دائرة الشؤون البلدية بصحم أن هناك جهودًا تبذل حاليًا لإجراء تطوير شامل للسوق ومرافقه وتوفير البستنة والتشجير في المواقع الملائمة متى ما توفرت الإمكانات اللازمة لهذا الجانب.