مسقط-أثير
ترجمة: فيصل محمد أمين المنذري
في 21 أبريل 1944م أجرت مجلة المصور المصرية مقابلة صحفية مع السلطان سعيد بن تيمور – طيّب الله ثراه-.
قالت المجلة :حلّ على مصر هذا الأسبوع ضيفان هما جلالة السلطان سعيد بن تيمور المعظم وهو قائد عربي كبير، والضيف الآخر هو وزير تركي، وتم اللقاء مع السلطان سعيد خلال ساعتين متواصلتين وفي فندقين متجاورين (شيباردز وإنتركونتيننتال).
في مقدمة الحوار وصفت المجلة السلطان سعيد بأنه رجل يبلغ الأربعين من العمر معتدل الطول والوزن قمحي البشرة ويتحدث العربية بطلاقة وباللكنة اليمنية ولكنة عرب الساحل.
ويقع البلد الذي يحكمه السلطان في الجنوب الشرقي للساحل العربي على المحيط الهندي والخليج الفارسي ويُسمّى عمان وعاصمته مسقط، ويبلغ عدد سكان هذا البلد مليون نسمة وتتبعه جوادر على الساحل المقابل إلى الجنوب الغربي من إيران.
وأضافت المجلة: هذه السلطنة بلد مستقل إلا أنها ترتبط بمعاهدة تحالف وصداقة مع بريطانيا . وقال المحاور الذي لم يذكر اسمه أو منصبه في هذه الصفحة المأخوذة من المجلة: سألت جلالة السلطان عن سبب زيارته لمصر فأجاب السلطان ”رغم أنني أزور مصر للمرة الأولى إلا أنني سبق وأن مررت عبر مصر في طريق العودة إلى بلادي من أوروبا في عام 1936م يومها لم يكن لدي متسع من الوقت للهبوط في هذا البلد وقضاء بضعة أيام فيه إلا أنني قررت أن أقوم بجولة في الدول العربية على أن أبدأها بمصر وبعدها أغادر إلى سوريا فلبنان وربما أعرّج على العراق، ومن ثم العودة ثانية إلى مصر.
وحول ما إذا كان جلالته قد التقى بمصطفى النحاس باشا، السلطان سعيد ” نعم التقيته وقد أسعدني لقاؤه والحفاوة التي قوبلت بها فهو رجل يستحق تقدير واحترام بلاده وتقدير واحترام العرب له على جهوده. وتسأل المجلة حول ما إذا كان جلالته قد ناقش معه الاتحاد العربي وما هو رأيه في ذلك؟ قال جلالة السلطان سعيد ”لم تُجرَ أية مباحثات بيننا إلى الآن، وحول رأيي في الاتحاد العربي، أعتقد بأنها فكرة عظيمة ونحن نؤيدها ونأمل أن تتحقق قريبًا بين الحكومات العربية كما هو معهود بين الأمم الشقيقة والتي ترتبط بروابط أزلية كاللغة والتاريخ والدين والعادات والتقاليد والتي لا يمكن انفصامها بغض النظر عن شكل هذا الاتحاد الذي يمكن أن يكون عليه” .
وأكد جلالته قائلا ”لا شك بأنه -أي الاتحاد العربي- سيكون عامل قوة في تقوية التعاون العربي”. هنا انتهى الحوار.
