الأولى

ما تأثير الأمراض الباطنية على العلاقة الزوجية؟

الأسرة

أحمد بن عبدالله الشبيبي - رئيس مركز زلفى وخبير الاستشارات الأسرية

تُعد العلاقة الزوجية من أقدس العلاقات الإنسانية، لكنها تمر بتحديات عديدة، من بينها الخلافات والمشاكل الزوجية. وفي مقال اليوم، سأناقش أسباب هذه المشاكل من منظور صحي.

الصحة الجسدية تلعب دورًت أساسيًا في جودة الحياة الزوجية واستقرارها. ومن خلال تجربتي المتواضعة في تقديم الاستشارات الأسرية عبر مركز زلفى، لاحظت أن الكثير من الحالات التي تعاني من مشاكل وخلافات زوجية مستمرة يكون سببها الأساسي مرض عضوي. ومن أبرز هذه الأمراض القولون العصبي، الذي يتسبب في آلام شديدة بالبطن تؤثر على الراحة النفسية، مما يؤدي إلى تقلبات مزاجية، عصبية شديدة، وشعور دائم بالقلق والتوتر، ما قد يؤدي إلى نشوء خلافات بين الزوجين بسبب أبسط الأمور.

المرض الثاني هو اضطرابات الغدة الدرقية، التي تؤدي إلى الشعور بالإجهاد المستمر، الاكتئاب، العزلة، الصمت، والغضب السريع، وجميعها تؤثر سلبًا على الحياة الزوجية.

ثالثاً، السمنة المفرطة، التي قد تؤثر على العلاقة الجنسية بين الزوجين، مما يخلق شعورًا لدى الشريك الآخر بعدم الرغبة، وبالتالي تنشأ الخلافات. رابعًا، نقص فيتامين (د)، إذ أظهرت العديد من الدراسات وجود علاقة بين نقص هذا الفيتامين والاكتئاب. يؤثر نقص فيتامين (د) على إنتاج السيروتونين في الدماغ، وهو الهرمون المرتبط بتحسين المزاج، مما يؤدي إلى شعور دائم بالإحباط، التعب، والإجهاد النفسي، وقد يصل الأمر إلى العزلة وفقدان الشغف بالعمل.

من هنا، أنصح الزوجين بمراقبة نمط حياتهما وسلوكياتهما. فإذا لاحظا وجود اضطرابات أسرية وخلافات مستمرة رغم تقبلهما لبعضهما، عليهما فتح باب الحوار والصراحة لمعرفة الأسباب الحقيقية. من المهم تجاوز الحرج والتوجه إلى طبيب مختص لإجراء التشخيص اللازم والتحاليل، ومن ثم زيارة اختصاصي نفسي متخصص في العلاقات الأسرية لتقديم الدعم، ووضع حلول عملية تساهم في تحقيق التوازن بين الحياة الزوجية والعلاج الطبي، وتقليل الضغوط.

ختاماً، أود التأكيد على أن بعض الخلافات الزوجية قد تكون ناتجة عن مشاكل صحية داخلية، لذا لا ينبغي التسرع في اتخاذ قرار الانفصال

Your Page Title