كيف ننتقل من التخطيط إلى أرشقة الأعمال؟

كيف ننتقل من التخطيط إلى أرشقة الأعمال؟
كيف ننتقل من التخطيط إلى أرشقة الأعمال؟ كيف ننتقل من التخطيط إلى أرشقة الأعمال؟

أثير- ناصر الحارثي

لطالما ظلت المؤسسات والشركات الكبيرة تتفاخر بقوة وعراقة مؤسساتها والتي تستمر لعشرات بل مئات السنين في ظل سوق عالمي تنافسي حر ومتغير، وكان من ركائز صلابة واستدامة هذه المؤسسات هي اعتمادها على خطط ورؤى واضحة ومدروسة في إدارة مشاريعها منطلقة من منهجية ثابتة تسمى “الشلال” أو النظام المخطط، ورغم التحديات التي واجهها هذا النموذج إلا أنه استطاع أن يوجد حلولا ديناميكية لمواجهة أي إشكالية في اتباع هذه المنهجية الصارمة، لكن مع ظهور شركات التقنية وتسيدها لمشهد السوق العالمي أصبح من غير الإمكان الاعتماد على منهجية النظام المخطط في إدارة مشاريع المؤسسات.

تميزت الشركات الأمريكية بأنها أقل التزاما وصرامة في التخطيط للمشاريع، وذلك لإتاحة المجال للتكيف مع المتغيرات وتبني الابتكارات في بيئة العمل، مما يسهم في تحقيق قفزات في المشاريع، وهذه إحدى نقاط قوة الشركات الأمريكية مقارنة بالشركات الأوروبية إلا أنها ظلت أسيرة للمنهجية القديمة، وهذا ما تسبب في خسارة بعض الشركات العالمية لعدد من المشاريع وذلك من خلال ارتفاع تكلفة إنجاز المشاريع وزيادة مخاطر المشروع. ومن أبرز المشاريع التي تأثرت بسبب نموذج العمل المخطط في إدارة المشاريع هي شركة مايكروسوفت أثناء إعداداها لمشروع “Microsoft Vista” أو يندوز 2007 الذي عرف بمشاكله الكثيرة قبل وأثناء وبعد إطلاق المشروع، وكذلك مشروع طائرة إيرباص A380، وبناء مطار دنفر الدولي، وإنجاز الموقع الإلكتروني Healthcare.gov، ليتزايد الطلب من قبل العاملين في البيئات التقنية إلى تبني نموذج عمل جديد يتواكب مع تنوع وضبابية المتطلبات والمتغيرات، ولم تعد شركات التقنية هي الوحيدة المطالبة بتحديث آليات عملها خاصة وأن التقنية صارت جزءًا لا يتجزأ من عمل معظم المؤسسات والشركات، مما برزت الحاجة إلى تطبيق منهجية “agile” المرتبطة بأرشقة الأعمال باستخدام تطبيقاتها المتنوعة.

أصبح من الصعب لدى معظم الشركات وضع خطة واضحة الأهداف وثابتة في المتطلبات وآلية التنفيذ بشكل صارم، حتى المشاريع التي تتميز بالوضوح غزتها التقنية وأثرت فيها عوامل جائحة كورونا مما تسبب في تغير طبيعة عملها، وأصبح تطبيق أرشقة الأعمال بمختلف تطبيقاته جزءًا رئيسيًا في بيئة العمل، وتتمثل هذه العوامل المؤثرة على بيئة الأعمال في الآتي: المتطلبات المتغيرة، والتعليقات المتغيرة من الزبائن والعملاء، وعدم مرونة نظام التخطيط، ووجود مخاطر متنوعة وعالية في معظم المشاريع، لذا كانت الشركات سابقا تركز على منهجية التخطيط حتى انبثق منها مجال يسمى إدارة المخاطر حتى اتسع بشكل كبير مما اضطر المؤسسات إلى اللجوء إلى أرشقة الأعمال ليتسع المسار مجددا، والهدف في كل هذه المسارات هو تسهيل بيئة الأعمال وتسييرها.

Your Page Title