أثير – ريـمـا الشـيخ
أثير – ريـمـا الشـيخ
موطنها الأصلي الشرق الأوسط وشرق أفريقيا، وجنوب الجزيرة العربية، وهي الشجرة الوحيدة التي لا ترش بالمبيدات أو تسمد بالأسمدة الكيماوية، حيث تعمل على تنقية الهواء وتطلق كمية كبيرة من الأكسجين.
إنها شجرة السوقم، التي تنتشر في أنحاء كثيرة من العالم ويتجاوز عمرها الـ 600 سنة في بعض الدول، وتوجد أقدم شجرة سوقم في العالم في مصر، بضاحية المطريّة شمال القاهرة، حيث يصل عمرها إلى أكثر من ألفي عام، وتعرف باسم الجميز أو شجرة مريم لأنها أظلت السيدة مريم العذراء والنبي عيسى عليه السلام عندما شرفا مصر بالزيارة –حسب ما يُقال-.
حول هذه الشجرة، قال يوسف بن سليمان القرشوبي، متخصص في التداوي بالأعشاب الطبيعية والحجامة، وباحث في النباتات والأشجار العمانية، لـ “أثير” بأن شجر السوقم المعروفة علميا بـ Ficus sycomorus )) هو نوع نباتي يتبع جنس التين من الفصيلة التوتية، تنمو في معظم ولايات سلطنة عمان، وهي من الأشجار الكبيرة والمعمرة، دائمة الخضرة والأفرع الكثيرة، أوراقها بيضاوية الشكل وخشنة الملمس، وتعد أوراقها وثمارها المجففة غذاء مفيدا جدا للمواشي والأغنام.

وأضاف: تبدأ هذه الشجرة بإعطاء ثمارها بعد حوالي 5 سنوات من زراعتها تقريبًا، وثمارها تشبه التين لكنها أصغر حجمًا، ولا تخرج من فروع الأغصان مثل ما تخرجه شجرة التين بل من سوقها، وتكون الثمار خضراء في بداية نموها، ثم تتحول للون الأصفر المائل إلى الاحمرار، وهي غنية بالعناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم، لكنها سريعة التلف ولا تحتمل التخزين فترة طويلة، وتعد من الأشجار المعطاءة، إذ تثمر أكثر من 4 مرات في السنة.

وذكر يوسف بأنه لابد من قطع الثمرة أو شقها قبل أكلها بخمسة أيام على الأقل، حتى تكتسب الطعم السكري المقبول، ويخرج عند قطف الثمار أو كسر جزء من أجزاء الشجرة سائل أبيض يشبه الحليب ويستعمل هذا السائل اللبني ضمن الوصفات الشعبية لعلاج بعض الأمراض الجلدية، مثل علاج الأكزيما والثعلبة، والبهق، وأيضًا لعلاج لسعات العقارب والحشرات السامة، وتتميز أشجار السوقم بأخشابها الصلبة، وجذوعها الضخمة، التي يمكن الاستفادة منها في بعض الصناعات.

وأضاف: قديمًا كان الطلبة والطالبات يتلقون دروس القرآن الكريم تحت ظلال هذه الشجرة، وتعد مجالس للرجال أيضًا، وقد سميت بعض المساجد باسمها لعظم حجمها وأهميتها، مثل مسجد السوقمة في ولاية بركاء والرستاق وبهلاء.

وقال القرشوبي بأن أشجار السوقم قد انقرضت من بعض المناطق وأصبحت من الأشجار النادرة، لكن يمكن إعادة زراعتها في الساحات العامة وعلى جوانب الطرق وفي المتنزهات والحدائق، لإعطاء الظل وتنقية الجو ولثمارها اللذيذة وفوائدها الطبية، فهي تتكاثر بالعقل، حيث تؤخذ عقلة من أي فرع في النبات، يتم غرسه في فصل الشتاء لينمو بعد ذلك، ويصبح شجرة كما هو الحال في التين.