أثير - ريما الشيخ
تُعد قصص التحدي والمثابرة من أبرز مصادر الإلهام، إذ تسلط الضوء على تجارب حقيقية لأشخاص تمكنوا من التغلب على المصاعب وتحقيق النجاح رغم التحديات الكبيرة.
في هذا السياق، نروي قصة الشاب العماني أشرف بن ربيع مزهود الخصيبي، الذي عاش تجربة مؤلمة إثر حادث مروع أدى إلى بتر ساقيه. ومع ذلك، لم يترك الألم يعرقل طريقه، بل حوله إلى أمل، ليصبح نموذجًا يُحتذى به في الصمود والإرادة.
أشرف كان يعيش حياة طبيعية، يعمل بجد ويهوى لعب كرة القدم، إلا أن حادث سير مفاجئ أثناء عودته من العمل غيّر مسار حياته بالكامل. الحادث أدى إلى بتر ساقيه، ولم يدرك أشرف خطورة إصابته إلا عندما حاول التحرك واكتشف ما حدث.
قضى أشرف شهرًا في المستشفى، حيث خضع للعلاج والتأهيل. وخلال تلك الفترة، بدأ يتأقلم مع وضعه الجديد ورفض الاستسلام، وبفضل دعم عائلته وأصدقائه، انخرط في أنشطة جديدة، وأصبح يمارس كرة السلة على الكراسي المتحركة.
لم تكن رحلته سهلة؛ فقد احتاج أشرف إلى التأهيل الجسدي والنفسي للتكيف مع حياته الجديدة. ومع ذلك، أصر على الاعتماد على نفسه وتحدي الظروف، حتى أصبح قادرًا على الحركة والقيام بمهامه اليومية بدون مساعدة.
من أصعب اللحظات التي مر بها كانت عندما استلم أول أطراف صناعية. كانت تجربة مؤلمة، لكنه لم يستسلم، ومع التدريب المستمر، أصبح قادرًا على المشي، وطوّر طموحًا باستخدام أطراف رياضية لممارسة الجري.
أشرف يؤمن أن الحياة لا تتوقف عند الإصابة، وأن النجاح يعتمد على الإرادة والعزيمة، وليس الظروف الجسدية. وبدعم من عائلته، أصبح رمزًا للأمل والإلهام، ليس فقط لذوي الإعاقة، بل لكل من يواجه تحديات في حياته. واليوم، يطمح أشرف إلى رؤية نادي خاص لذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يمكنهم ممارسة الرياضة وتطوير مهاراتهم في بيئة داعمة.
قصة أشرف الخصيبي ليست مجرد قصة تحدٍ شخصي، بل هي رسالة أمل لكل من يعتقد أن العقبات قد تمنعه من تحقيق أحلامه. النجاح يتحقق عندما نضع هدفًا أمامنا ونسعى لتحقيقه مهما كانت التحديات.