السيدة موزة بنت الإمام: لؤلؤة في جِيدِ عُمان (الجزء الثاني)

مسقط-أثير

أعد المقال: د. أحلام بنت حمود الجهورية، باحثة وكاتبة في التاريخ، وعضو مجلس إدارة الجمعية التاريخية العُمانية

توقفنا في الجزء الأول من المقال عند بداية رصد الحضورالسياسي للسيدة موزة والذي جاء في لحظة مصيرية حاسمة تمثلت في الوفاة المفاجئة لأخيها السيد سلطان بن أحمد (1206-1219هـ/ 1792-1804م)، في 13 شعبان 1219هـ/ 16 نوفمبر 1804م. وتمخض عن تلك اللحظة التاريخية المفصلية أول قرار سياسي حاسم اتخذته السيدة موزة بتولي ابن أخيها السيد سعيد بن سلطان الحكم في شعبان 1219هـ/ ديسمبر 1804م، متجاوزاً أخيه سالم الذي يكبره؛ وذلك برأي عمته السيدة موزة، وبرضى وتوافق من أخيه سالم. ويؤرخ ابن رُزيق القرار السياسي الأول الذي اتخذته السيدة موزة بقوله: “وكان تقديم السيد سعيد في الملك على أخيه سالم بن سلطان بعد وفاة أبيهما رأي من السيدة بنت الإمام، ورضاء من أخيه سالم”. تصف السيدة سالمة البروتوكول الذي اتخذته السيدة موزة في بداية تسلمها الوصاية على الحكم: “لقد تخلت عن الشكليات وظهرت أمام وزرائها محجبة بالشيلة فقط، أي بالملابس التي ترتديها المرأة لدى خروجها. ولم تبالِ بما كان يعيبه العالم، وإنما سلكت طريقها بثبات ومهارة ونشاط”.