أثير – مـحـمـد الـعـريـمـي
يؤمن بأن القصيدة لا يمكن أن تقتصر على مجرد تراكيب لغوية، بل تصبح مرآةً صادقة لشخصية الشاعر، تنبض بحياته وتفاصيله الدقيقة، ويرى أن الشاعر لا يمكن أن يكتب قصيدته إلا إذا كانت تمثل جوهره، بكل ما فيها من فرح وحزن، غربة وراحة بال، بل حتى التناقضات التي تملأ الروح البشرية، ويعتقد أن القصيدة هي ”ثوب الشاعر“ الذي لا يرتديه إلا هو.
هو الشاعر المُبدع طارش قطن، الذي حاورناه عبر ”أثير“، لنغوص في أعماق مشاعره ونكتشف كيف ينسج كلماته في خيوطٍ من الإبداع، وكيف يستطيع أن يترجم ما لا يمكن للعقل تفسيره إلا بلغة الشعر!
يقول الشاعر طارش قطن بأن الشاعر دائمًا يلبس قصيدته ويجب أن تمثل القصيدة الشاعر بكل تفاصيل حياته سواء في حزنه وغربته وراحة باله، فالشاعر دائما يترجم مشاعره ونفسه من خلال قصيدته، وأحيانا قد تسمع القصيدة ترى شاعرها دون أن تقرأ اسم الشاعر، فعندما تُمثل القصيدة الشاعر تكون قلعته التي يحتمي بها من كل عواصف الدنيا وتغيراتها.
ولا يشعر الشاعر طارش قطن بالمآزق في قصائده، موضحًا ذلك؛ ”ربما لأنني صادق في كتابة قصيدتي، وعندما يكون الشاعر صادق ويترجم نفسه في قصيدته فإنه يخرج من كل مأزق، لأن الشاعر سيشرح نفسه ولا أرى أي حرج في الكتابة عن مشاعري في أي قصيدة وما أشعر فيه ولا أتصنع المثالية المفرطة ولا الإسفاف البذيء، هناك أجد نفسي في هذه المساحة الشعرية الصادقة“.
وعبّر طارش قطن عن الشعر بقوله: الشعر لغة يفهمها كل العالم مثل الموسيقى، دائما وأنا اكتب أفكر في القارئ هل سيستوعب الفكرة والمفردة، فدائما أضع في بالي عند كتابتي بتلقائية وعفوية أن أشعر وأتصور كيف سيتقبل القارئ هذه القصيدة ويسمعها.
وأكّد الشاعر طارش قطن بأن الشعر ليس مجرد فن بل هو وسيلة نقل للحضارات والثقافات، حيث قال: ”كثير ما حفظ العالم وانتقلت الحضارات والثقافات من خلال الشعر، فلا أتخيل العالم دون شعر، فالشعر هو الموسيقى والإيقاع وما يجول في خلد الإنسان هو حالة إنسانية تجسد كل ما يحدث للإنسان والمواقف، والشعر أصبح يوثق الأحداث، ففي الخليج كثير من الأحداث قديمُا وثقت ونُقلت من خلال الشعر والشعراء وكما قال