فضاءات

عبد الرزّاق الربيعي يكتب: “الشايب خلف”.. العزف على وتر “النوستالجيا”

Atheer - أثير
Atheer - أثير Atheer - أثير

أثير – عبدالرزّاق الربيعي

بعض الشخصيات التي تشتهر في الدراما التلفزيونية تبقى عالقة في أذهان الجمهور، وشخصيّة “الشايب خلف” التي أدّاها الفنان الكبير صالح زعل في مسلسل “مسافر خانة”، من هذه الشخصيّات التي تبوّأت مكانة رفيعة في قلوب الجمهور العماني منذ عرض المسلسل في مطلع الثمانينيات، وقام صالح زعل بكتابته بالاشتراك مع الراحل جمعة الخصيبي ومثّلا به إلى جانب الفنانين: سعود الدرمكي، ودرويش يوسف، ومحمد نور، وفخرية خميس، وأخرجه: أمين عبداللطيف، ومنذ ذلك الوقت وهو نقطة مضيئة في تاريخ الدراما العمانية وبه يبدأ هذا التاريخ.

إلى جانب “الشايب خلف”، تقف شخصية “سلوم الحافي” التي أدّاها الفنان الراحل سعود الدرمكي في مسلسل “سعيد وسعيدة” للكاتب أحمد بن درويش الحمداني، إلى جانب شخصيات أخرى، وقد تنبّه المخرج فيصل العامري لمكانة هاتين الشخصيّتين، في قلوب الجمهور، لذا خطّط لإحيائهما من جديد، فجمع الشخصيتين مع شخصيّات أخرى ليخرج بمسلسل بدأ التحضير له حمل عنوان “عودة الشايب خلف وسلوم الحافي”، وإذا كان “الشايب خلف” و”سلوم الحافي” سيعودان للشاشة الصغيرة بعد أكثر من أربعين سنة، ففي هذه الأيام أعلن عن بدء تصوير فيلم “أنف وثلاث عيون” بعد (51) سنة من إنتاجه، والفيلم مأخوذ عن قصة للكاتب إحسان عبدالقدوس، ومن إخراج: حسين كمال، و أُنتج في عام 1972م، وكان من بطولة ماجدة، نجلاء فتحي، محمود ياسين، ميرفت أمين، صلاح منصور، حمدي أحمد، رغم أنّ مسلسل “عودة الشايب خلف” هو ليس إعادة، بل استدعاء لشخصيات المسلسل، بأحداث جديدة، كما أوضح كاتبه ومخرجه الفنان فيصل العامري في مؤتمر صحفي نظّمته شركة أريل للإنتاج الاعلامي، كشف خلاله عن تفاصيل المسلسل الذي سيبدأ بتصويره في أكتوبر المقبل، وتحدّث خلاله عن الخلطة الدرامية التي صنعها، هذه الخلطة، ذكّرتني بعرض مسرحي استدعى خلاله المخرج شخصيات شهيرة في مسرحيات شكسبير كـ: الملك لير، وهاملت، وعطيل، ودزدمونة، وريتشارد الثالث، وأعاد صياغتها وفق رؤية جديدة، فخرج بعرض يناقش قضايا معاصرة، وهذا ما فعله المخرج فيصل العامري مستندا على رصيد تلك الشخصيات الجماهيري، وهذا يضمن نصف النجاح خصوصا أن بعض الفنانين سيؤدّون الشخصيات التي أدّوها في المسلسلات الأصلية، قبل أكثر من أربعين سنة، كالفنان صالح زعل والفنانة فخرية خميس فيما سيؤدي شخصية “سلوم الحافي” الفنان أحمد بن سالم البلوشي، والطريف أن الفنان زعل أدّى في مسلسل “الشايب خلف” شخصية عمرها (60) سنة وكان عمره في ذلك الوقت (28) سنة، وها هو اليوم يؤدّي الشخصية وهو في السبعين من عمره.

وكنت قد قرأت عن مسلسل كارتوني تقوم بإنتاجه الشركة المنتجة نفسها “أريل للإنتاج الإعلامي” يحمل عنوان “عودة سلوم الحافي” وإلى جانبه تظهر شخصيات أخرى، مثل: “الشايب خلف” و”مالان” و”كاشور” و”خلفان خردة” ويبدو أن الفكرة تطوّرت ليتحوّل العمل إلى مسلسل تشارك به وجوه معروفة في الدراما العمانية، كالكويتي جاسم النبهان، والإماراتي أحمد الجسمي، ضمن خطّة موضوعة لتسويق المسلسل خليجيا.

لكنّ علينا أن نضع أمامنا الكثير من التحدّيات التي تواجه العاملين بالمسلسل، فكيف سيكون تلقّي الجمهور، خصوصا بالنسبة للأجيال الجديدة التي لا تعرف “الشايب خلف” ولا “سلوم الحافي” وبقية شخصيّات المسلسل؟ وهل أنّ عزفَ “الشايب خلف” على وتر النوستالجيا “الحنين إلى الماضي” يكفي لإنجاح مسلسل يعرض في زمن قطعت به الدراما الخليجية أشواطا في الأداء والإنتاج، والتقنيّات؟ وهل سيحقّق النجاح المرجوّ في ضوء تغيّر ذائقة الجمهور؟

هذه الأسئلة ستبقى مفتوحة حتّى يُعرض المسلسل، ولكنّنا نضع ثقتنا بالشباب، فنحن على يقين بأن فريق المسلسل الذي يقوده شاب طموح وجريء سيتجاوز التحديات التي تواجهه وسيعود “الشايب خلف” و”سلوم الحافي” وغيرهما من الشخصيات ثانية ليرسموا البسمة على وجوه الجمهور العماني والخليجي في شهر رمضان المقبل إن شاء الله.

Your Page Title