أثير – ريما الشيخ
تأهلت دراسة “ممارسات الفرز المبدئي للإحالات الشائعة في ستة مراكز لعلم الوراثة السريرية في المملكة المتحدة وأيرلندا” للدكتورة مريم بنت محمد الشحية ،طبيبة استشارية أطفال، تخصص أمراض وراثية بالمركز الوطني للصحة الوراثية المستشفى السلطاني، لجائزة التميز في الرعاية الصحية، كأفضل بحث بجمهورية إيرلندا، حيث يعد الأول من نوعه في الصحة الوراثية وقد يمهد الطريق إلى بروتوكولات مستقبلية لتنظيم التحويل إلى طب الوراثة.
وتعد الدكتورة الحاصلة على زمالة الكلية الملكية البريطانية في علم الوراثة الطبية وزمالة الكلية الملكية الأيرلندية في علم الوراثة السريرية، أول امرأة عمانية تتأهل لهذه الجائزة.
وعن هذه الأوراق البحثية المنشورة، قالت الدكتورة مريم لـ “أثير”: تقدم خدمات علم الوراثة السريرية خدمة التشخيص والاستشارة والاختبار الجيني للأطفال والبالغين المتأثرين أو المعرضين لخطر الإصابة بحالة وراثية، ومعظمها نادر أو يصعب تشخيصه أو التنبؤ بحدوثه أو تكراره، ومع التقدم السريع في تكنولوجيا المعلومات والفحوصات المخبرية المتعلقة بالوراثة لتشمل الكثير من الأمراض كالسرطان وأمراض القلب والمفاصل والأعصاب والفحص قبل غرس الأجنة وخلال الحمل أصبح من الضروري توافر واسع لهذه الخدمات الصحية، مع تضاعف أعداد الإحالات إلى أطباء الوراثة والمرشدين الوراثيين.
وأضافت: يعد الفرز المناسب للإحالات أمرًا بالغ الأهمية لضمان رؤية الإحالات الأكثر إلحاحًا (مثل الفحص خلال فترة الحمل لمرض وراثي متكرر أو فحوصات توارث أمراض قد يكون لتشخيصها المبكر الأثر البالغ في تجنب المضاعفات وبدأ العلاج ) في أسرع وقت ممكن، دون التأثير سلبًا على أوقات الانتظار للحالات الأقل إلحاحًا.
وقد هدفت الدكتورة خلال بحثها إلى فحص ممارسة الفرز في ستة مراكز لعلم الوراثة السريرية في جميع أنحاء المملكة المتحدة وأيرلندا، بعد دراسة مستفيضة قامت بإجرائها خلال فترة ابتعاثها للزمالة، فقد تمكنت من حصر أنواع الأمراض والحالات المحولة إلى مركز الوراثة في دبلن من مختلف التخصصات، وكيفية فرزها إلى حالات عاجلة أو روتينية، وتحديد المعلومات المفترض توافرها عند تحويل كل حالة، وأيضًا تحديد بعض الحالات التي ليست بالضرورة وراثية، وقد تم نشرها وتوثيقها محليًا في جمهورية إيرلندا.
وذكرت الدكتورة خلال حديثها بأن الدراسة أدت إلى تحسن كبير في فرز الحالات، وتقليل فترات انتظار المواعيد، ثم تمت صياغة 13 إحالة محاكاة بناءً على الإحالات الشائعة إلى علم الوراثة السريرية، وقد تم إرسال نسخ من كل إحالة إلى كل مركز مشارك، حيث طُلب من 10 أطباء معينين فرز كل إحالة، بعدها تم إكمال استبانة إلكترونية بشكل متزامن في كل وحدة لجمع التفاصيل الديموغرافية المحلية والإجراءات المحلية ذات الصلة بالفرز، وأكدت الدكتورة بأنه قد لوحظ وجود تناقضات واسعة النطاق داخل الوحدات وفيما بينها، وفيما يتعلق بقبول الإحالات إلى الخدمات الوراثية وتحديد الأولويات ونوع تخصص العيادة المعين، وقد تفاوتت معدلات الإحالة وقوائم الانتظار بشكل كبير بين الوحدات ويرجع ذلك إلى عدة عوامل ، بما في ذلك عدد الأطباء والمرشدون المتخصصون في الوراثة ومعدلات و أنواع الإحالة ومتوسط حجم الأسرة،
وأضافت: ينبغي أن تساعد إرشادات الفرز المبدئي المقترحة في تحسين الخدمات الصحية المتعلقة بالصحة الوراثية من مواعيد وتشخيص وإرشاد وراثي مناسب دون أي تأخير قد يؤثر سلبا على المريض وعائلته، كما أن الخدمات الصحية المتعلقة بالوراثة بحاجة إلى هيكلة منظمة تعتمد على تعداد وحاجة السكان وتعتمد بشكل كبير على فرز الإحالات بشكل منظم وتثقيف التخصصات الأخرى للإسهام في تقليل الضغط على هذه الخدمات وتفادي التأخير في المواعيد العاجلة.
أما عن جائزة التميز في الرعاية الصحية وكيفية تأهل الدكتورة مريم لها، أوضحت بقولها: هي جائزة سنوية في جمهورية أيرلندا، تمنح للمتميزين في القطاع الطبي وأحد جوانب التميز والإبداع هو جانب البحث العلمي في الحقل الطبي، وهي في دورتها التاسعة عشرة هذا العام ، وتقوم لجنة من المختصين بترشيح الأعمال والأبحاث المتميزة على مستوى الجمهورية والعالم من إنجازات تخدم القطاع الصحي الأيرلندي بشكل خاص والعالمي بشكل عام، وقد قام المستشفى الذي أجريت فيه الدراسة بترشيح الدراسة للجائزة و قد تم إعلامي بتأهلها للفوز.
“استغل وقتك ولا تضيّع فرصة واحدة، فقد يكون الوقت هو أكبر تحدٍ لك” هذا ما أكدته الكتورة مريم، مضيفةً: لقد كان الوقت، أحد التحديات التي واجهتها، حيث كنت أعمل في المستشفى ولدي أبحاث أخرى أعمل لإنجازها، رغم هذا قمت بفرز ما يقارب 700 تحويل وإنشاء نظام للفرز بناءً على المعطيات آنذاك، وقد قدم زملائي دعمًا كبيرًا في إنهاء ونشر الدراسة في مجلة علمية مرموقة.
“المرأة العمانية معطاءة ومتميزة، فعليكن بالاجتهاد ومواصلة العمل على رفع راية بلادنا عالية بين الأمم”، بهذه الكلمات ختمت الدكتورة مريم حديثها مع “أثير”، ناصحةً الأجيال الصاعدة بالبحث والمعرفة، خصوصًا الأطباء المتدربين ليكونوا مميزين، كلٌ في تخصصه، فهم مستقبل عمان القادم.