العمانية-أثير
في إطار الزيارة السامية لحضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ورعاه – للجمهورية التركية وخلال حفل التوقيع على 10 اتفاقيات بين الدولتين ألقى جلالته كلمةً ساميةً فيما يأتي نصُّها:
”فخامةَ الأخ الرئيس رجب طيب أردوغان.. إنه لمن دواعي سرورنا أن نحلّ بأنقرة عاصمةِ بلدكم المضياف جمهورية تركيا الصديقة، وأن نعبِّر عن شعورنا بالارتياح والرضا الكبيرين للحوار البنّاء والمشاورات التي أجريناها معكم فخامة الرئيس، وعدد من أعضاء حكومتكم.
ولا يسعنا إلا أن نغتنم هذه المناسبة بالتأكيد على عمق العلاقات التاريخيّة بين سلطنة عُمان وجمهورية تركيا، متطلّعين لتعزيز هذه العلاقات في كافة المجالات ذات المنافع الحيويّة لبلديْنا من أجل مستقبل واعد لمزيد من النّماء والازدهار، مستقبلٍ يتمثّل في الرؤية المشتركة، التي سيعمل عليها البلدان في المرحلة المقبلة.
إنّ علاقاتنا - فخامةَ الأخ الرئيس - تُعدُّ نموذجًا حيويًّا للتعاون المثمر، فقد أسهمت الشركات التركية بدور ريادي في دعم مشاريع البنية الأساسية والتنمية في سلطنة عُمان، كما تعكس الاستثماراتُ العُمانية في تركيا ثقتَنا الراسخة في متانة الاقتصاد التركي وفي الروابط البنّاءة التي تجمع اقتصاد البلدين.
وقد وجّهنا أعضاءَ الحكومة العُمانية بمواصلة العمل الدؤوب مع نظرائهم لدى الجانب التركي، وإيلاء الأولوية اللازمة لمجالات التعاون الحيوية، آملين زيادة حجم التبادل التجاري، وتشجيع إقامة المشاريع الاستثمارية المشتركة من خلال الصندوق الاستثماري المشترك الذي تمّ تدشينه اليوم في عدد من القطاعات الاستراتيجية وخاصة في الصناعات المرتبطة بالطاقة المتجدّدة والصناعات الدّفاعية، والتعاون بين مؤسّساتنا التعليميّة لتطوير البحث والابتكار في مجالات التقنية والرعاية الصحيّة والأمن الغذائي وغيرها من المشاريع.
كما نؤكّد كذلك على أهمية مواصلة التعاون الثقافي لِما يُسهم في إثراء المعرفة والتلاقي الحضاري بين الشعوب.
إنّ بلديْنا يشتركان في الالتزام الثابت بدعم جهود السلام والاستقرار، وإننا نثمِّن المساعي التي تُبذَل لتعزيز التعاون الإقليمي، مُعرِبين عن تقديرنا الكبير للمواقف التركية تجاه القضايا المحورية التي تمسُّ منطقتنا، حيث نواصل تمسّكنا بالثوابت لتحقيق حلٍّ عادلٍ وشاملٍ للقضية الفلسطينية على أساس حلّ الدولتين، وإننا على ثقة بدعم تركيا القويّ لهذا الهدف المشروع تحقيقًا للعدالة والسّلام للجميع.
فخامةَ الأخ الرئيس نشكركم عاليًا على هذه الدعوة الكريمة والترحيب الحارّ الذي حظينا به وعلى كرم الضيافة التي أُسديت إلينا، كما يسرّنا أن نجدّد الدّعوة لفخامتكم لزيارة سلطنة عُمان كي نحتفي مرة أخرى بعراقة الصّلات التاريخيّة والتواصل الحضاري بين بلدينا، وندفع بعلاقاتنا الأخويّة إلى مزيد من التقدّم والتعاون البنّاء لما فيه الخير والنّماء لشعبينا الصّديقين مع خالص أمنياتنا للشعب التّركي الصديق باستمرار التقدّم والازدهار.