مسقط - أثير
اختُتمت اليوم الثلاثاء أعمال المؤتمر الوطني لمقاومة مضادات الميكروبات بعد ثلاثة أيام من المناقشات العلمية المكثفة، والتي أسفرت عن عدد من التوصيات المهمة. من بين أبرز التوصيات تعزيز نهج “الصحة الواحدة” لمواجهة مقاومة مضادات الميكروبات، من خلال التعاون بين قطاعات الصحة البشرية والحيوانية والبيئية، وتحديد أولويات البحوث الوطنية في هذا المجال. كما تضمنت التوصيات تقديم مقترحات بشأن إستراتيجيات تمويل المشاريع البحثية، ورفع مستوى الوعي بمخاطر مقاومة مضادات الميكروبات لدى العاملين في المجالات ذات الصلة.
وأكد المؤتمر على أهمية الاستخدام الرشيد للمضادات الحيوية، وتعزيز التعاون العلمي بين الباحثين المحليين والدوليين لتبادل الخبرات والتجارب الناجحة. كما أوصى بتطوير سياسات وإرشادات وطنية لإدارة المضادات الحيوية واستخدامها بفعالية وأمان، ودعم التعاون والشراكة بين الدول والمنظمات الدولية لمعالجة مقاومة مضادات الميكروبات بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة.
وهدفت هذه التوصيات إلى تعزيز الجهود الوطنية لضمان الاستخدام الأمثل للمضادات الحيوية في سلطنة عُمان. وقد انطلقت جلسات المؤتمر الأحد الماضي بتنظيم من وزارة الصحة بالتعاون مع عدد من المؤسسات الوطنية، من بينها المدينة الطبية للأجهزة العسكرية والأمنية، والمدينة الطبية الجامعية، وكلية عُمان للعلوم الصحية، ووزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه. وجاء تنظيم المؤتمر تزامنًا مع أسبوع التوعية العالمي بمقاومة مضادات الميكروبات.
شهد اليوم الأخير من المؤتمر إلقاء عدد من المحاضرات العلمية المتخصصة، قدمها ممثلون عن وزارة الصحة، ووزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، ومركز سلامة وجودة الغذاء، وهيئة البيئة، والأوساط الأكاديمية. وناقشت المحاضرات موضوعات متنوعة، منها: حالة مقاومة مضادات الميكروبات في سلطنة عُمان، المقاومة الميكروبية في الأسماك، المراقبة المتكاملة لمقاومة مضادات الميكروبات، استخدام المضادات الحيوية في القطاع الحيواني، مقاومة المضادات والأغذية، متبقيات العقاقير البيطرية في الأغذية، وسلامة الغذاء والحد من مقاومة المضادات الحيوية.
هدف المؤتمر إلى مراجعة الوضع الوطني والعالمي لمقاومة مضادات الميكروبات، ورفع مستوى الوعي لدى العاملين في مجالات الصحة، والطب البيطري، والأغذية الزراعية، والبيئة. كما ركز على مناقشة واقع بحوث مقاومة مضادات الميكروبات في سلطنة عُمان، وأبرز التحديات المرتبطة بها، مع إشراك الباحثين الوطنيين في وضع أجندة البحوث الوطنية وتحديد أولوياتها.
وشهد المؤتمر مشاركة نخبة من المختصين المحليين والدوليين في مجالات الأمراض المعدية، والأحياء الدقيقة، والصيدلة، وبرامج مكافحة العدوى، وإدارة المستشفيات. كما شارك فيه قرابة 50 خبيرًا ومتحدثًا من مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية.
من خلال استضافة هذا المؤتمر، سعت سلطنة عُمان إلى توحيد الجهود وتعزيز التعاون العلمي لمواجهة مقاومة مضادات الميكروبات، وضمان الاستخدام الأمثل لها في مختلف القطاعات الصحية والبيئية، بما يدعم الاستدامة الصحية ويعزز مكانة السلطنة كدولة رائدة في هذا المجال.