أثير - ريما الشيخ
يُعدّ الشوفان من أبرز الحبوب الكاملة التي تشهد انتشارًا واسعًا في الأنظمة الغذائية الصحية حول العالم لاحتوائه على مجموعة غنية من الفيتامينات والمعادن، بالإضافة إلى الألياف التي تسهم في تعزيز الصحة العامة.
وبفضل تنوع أشكاله وسهولة دمجه في الوجبات اليومية، أصبح الشوفان خيارًا مثاليًا لمن يسعون لتحسين نظامهم الغذائي، سواء كان الهدف الحفاظ على الوزن، تعزيز صحة القلب، أو تحسين عملية الهضم.
لكن، هل تعلم عزيزي القارئ أن الإفراط في تناول الشوفان قد يكون له بعض الأضرار؟
حول هذا الجانب، أوضحت الدكتورة إيمان بنت عبدالله الهنائية، رئيسة قسم التغذية العلاجية بمستشفى النهضة – وزارة الصحة، ورئيسة الرابطة العمانية للتغذية والتغذية العلاجية، في حديثها لـ”أثير”، أن الشوفان يُعد غذاءً متعدد الفوائد، ولا يقتصر دوره على كونه وجبة إفطار أساسية، بل يمتد ليشمل مجموعة من الفوائد الصحية التي تجعله عنصرًا مهمًا في الحفاظ على الصحة العامة والوقاية من العديد من الأمراض.
وأضافت الدكتورة أن هناك عدة أنواع من الشوفان، ولكل نوع خصائصه واستخداماته:
1.الشوفان الكامل (Whole Oats): حبوب كاملة لم تتعرض لمعالجة كبيرة، مما يحافظ على معظم عناصرها الغذائية.
2.الشوفان المقشور (Oat Groats): يُزال القشر الخارجي مع الحفاظ على القيمة الغذائية، ويستخدم عادة في الطهي.
3.الشوفان المقطع (Steel-Cut Oats): تقطع الحبوب إلى قطع صغيرة، مما يجعله أكثر صلابة ويتطلب وقتًا أطول في الطهي، وهو غني بالألياف.
4.الشوفان الملفوف (Rolled Oats): يبخر ويدحرج ليصبح مسطحًا، وهو النوع الأكثر شيوعًا ويمكن استخدامه في تحضير العصيدة أو الخبز.
5.الشوفان الفوري (Instant Oats): يطهى مسبقًا ويجفف لسهولة التحضير السريع، ويعد مثاليًا لمن يبحثون عن وجبة سريعة.
أما عن فوائده الغذائية، فقد أوضحت الدكتورة أن الألياف، وخاصة بيتا-جلوكان، تسهم في خفض مستويات الكوليسترول وتعزيز صحة القلب. كما يحتوي الشوفان على البروتينات والفيتامينات، مثل فيتامين ب1 (الثيامين)، بالإضافة إلى معادن مثل المغنيسيوم والحديد والزنك والنحاس.
وأشارت إلى أن الشوفان يساعد في استقرار مستوى السكر في الدم وتحسين حساسية الجسم للإنسولين، مما يجعله مفيدًا لمن هم عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع 2. كما أن احتواءه على كميات كبيرة من الألياف يعزز صحة الجهاز الهضمي ويمنع الإمساك، ويزيد من الشعور بالشبع لفترات أطول، مما يساهم في التحكم بالوزن.
وأكدت الدكتورة أن تناول الشوفان بانتظام قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب بفضل الألياف ومضادات الأكسدة، مثل “أفينانثرامايد”، التي تساعد في تقليل الالتهابات وتحسين وظائف الأوعية الدموية.
وفي ختام حديثها، تناولت الدكتورة الأضرار المحتملة للشوفان، موضحة أن الإفراط في تناوله قد يؤدي إلى:
•مشاكل في الجهاز الهضمي: مثل الانتفاخ والغازات، خاصة لمن ليسوا معتادين على تناول كميات كبيرة من الألياف، أو لمن يعانون من متلازمة القولون العصبي (IBS).
•حساسية الغلوتين: قد يتعرض الشوفان للتلوث بالغلوتين أثناء معالجته، مما يجعله غير مناسب لمن يعانون من حساسية الغلوتين أو مرض السيلياك.
•زيادة الوزن: إضافة كميات كبيرة من السكر أو المكونات الأخرى مثل العسل والفواكه المجففة قد تزيد من السعرات الحرارية، مما يؤدي إلى زيادة الوزن.
•مشكلة في الامتصاص: يحتوي الشوفان على مركبات الفيتات التي قد تعيق امتصاص بعض المعادن، مثل الحديد والكالسيوم، عند تناوله بكميات كبيرة.
