العمانية - أثير
تستمر بجاليري سارة ببيت الزبير بمسقط، أعمال المعرض الفني “حنظلة فلسطين، خط وخيط ناجي العلي في مسقط”، وذلك حتى الـ6 من يناير المقبل، الذي يحتفي برمزية فن “العلي” وقيمته التاريخية والسياسية، بالإضافة إلى أعمال التطريز الفلسطيني للفنانة صفاء سرور.
يجمع المعرض بين الخطوط الواقعية لأعمال “العلي” والتفاصيل الدقيقة للتراث الفلسطيني المتمثل في التطريز الذي يأتي ضمن أعمال الفنانة صفاء سرور، مع حقائق ومعلومات تاريخية تتعلق بشخصية ناجي العلي الممتدة من 1938 حتى 1987 كونه أحد أبرز الفنانين الفلسطينيين، الذي خلّف إرثًا فكريًّا وفنيًّا عبّر عن نضال الشعب الفلسطيني ومقاومته ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وفي سياق ما ينقله المعرض من رسالة فنية إبداعية، تتشكّل حقيقة “حنظلة” في الطفل الذي يظهر حافي القدمين مشيحًا بوجهه عن العالم، فهو في هذا المشهد الاستثنائي يعبّر عن الأمل المستدام والاحتجاج الصامت ضد ظلم واستبداد المحتل لأرضه وعروبته، وظهر رسم حنظلة (بدايةً) في إحدى الصحف الكويتية عام 1969م وأصبح أيقونة توقيع للعلي على أعماله الفنية ورسوماته؛ كون حنظلة رمزًا للنضال الفلسطيني وشاهد عيان على الأحداث المأساوية في فلسطين.
وفيما يتعلق بحضور التطريز الفلسطيني التقليدي من خلال ما أوجدته أنامل الفنانة صفاء سرور، فثمة حقيقة ظاهرة للمرأة الفلسطينية وتراثها الممتد عبر قرون، تجسّد الدقة الفنية والحرفية المتوارثة عبر الأجيال، وتُشكِّل رمزية للترابط بين الماضي العريق والحاضر، لتعبِّر عن ثقافة الصمود والحفاظ على الهوية وتجذُّرها.
كلمة مؤسسة بيت الزبير أوضحت أن هذا المعرض الفني يحتفي بإرث الفنان الراحل “العلي”، الذي حمل قضيته بريشة صادقة وصوت لا يلين، لتظل لوحاته شاهدة على معاناة شعبه ونضاله المستمر، وأن ناجي العلي لم يكن مجرد فنان، بل كان رمزًا لصوت الحق، استطاع أن يختزل تاريخًا كاملاً في خطوط بسيطة، وأن يجعل كل لوحة نافذة إلى معاناة الفلسطيني في الوطن والمنفى.
ويهدف المعرض إلى إعادة إحياء التراث والفن الفلسطيني لدى الذائقة الفنية في سلطنة عُمان، وليكون شكلًا من أشكال التضامن مع القضية الفلسطينية، والتعريف بأعمال الرسام الكاريكاتيري الراحل ناجي العلي من كثب، مع إتاحة الفرص للتواصل مع عائلته من قرب.
الجدير بالذكر أن ناجي العلي الذي له 40 ألف رسم كاريكاتوري، فقد عُرِف بنقده اللاذع الذي أسهم في تعزيز الوعي الاجتماعي والفكري لدى المناصرين للقضية الفلسطينية، كما أنه من أهم الفنانين الذين قاموا بتسخير الفن من أجل التغيير كأحد رموز المقاومة والنضال.