أثير-فتحية الخنبشية
منذ أيام تم تداول وسم #لن ندفع فاتورة_الكهرباء كردة فعل بعد ارتفاع فواتير الكهرباء بطريقة يراها البعض غير مسبوقة ويتزامن هذا الارتفاع مع بدء مشروع إعادة توجيه الدعم بشكل تدريجي الذي كان من أبرز السياسات في محور ترشيد ورفع كفاءة الإنفاق الحكومي ومنها الدعم الحكومي للكهرباء وفق خطة التوازن المالي متوسط المدى التي تبنتها وزارة المالية، وكشفت عنها في 1 نوفمبر العام الماضي.
وفي خضم هذه المتغيرات في قطاع الكهرباء في السلطنة، خصوصا مع ارتفاع تسعيرة الكهرباء بعد رفع الدعم الحكومي، هل سيشهد المجتمع العماني متغيرات في إمدادات الطاقة بحيث تكون أقل كلفة؟ وهل سنرى ألواح الطاقة الشمسية تغزو البيوت العمانية كبديل جديد للطاقة؟ وهل مسموح قانونيًا استخدام الألواح الشمسية؟ وما القوانين المنظمة الخاصة بتركيب الألواح الشمسية؟
شمس عمان ساطعة طوال العام وهي في حد ذاتها ثروة وتفتح آفاقا للطاقة المتجددة، وعالميا مع انخفاض تكلفة الطاقة الشمسية بالإضافة إلى انخفاض أسعار الألواح أصبح الإقبال على الطاقة الشمسية أكبر وهو الحديث المتداول بين العمانيين في الوقت الحالي.
وبلغة الأرقام تشير الإحصاءات العالمية إلى أن 11 مليون وظيفة في العالم أتاحتها الطاقة المتجددة منها 3 ملايين وظيفة في مجال الطاقة الشمسية لذلك نحن بحاجة لتعديل وتطوير فرص الابتعاث في هذا القطاع حيث إن السلطنة تشهد نموا في زيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة من خلال إنجاز بعض المشاريع ممثلة بوزارة الطاقة والمعادن.
بداية الشغف
حول هذا الموضوع تواصلت “أثير” مع المهندس قصي بن عابد بن قلم الهنائي وشريكه الإستراتيجي المهندس إسماعيل بن محمد بن خميس البوسعيدي في شركة مسقط للطاقة وهي شركة عمانية مختصة في تركيب وتصميم الألواح الشمسية.
قصي بن عابد بن قلم الهنائي
وعن حكاية الشغف في مجال الطاقة البديلة قال المهندس قصي: بدأ الشغف بعد تأسيس شركة طلابية في الجامعة والفوز بجائزة إنجاز عمان كأفضل فكرة شركة طلابية في الطاقة النظيفة والبديلة وبعد ذلك في ٢٠١٦ تم تحقيق الحلم وتحويل فكرة الشركة الطلابية للواقع لتكون مسجلة لدى وزارة التجارة بسجل تجاري مستقل تحت مسمى “شركة مسقط للطاقة”.
ماذا يقول القانون؟! ومن الجهة المنظمة؟!
إسماعيل بن محمد بن خميس البوسعيدي
حول القوانين المنظمة والتشريعات الخاصة لتركيب الألواح الشمسية في المنازل قال المهندس إسماعيل: توجد قوانين محددة تم إدراجها من قبل هيئة تنظيم الخدمات العامة وذلك لغرض السلامة المهنية والتنظيمية لتركيب الألواح بطريقة سليمة وبمقاييس ومعايير عمانية، وأيضا هناك اشتراطات وضوابط من البلديات، وهي تتبع الآن الخدمات العامة في تركيب الألواح على الأسطح بوضع حدود ومساحات ومعايير التركيب المسموح بها، مشيرًا إلى أن الجهة المنظمة هي هيئة تنظيم الخدمات العامة وشركات التوزيع (مسقط، مزون، مجان، تنوير، ظفار للكهرباء) هي الجهة المعنية بتنظيم هذا القطاع في السلطنة والإشراف عليه مباشرة.
الشروط والمعايير
أما بالنسبة للشروط والمعايير الفنية التي وضعتها الهيئة بالتعاون مع قطاع البلديات ممثلة بوزارة الداخلية فهي كما قال البوسعيدي شروط مرنة بعيدة عن التعقيد وهي كالآتي:
– يسمح بتركيب الألواح الشمسية للبيوت بنسبة 50% من إجمالي المساحة الكلية الموجودة في البيت وهي نسبة كافية لتوفير طاقة عالية، لا يوجد حدود لاستخدام الألواح الشمسية ولكن حدود لكمية الألواح التي يتم تركيبها في المنزل.
– وضع مسافة متر على الأقل من جدار السطح وألا يتعدى ارتفاع الألواح لأكثر من 2 مترين اثنين.
فائدة الألواح الشمسية
أكد المهندس إسماعيل أن استخدام الطاقة البديلة يساعد في تجنب الارتفاع في فواتير الكهرباء العادية وبالتالي فإن الفائدة الرئيسية للألواح الشمسية هي التوفير.
من جانبه، قال المهندس قصي بأن ثقافة الطاقة البديلة منتشرة في السلطنة بين أفراده ومؤسساته وأصبح الإقبال عليها كبيرا في الآونة الأخيرة منذ بدء الإعلان عن إعادة توجيه الدعم عن الكهرباء وتكلفتها تترواح بين 410-450 ريالًا عُمانيًا لكل كيلو واط، مشيرًا إلى أن أكثر الأجهزة استهلاكا للطاقة البديلة لا شك في ذلك هي المكيفات، السخانات، المايكرويف، الطباخة الكهربائية، الفرن الكهربائي، وكل ما يستخدم الحرارة يستهلك طاقة عالية.
العوائق والتحديات
ذكر المهندسان: أبرز التحديات التي تواجه قطاع صناعة الطاقة الشمسية هي تفاوت الأسعار العالمية ومرونة تغييرها بين ارتفاع وانخفاض في كل سنة حيث ممكن أن تتغير أسعار الألواح الشمسة لتصل إلى 4 مرات وهو ما يقلقنا كمختصين في هذا المجال وأصحاب شركة.
السوق الصيني
وأضاف المهندسان بأن أفضل سوق لتصنيع الألواح بجودة وتكلفة ممتازة هو السوق الصيني
مشاريع محلية
وحول أهم المشاريع التي عملت عليها شركة مسقط للطاقة وقامت بتركيب الألواح الشمسية فيها فهي كالآتي:
- مشروع مدرسة هند بنت عسيد الأنصارية في بركاء بقدرة 82 كيلو واط
- منزل بالخوض السابعة لفله بقدرة 20 كيلو واط
- منزل بأدم بقدرة 10 كيلو واط
- منزل بالأنصب بقدرة 17 كيلو واط
تطلعات مستقبلية
وفي ختام حديثهما، شاركنا المهندسان قصي الهنائي وإسماعيل البوسعيدي تطلعاتهما المستقبلية في هذا المجال منها تغطية جميع مناطق السلطنة وتمكين الشباب العماني في مجال الطاقة النظيفة ومواكبة مستقبل الطاقة العالمي، والسعي في أن تكون شركة مسقط للطاقة هي الأفضل في تقديم خدمات الطاقة الشمسية في عمان.