أثير – مـحـمـد الـعـريـمـي
بين “قرية سنت” الوادعة على قمة جبل الكور وقرية “الوادي الأعلى” المكتسية باللون الأخضر متمازجةً مع ألوان الجبل؛ طريق جبلي بدأ العمل فيه قبل أكثر من 20 عامًا، ومرَّ بمراحل عديدة وتم رصف جزء منه، إلا أنه لم يكتمل – حتى كتابة هذا الخبر-؛ فشركات تعمل ثم تتوقف دون معرفة أسباب ذلك، ودون اكتمال الطريق الذي يُعد أحد الطرق الحيوية والمهمة للقريتين وأهاليهما.
تواصلنا مع خليفة بن السبع الهنائي من سُكان قرية سنت للحديث عن الطريق والمراحل التي مرَّ بها، حيث أوضح في بداية حديثه بأن مسار الطريق هو من قرية سنت إلى قرية الوادي الأعلى بولاية بهلاء، وكذلك يربط بين محافظة الداخلية ومحافظة الظاهرة ويبلغ طوله 11 كم، وتم رصف 7 كم والمتبقي فقط 4 كم.
وبيّن الهنائي بأن العمل في الطريق بدأ عام 2000م لشق طريق ترابي، ومنذ عام 2004م إلى عام 2007م تم رصف مسافة 7 كم، ومنذ ذلك العام إلى العام 2011م واصلت الشركة عملها بشق طريق ترابي للجزء المتبقي، وتوقف المشروع في نهاية عام 2011م. وخلال تلك الفترة حتى عام 2022م مرَّ الطريق بمراحل مختلفة من العمل والتوقف، تعمل الشركة في المشروع لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر ثم تتوقف عن العمل فترات طويلة، وفي يونيو من العام 2022م تم طرح مناقصة لتكملة المشروع إلا أن الشركة لم تبدأ في العمل حتى كتابة هذا الخبر.
وحول الآثار والأضرار الناتجة عن عدم تكملة المشروع، والمراجعات المتعلقة به، تواصلت “أثير” مع حمد بن محمد الهنائي من سُكّان قرية سنت، حيث أشار إلى أن الآثار تتمثل في زيادة معاناة الأهالي في التواصل مع أهلهم وذويهم في مركز الولاية والقرى المجاورة وذلك لبعد المسافة، ونظرًا لاستخدام الطريق الدائري حول جبل الكور للوصول إلى الولاية فإنه يزيد من تكلفة استهلاك الوقود بكميات كبيرة واستهلاك السيارات وتوابعها لمسافات طويلة حتى الوصول إلى الخدمات في مركز الولاية، أما من الجانب الصحي فإن الأهالي يعانون من نقل المرضى والوصول إلى مستشفى بهلاء ومستشفى نزوى من بعد المسافة، موضحًا بأن قرى جبل الكور كقرية سنت وقرية صنت وقرية شديت وقرية الرحبة وحيل هبش والقرى الأخرى تزخر بمعالم تاريخية وسياحية مختلفة وجبل الكور يعد من الجبال التي تنتشر فيها الكهوف والأشجار المعمرة كالعلعلان وغيرها إلا أن بعد المسافة للوصول إلى هذه القرى يعزف السائحين عن زيارتها، وكذلك الشركات السياحية لا ترغب في الاستثمار سياحيًا، حيث إن الطريق المرصوف يمر عبر وادي العين وفي أيام الأمطار تنقطع الحركة بسبب غزارة جريان الوادي.
وبيّن حمد الهنائي بأن هناك إيجابيات متعددة للأهالي والقرية سيُقدمها الطريق عند اكتماله، حيث سيسهل قرب المسافة والحركة بين الأهالي في مركز الولاية والقرى المجاورة في الأفراح والأتراح والتواصل في المناسبات المختلفة، وسيسهل عملية المراجعات المختلفة لمستشفى بهلاء ومستشفى نزوى، وسهولة الوصول أثناء الأمطار نظرًا لعدم وجود عائق أودية كبيرة، كما سيسهل قرب المسافة لتسويق المنتجات المختلفة من القرية وتنشيط التجارة في القرية والقرى المجاورة بما يعود بالنفع على الأهالي، وينشط السياحة خصوصًا في موسم الأمطار.
وفي ختام حديثه مع “أثير” أكّد المواطن حمد الهنائي بأن المراجعات مستمرة مع جميع الأطراف، مناشدًا وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات بالإسراع في إتمام المشروع الذي مضى عليه أكثر من 23 عامًا.
