أثير - ريما الشيخ
في إطار التميز الأكاديمي والابتكار الذي تسعى إليه الكفاءات العمانية الشابة، اختيرت سامية بنت ناصر الريامية، طالبة في السنة الأخيرة بقسم الهندسة الكيميائية بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية، لتمثيل سلطنة عمان في مسابقة “مختبر الجدران المتساقطة 2024” بألمانيا التب توفر فرصة استثنائية لعرض الأفكار والابتكارات أمام نخبة من العقول البارزة في مجالات العلوم والتكنولوجيا.
وأعربت سامية لـ ”أثير“ عن فخرها بتمثيل وطنها في هذا المحفل العالمي، مؤكدة أنها فرصة مميزة لعرض ابتكارها أمام العالم وخبراء المجال، ووصفتها بخطوة رئيسية نحو تحقيق تأثير عالمي إيجابي من خلال مشروعها؛ مشيرة إلى أن الاستعداد للمسابقة تطلب العمل الجاد على تطوير الفكرة، وتحسين مهارات العرض والإقناع، والتدرب على الإجابة على أسئلة لجنة التحكيم، إلى جانب الاستفادة من العروض التجريبية بإشراف موجهين من منصة عُمان للابتكار البيئي.
مشروع “كسر جدار المياه الملوثة والهامدة”
المشروع الذي عملت عليه سامية يحمل عنوان “كسر جدار المياه الملوثة والهامدة”، وهو ابتكار يسعى إلى توفير حل مستدام لمشكلة المياه الملوثة باستخدام مواد طبيعية، حيث أوضحت سامية: وجدنا أن الفلاتر التقليدية تسحب نسبة كبيرة من المعادن المفيدة من المياه، وتُنتج مخلفات بلاستيكية بنسبة تصل إلى 60%، كما أن هذه الفلاتر تتطلب تغييرات مستمرة نتيجة لتلوثها.
وأضافت: إن مشروع شركتها “زلال” يقدم حلًا مختلفًا، يتمثل في فلتر مياه مستدام يعمل على تنقية المياه وإعادة حيويتها، ويعتمد الابتكار على مواد محلية مثل ألياف النخيل والطين العُماني، مما يجعله منتجًا صديقًا للبيئة واقتصاديًا، كما يحمل المشروع شعار “نخلق من القطرة حياة”، ليعكس التأثير الإيجابي الذي يسعى لتحقيقه على المستويين البيئي والاجتماعي.
دوافع الابتكار وتأثيره البيئي
أوضحت سامية أن أزمة ندرة المياه وتلوثها كانت المحرك الأساسي الذي دفعها لاختيار هذا المجال والعمل على تطوير ابتكارها، مشيرة إلى أن هدفها كمهندسة كيميائية إيجاد حلول مستدامة تسهم في الحفاظ على الموارد الطبيعية وتوفير بدائل صديقة للبيئة. وأضافت أن الاستخدام المكثف للفلاتر التقليدية، وما ينجم عنها من أضرار بيئية، ألهمها وفريق العمل لتطوير منتج يجمع بين الفعالية والاستدامة، مع التركيز على دعم المجتمعات التي تعاني من شح المياه النظيفة.
وأوضحت أن الفلتر المطور يعتمد على تقنيات طبيعية تشمل الترشيح الفيزيائي والكيميائي باستخدام مواد مستدامة مثل الطين وألياف النخيل، حيث يعمل على إزالة الشوائب والملوثات من المياه وإعادة المعادن المفيدة إليها، وأكدت أن هذا النهج يجعل المنتج خيارًا صحيًا ومستدامًا يهدف إلى تحسين جودة المياه بطريقة تحافظ على البيئة وتوفر حلولاً عملية للمجتمعات المحتاجة.
التحديات والإنجازات
على الرغم من التحديات التي واجهتها سامية أثناء تطوير المشروع، مثل صعوبة الحصول على مختبرات مناسبة وظروف جائحة كورونا التي أثرت على سرعة التقدم، إلا أنها تمكنت من التغلب عليها بتنظيم الاجتماعات عن بُعد وتوزيع المهام بوضوح بين أعضاء الفريق، كما استفادت من الدعم الذي قدمته الجامعة والمؤسسات المختلفة التي شجعتها على المشاركة في مسابقات محلية ودولية.
الخطط المستقبلية
تطمح سامية إلى توسيع نطاق مشروعها ليشمل مناطق جديدة، خاصة البلدان التي تعاني من ندرة المياه، وتسعى إلى تطوير شراكات إستراتيجية مع شركات ومنظمات دولية لتعزيز تأثير المشروع، كما تعمل على دمج تقنيات حديثة مثل الذكاء الاصطناعي لتحسين كفاءة المنتج وتلبية احتياجات مختلفة.
رسالة ملهمة للشباب
في رسالتها للشباب العُماني، قالت سامية: الابتكار هو المفتاح لحل التحديات البيئية والتكنولوجية التي نواجهها اليوم، فالبيئة والتكنولوجيا مجالان يمكن أن نصنع من خلالهما تغييرًا إيجابيًا كبيرًا في مجتمعنا والعالم، وأدعو الجميع إلى استغلال قدراتهم ومواردهم المحلية لتطوير حلول مبتكرة تُسهم في بناء مستقبل أفضل للجميع.
الجدير بالذكر أن سامية الريامية شاركت في عدة مسابقات وهاكاثونات محلية ودولية، مما أسهم في صقل مهاراتها وتطوير شخصيتها كمبتكرة ورائدة أعمال، ومن أبرز إنجازاتها، حصولها على المركز الثالث في مسابقة “نتاج” بجامعة السلطان قابوس، وتأسيسها لشركة “زلال” التي فازت بجائزة أفضل منتج مستدام في مسابقة “إنجاز عمان“، إلى جانب ذلك، حازت على جوائز وطنية ودولية من جامعة التقنية والعلوم التطبيقية.