خاص – أثير
إعداد: جميلة العبرية
تعد التربية السليمة الأساس الذي يبنى عليه مستقبل الأجيال القادمة، ونجاح هذه العملية يتطلب تضافر جهود الجميع، بدءًا من الأسرة وصولًا إلى المجتمع بأكمله، والاهتمام بالتنشئة السليمة له أهمية كبيرة، وللجهات المسؤولة بهذا الشأن أدوار مختلفة وعديدة في تنشئة جيل مسؤول ومنتمي لدينه ووطنه.
في هذا الشأن قال الشيخ الدكتور عبدالله بن سعيد المعمري : إن التربية السليمة مسؤولية مشتركة يقوم بها جميع أفراد المجتمع، وتتدرج بدءًا من الوالدين، ثم الأقارب وبقية أفراد المجتمع، ثم المسؤولون عن توجيه الجيل من جهات رسمية أو أهلية، حيث أن الجميع مسؤول عن تنشئة جيل يحمل الأمانة ويسلمها إلى من بعده..”
وأردف الشيخ: هذه التربية تجعل من هذا الجيل مطيعًا لربه، منتميًا لوطنه، وقائمًا بما يجب عليه من أسس التنمية والمحافظة على المنجزات، كما يجب أن يعكس هذا الجيل رسالة الإنسانية، تُظهر المجتمع العربي العماني المسلم كمجتمع مسالم وقوي في نفسه، مجاهد في سبيل الله تعالى وفقًا لما يقتضيه شرع الله.
وقال إن مسؤولية التربية كما قال الله سبحانه وتعالى أمانة يتحملها الجميع، وقد أشار إلى ذلك بقوله: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا}.”
كما أشار الشيخ إلى أن الله أمر الوالدين بأن يقيا أولادهما من كل ما فيه أذى في الدنيا أو الآخرة، وهذا هو مقتضى الفطرة والمحبة الحقيقية، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته). لذا، يجب على الجميع أن يستشعروا هذه المسؤولية وأن يدركوا أنهم محاسبون عليها بين يدي الله.
وذكر الشيخ: في الماضي، كان كل فرد من المجتمع يشارك في توجيه الجيل. فالمسجد، والمجلس العماني، والمدرسة، والشارع، بل حتى السوق، كان لهم دورهم في التربية، مضيفًأ “نحن اليوم مطالبون جميعًا بالعناية بأولادنا وحمايتهم من كل فكر دخيل قد يفسد علاقتهم بربهم أو مجتمعهم.”
وأكد الشيخ: يجب علينا أيضًا أن نحذر من الغزو الثقافي الذي يدار بجهات خفية للتأثير على المجتمع، خاصة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. علينا أن نغرس في أبنائنا حب الوطن من مبدأ صحيح، يكون حقيقيًا وصادقًا، ويتجلى في أفعالهم وسلوكياتهم، لا مجرد شعارات وأهازيج.
اللقاء المرئي للشيخ الدكتور عبدالله بن سعيد المعمري مع “أثير” في الرابط أدناه:
A post shared by Atheer.om | أثيــر (@atheeroman)