أثير – سعادة ياماموتو جوتا، السفير الياباني في مسقط
نيابة عن حكومة اليابان، أتقدم بخالص تعازيي للضحايا والعائلات، وتعاطفي للجرحى في كل من تركيا والدول المجاورة مثل سوريا نتيجة للزلزال المدمر الذي حدث بتاريخ 6 فبراير.
لقد عبرت حكومة اليابان عن تضامنها مع شعوب الدول المتأثرة وتسعى إلى تقديم المساعدة المطلوبة بأسرع وقت من خلال التعاون مع المنظمات الدولية بحيث يتمكن مواطنو تركيا و سوريا من تخطي هذه الأزمة التي يواجهونها.
إن صاحب الجلالة هو رمز الدولة ووحدة الشعب. وفي العام الماضي قام كل من صاحبي الجلالة الإمبراطور والإمبراطورة بأول رحلة لهما خارج طوكيو بعد انتهاء أزمة وباء كورونا. ومع حلول العام الذي يصادف الذكرى الخمسين لعودة أوكيناوا إلى اليابان، قاما بزيارة الجزر، مسترجعين أهمية السلام. لقد سافرا أيضا إلى المملكة المتحدة لحضور جنازة الملكة. إن صاحبي الجلالة يعيران اهتمامهما دائما للشعب في اليابان وللعالم أجمع.
منذ وصولي إلى سلطنة عمان في بداية العام الماضي، سعيت دائما إلى القيام بمهام عملي بالبقاء يقظا للتغييرات والتفكير خارج الصندوق. وقد كنت محظوظا بأن أبدأ مهام عملي في العام المصادف للذكرى الخمسين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين اليابان والسلطنة. ومع الدعم الذي تقدمه حكومة السلطنة وشركاؤنا مثل جمعية الصداقة العمانية اليابانية، نظمنا احتفاليات لمعارض وعروض وفعاليات ثقافية أخرى ذلك لأننا نؤمن بأهمية الثقافة في ربط الشعوب ببعضها، واستمرارية التواصل الإنساني ولم شمل الشعوب.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، كان من ضمن الفعاليات الثقافية مسرح ” نو” التقليدي الذي قدمته مدرسة هوشو لفن “نو” في دار الأوبرا السلطانية في مسقط، ومعارض للصور والخطاطين في الجمعية العمانية للفنون، ومعرض الحرفة التقليدية ” نيتسوكي” في الجامعة الألمانية، والمشاركة في فعالية الألعاب والفنون 968 وأداء الفرقة الموسيقية العسكرية التابعة لقوات الدفاع الذاتي البرية اليابانية احتفالا بالعيد الوطني لسلطنة عمان. لقد شجعنا وعززنا تواصل الشعوب من خلال هذه الفعاليات.
كما شهدنا العديد من الفعاليات الرياضية الدولية، حيث استهلينا العام 2022 بمباراة هوكي دولية مع الفريق النسائي الياباني، كما أعادت السفارة تواصلها مع مجموعات الكاراتيه في سلطنة عمان، وقد زار السلطنة فريق كرة القدم الياباني للناشئين ولاعبو بطولة العالم للرواد لكرة الطاولة لخوض عدة مباريات في مسقط، وإضافة إلى الشهرة الدولية التي حظيت بها دورة الغولف في الموج، فإن السفارة تدعم جهود عُمان للبروز كموقع للفعاليات الرياضية الدولية.
وعلى صعيد آخر، فإن الحوارات والزيارات بين حكومتي البلدين خلال الاحتفال بالذكرى الخمسين قد عززت من العلاقات الثنائية، ومن بينها حوارات هاتفية بين وزير الخارجية معالي هاياشي يوشي ماسا ومعالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي، وزيارة السيد هوندا تارو، نائب وزير الخارجية البرلماني في اليابان، كما تشرف معالي نيشيمورا ياسوتوشي، وزير الطاقة والتجارة والصناعة بلقاء صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد والتقى أيضا بمعالي السيد بدر ومعالي المهندس سالم بن ناصر العوفي، وزير الطاقة والمعادن. وخلال زيارته، وقعت الشركات اليابانية اتفاقيات مع الشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال لإنتاج وتوصيل الغاز الطبيعي المسال بكمية تصل إلى 2.35 مليون طن سنويًّا، لتصبح بذلك أولى الشركات التي توقع اتفاقًا طويل الأمد مع عُمان. ونتيجة لاهتمام اليابان بإنتاج مصادر طاقة جديدة، فقد حضر حاكم بنك اليابان للشؤون الدولية وغيره من الشخصيات من القطاعين العام والخاص قمة الهيدروجين الأخضر التي عقدت في السلطنة خلال شهر سبتمبر من العام 2022.
وفي الشهر الجاري، زار السلطنة وفد من أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة اليابانيين، كما توجد زيارة عمل أخرى خلال الأيام القادمة يترأسها مركز التعاون الياباني في منطقة الشرق الأوسط، ومن المتوقع أن تفتح هذه الزيارة الآفاق للشركات الخاصة للاستثمار في عُمان.
إننا الآن في العام 51 من العلاقات الدبلوماسية، وقد أثبتت العلاقة بين اليابان وسلطنة عُمان صمودها عبر الزمن. وفي الختام، أكرر أمنياتي بدوام الصحة والرخاء لصاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق، كما أنقل تمنياتي لصاحب الجلالة إمبراطور اليابان بدوام الصحة والرخاء بمناسبة عيد ميلاد جلالته.