أثير – ريـمـا الشـيخ
أثير – ريـمـا الشـيخ
تعدّ مشاكل الرطوبة في الجدران من الأمور المزعجة التي يمكن أن تحدث في أي منزل خصوصًا في المدن والمناطق الساحلية.
وحلًا لهذه المشكلة، استطاعت الشركة الطلابية العمانية ”خضب“ من جامعة التقنية والعلوم التطبيقية، في إنتاج مادة أكثر مقاومة للملوحة والرطوبة وتبعاتها ذات استدامة أطول، ويعد الأول من نوعه في السلطنة.
حول هذا الموضوع، قالت الطالبة شفاء الشعيلية، المدير التنفيذي للعمليات، قسم الإنتاج بشركة خضب الطلابية، لـ “أثير”: الفكرة جاءت بعد دراسة السوق واحتياجاته، وبعد ملاحظتنا لتأثر المنازل بالظواهر الطبيعية مثل الرطوبة والتآكل والملوحة خصوصًا في المباني الواقعة على الشريط الساحلي، وكذلك منازل محافظة ظفار في فصل الخريف، وبعد البحث المستمر والتواصل مع العديد من الشركات تبين لنا أن الأصباغ لا تحتوي على مواد تقلل هذه الأضرار، لكن يتبعون بعض الخطوات لمكافحة هذه الظواهر كإضافة مواد بعد الصبغ لحمايته ولكن لها عمر قصير، أي لا تتعدى الثمان سنوات، وبعدها يتأثر الصبغ، ومن هنا انطلقت فكرة خضب في إنتاج مادة أكثر مقاومة للملوحة والرطوبة.
وأكدت الشعيلية -التي تعد صاحبة الفكرة مع زميلتها نورة الحراصية- بأن المنتج جاهز وتم تطبيقه بالتجارب الأولية في مختبرات الجامعة، وأثبت فاعليته، ويقوم فريق الشركة بإرسال عينات إلى مختبرات خارجية لقياس مقاومته بشكل أفضل.
كما ذكرت بأن تكلفة المنتج تبلغ ريالين ونصف للتر الواحد من الصبغ، وهو متوفر بكميات بسيطة، وذلك بسبب عدم تعاقد الشركة مع شركات الأصباغ لتطبيق المنتج وعرضه في الأسواق بكميات أكبر.
وقالت الطالبة شفاء بأن فريق الشركة المكون من ٩ طلاب من تخصصات الهندسة والعلوم، قد واجه بعض الصعوبات كتوفير المواد اللازمة لتصنيع المنتج، وكذلك البحث عن أجهزة التحليل بعد كل خطوة من خطوات الإنتاج، بالإضافة إلى العقبات المستمرة إلى أن أصبح المنتج بالقوام المناسب لإضافته إلى الصبغ، وكذلك إلى أن تحولت العينات لحجم النانو المناسب للإضافة بدون شوائب، واستطاع الفريق التغلب على العقبات من خلال لقاءاتهم المستمرة بالمختصين الذين لهم الفضل في ما وصل إليه المنتج الآن، فذكرت شفاء: بالمحاولة المستمرة وعدم اليأس وصلنا للهدف المنشود، وذلك بعد مساعدات كثيرة من قبل عدة أشخاص مثل الدكتورة أمل الرحبية، التي قدمت لنا الكثير للوصول إلى ما نحن عليه اليوم.
”كل الابتكارات تخدم المجتمع، وتفك أزمات وتحل مشاكل قد لا يكون لها حل من قبل“، بهذه الكلمات ختمت الطالبة شفاء الشعيلية حديثها مع “أثير”، ناصحةً الشباب العماني المبدع بألا يستهين بأفكاره ويحاول بكل الطرق الممكنة أن يضعها على أرض الواقع، وأن يؤمن بقدراته وبطموحه، ويخوض تجارب جديدة، ويعمل على دخول عالم ريادة الأعمال الواسع، كما توجهت بالشكر إلى ”إنجاز عمان“، لإتاحة الفرصة لهم للدخول إلى هذا العالم ونشر ثقافة الابتكار.
