أبجد

نعمة الكندية تكتب: الأرواح تبعثُها الفيزياء؛ قراءةٌ في “كارما الذئب..فيزياء٢” لـ د. بدرية الشحي

نعمة الكندية تكتب: الأرواح تبعثُها الفيزياء؛ قراءةٌ في “كارما الذئب..فيزياء٢” لـ د. بدرية الشحي
نعمة الكندية تكتب: الأرواح تبعثُها الفيزياء؛ قراءةٌ في “كارما الذئب..فيزياء٢” لـ د. بدرية الشحي نعمة الكندية تكتب: الأرواح تبعثُها الفيزياء؛ قراءةٌ في “كارما الذئب..فيزياء٢” لـ د. بدرية الشحي

نعمة الكندية- كاتبة عُمانية

أَسريْ إليكَ..
في دروبِ آلامك وفرحك..
مُقيمةٌ روحي في مداراتِ حياتكْ..
مُعلقةٌ بك..
إنها الحقيقة التي لا يُمكنني تفسيرها!!



في كُلِّ مرةٍ أقّرَأُ كِتابًا (ما) يسكنني الفُضول لتتبُعِ كاتبه وإِنتاجهُ الفكري والأدبي، أما هذه المرة فقد كان لِزامًا عليّ أن أتعرف ‏على صاحبةِ الكِتاب لِتُشبع فُضولي الذي خلّفتهُ الرواية مُنذ السطور الأولى وحتى آخر نقطة ‏في الصفحة الأخيرةِ. ‏حين وضعتْ إعلان روايتها الثانية للفيزياء (كارما الذئب) قبل أسابيع ؛ وعاملُ الدهشة يقيم بشكلٍ دائم مخترقاً ذلك المعهود في نفسي، لقد أصبحت مهمة حقيقية لاكتشاف كاتبة عُمانية غير (عادية).

خمسُ سنواتٍ ظل مخاضُ هذه ‏الرواية وكتابتها كما ذكرت لي الدكتورة بدرية الشحي التي أعُدها (مُتفردة) في عالم الرواية العُمانية، ‏ولا أعتقد مطلقا أنها فترة طويلة لسيدة هي إحدى المُكرمات بمجلس الدولة وأستاذ مساعد في قسم الكِيمياء التطبيقية بجامعة السلطان قابوس ومديرة مركز الدراسات التحضيرية بالجامعة ، وقبل هذا وذاك هي أُم لخمسة أبناء وزوجة مُحبة تعشقُ البيت والسفر.

لن أُبالغ إن قُلت بأنني دخلت خلال ستة أيام أصِلُ ليلي بنهاري في أحداثِ الرواية ‏وتفاصيلها دون انقطاع أتفحّصُ أفكار الكاتبةِ والكتاب (مدهوشةً) بعبقريتها وخط التجديد الذي سارت عليه، وهو ما جعلني أشعُر بالذنب تجاه عدم قراءتي لكُتبِها السابقة (الطواف حيثُ الجمر وكتاب فيزياء ١) .
وتفاصيِلُ الرواية عن دار سؤال للنشر تقبعُ في ٣٧٥ صفحة مقسمة في تسعة عشر فصلاً يحكي مسارها بطلا القصة (سلّام وحميدة)، حيثُ أسكنت الأرواح في أعالي الجبل الأخضر لتقفز بك بعد بُرهةٍ من الزمن إِلى لندن ونيويورك ، للوهلة الأولى ستعتقد أنك أمام حديث السحرة وتلك القصص التي تأخذك إلى اللامعقول بأن أصل أرواح القصة قادمة من عالم الذئاب لتقنعك الحقائق التي ساقتها الكاتبة بأن عوالمنا ليست محض شعوذة وأن الأرواح وهي جزء من عالم الفيزياء الكونية لا يمكن فصلها عن العلوم الأخرى لولا أنها لا تزال في طي الغيبيات.


اِتبعت ‏الكتابةُ في روايتها التجديد التي يندر ‏في كتب الرواية العمانية والذي ستجده حتما في روايات عالمية أكثر انتشارًا ككُتب دان براون؛ كما أن ‏بساطةَ السرد هنا والمسحةَ الإنسانية صنعت من الرواية الكثير من الواقعية؛ فهي لم ترتفع كثيرًا عن سماءِ المنطقة المُصاغ بِعملياتِ الفيزياء الكونية.

‏فالشخصيات التي ولدتها تُخوم الجبلِ المعزُول عن ضوضاء المُدن شكّلت مُنذُ البدء حقيقة كارما الأرواح وفِعالها في الحياة، فسلّام الشاب البسيط الذي تحرر من وحدة الجبل يطوفُ العالم بنجاحاته الفيزيائية وبحوثه العلمية ، يُدركُ قدرته في الوصول إلى امرأته التي أحبها في زمنٍ ما (حميدة) المُتزوجة والتي عاشت شظف العيش مع أبنائها الثلاثة، ثم موت زوجها منتحرًا لتنقلب حياتها رأسا على عقِب لتكون سيدة الأعمال وخبيرة بورصة بلندن ونيويورك في أحداث درامية مليئة بالتشويق تعيد الشخصيات من حيثُ ابتدأت .

عالم اللامنظور كان ولا يزال تُحاكُ حوله ملايين القصص بين السحر والعلم والدين، ترغمك الرواية على ملء الصفحات بالأسئلة عن ماهية ذلك الغموض، وهل الأجداد والآباء حينما كانوا ينقلون قصص من كانوا يدّعون بقدرتهم على امتلاك قوى خارقة أو ما كان يدعوه أهل الدين بعلم (الرياضة الروحي) ؟أم أنها حقيقةٌ عِلمية قابلة للتفسير مع الوقت ؟ حتى الغرب الملتزم بالواقعية العلمية يُؤْمِن بهكذا قدرة جعلته يستمر في البحث عن الاجابات البديهية لعلم الخوارق.

هُنَا تضع الكاتبة وبأسلوبٍ رشيق الرابط بين الأرواح وشريانها في حياة الكائنات ، رواية عُمانية يحِق لها أن تجد طريقها نحو الانتشار العالمي والترجمة.

Your Page Title