أثير – ريـمـا الشـيخ
استخدمت في الطب التقليدي منذٌ آلاف السنين، وتنمو في الأراضي الجافة والصحاري في بعض مناطق جنوب آسيا.
شجيرة صغيرة لكنها ذات فائدة كبيرة؛ إنها شجرة المقل، المعروفة أيضًا باسم “Commiphora wightii”،يستخرج الراتنج الناتج منها والمعروف باسم المقل (أو الغوغول)، وهو نبات مزهر في العائلة البخورية Burseraceae يتبع رتبة الصابونيات.
حول هذا الشجرة قال يوسف بن سليمان القرشوبي، متخصص في التداوي بالأعشاب الطبيعية والحجامة، وباحث في النباتات والأشجار العمانية، في حديث مع “أثير” بأن شجرة المقل صغيرة الحجم لها فروع شائكة، وأوراق بيضاوية الشكل، مسننة بشكل غير منتظم، وللجذع لحاء ورقي، وتتكاثر أشجار المقل في الجبال ومنحدرات الأودية ومن أسمائها الكور، وتنتشر بكثرة في جبل الكور بولاية بهلاء؛ ولهذا السبب سمي بهذا الاسم.
وأشار إلى أن أشجار المقل تفرز مادة صمغية لها رائحة مميزة، حيث يخرج هذا الصمغ عند تكسر أو تشقق جذع الشجيرة أو يشرط الجذع مثل تشريط شجرة اللبان ويخرج منه سائل أبيض، يُترك ثلاثة أسابيع أو أكثر ليجف ويصبح لونه غامقًا يميل للسواد، ثم يقشر من الجذع ويُجمع، ويعد صمغ المقل من الصموغ التي يجمعها النحل ويصنع منها العكبر، وهو مادة صلبة وهشة تنتجها نحلة العسل والنحل الخلاص، وتستخدم كمادة طبية وعلاجية وكذلك في صناعة المنتجات التجميلية. كما يشمع بها الفجوات الموجودة في الخلية، ويعمل طاردًا لحشرة الفروة التي تصيب النحل.
وأضاف: رائحة صمغ المقل ثقيلة بسبب تركيز الزيوت فيه، وبعد استخلاص هذه الزيوت وتخفيفها تصبح رائحة عطرية يمكن الاستفادة منها في صناعة البخور والعطور، وعند حرق صمغ المقل، ينتج دخان ذو رائحة عطرية مميزة ومنعشة، ويتم اعتباره تقليديا في بعض الثقافات على أنه مطهّر للأماكن والأشخاص.
وذكر القرشوبي بأن من الأخطاء التي تحدث عند تقشير وجمع الصمغ تكسير قطع من جذع الشجيرة مع الصمغ، وهذا يضر الشجرة، ويقلل من جودة الصمغ بسبب القشور العالقة فيه.
وتستخدم شجرة المقل في الطب التقليدي منذ آلاف السنين، حيث أوضح ذلك بقوله: لشجرة المقل العديد من الاستخدامات الصحية، وفيما يلي بعض الأمثلة على استخداماتها:
علاج الالتهابات: يستخدم المقل مضادًا للالتهابات، مثل التهاب اللثة والتهاب المفاصل والتهاب المسالك البولية والتهاب الجيوب الأنفية والتهاب الجلد.
علاج الأمراض الجلدية: مثل الصدفية والأكزيما والحكة والحروق والجروح، حيث يعمل على تهدئة الجلد وتخفيف الحكة.
علاج الأمراض التنفسية: مثل الربو والتهاب الشعب الهوائية والتهاب الأنف والحنجرة، حيث يعمل على تقليل الالتهاب وتحسين التنفس.
علاج أمراض الجهاز الهضمي: مثل القرحة والإسهال والإمساك والتهاب المعدة والأمعاء، حيث يعمل على تهدئة الأمعاء وتحسين الهضم.
مكافحة البكتيريا والفطريات: يعد المقل مضادًا فعالًا للبكتيريا والفطريات، ويمكن استخدامه في علاج العديد من الأمراض التي تسببها هذه الكائنات الحية المجهرية.
وقال يوسف القرشوبي في ختام حديثه مع “أثير” بأنه يمكن استخدام شجرة المقل لعلاج الدوالي الواردية أو ما يعرف بالداحس، فقد أظهرت الأبحاث أن مستخلصات شجرة المقل تحتوي على مواد فعالة تساعد على تقليل انتفاخ الأوردة وتحسين تدفق الدم في الأوردة المصابة، مما يساعد في تخفيف الأعراض المرتبطة بالدوالي الواردية. ويمكن استخدام مستخلصات هذه الشجرة بشكل موضعي عن طريق وضعها مباشرة على البشرة في منطقة الدوالي، أو استخدامها عن طريق الفم على شكل كبسولات أو مسحوق.
كما للمقل استخدامات شعبية كثيرة في سلطنة عمان، منها:
١.بخور صمغ المقل يستخدم في حظائر الحيوانات لقتل الطفيليات والديدان التي تسبب أمراضًا للأبقار الأغنام والدواجن.
٢. يمكن استخدام مستخلصات شجرة المقل في علاج الحيوانات أيضًا، فعلى سبيل المثال، يمكن استخدامها لعلاج التهابات الجلد والحروق عند الحيوانات الأليفة، ولعلاج العدوى البكتيرية والفطرية عند الحيوانات. كما يمكن استخدامها لتحسين صحة الحيوانات وتقوية جهاز المناعة لديها، وذلك عن طريق إضافة بعض المستخلصات إلى الطعام أو إعطائها عن طريق الفم.
٣. يستخدم بخور صمغ المقل لطرد الذباب والبعوض والحشرات السامة في البيوت، وإبعاد الأفاعي أيضًا.
كما للمقل استخدامات شعبية كثيرة في سلطنة عمان، منها: