أخبار

“متلازمة توريت” قد تصيب ابنك وأنت لا تدري بها، فما هي؟

“متلازمة توريت” قد تصيب ابنك وأنت لا تدري بها، فما هي؟
“متلازمة توريت” قد تصيب ابنك وأنت لا تدري بها، فما هي؟ “متلازمة توريت” قد تصيب ابنك وأنت لا تدري بها، فما هي؟

أثير – ريما الشيخ

هل لاحظت يوما أحد أبنائك يقوم ببعض الحركات بشكل مكرر؟ أو يصدر أصوات مفاجئة أو حركات غريبة وليس لها مبرر؟

حسنًا، لا تقلق عزيزنا القارئ، هذا الأمر يسمى في عالم الطب بـ “متلازمة توريت”، وفي هذا المقال سنتعرف على أعراضها وأسبابها ، تشخيصها وعلاجها مع الأستاذة بشرى البوسعيدية الباحثة النفسية في الإرشاد النفسي.

فما هي متلازمة توريت ؟

شرحت لنا الأستاذة بشرى خلال حديثها مع “أثير”، بأن متلازمة توريت هي حالة تؤثر على الجهاز العصبي المركزي للشخص وتسبب التشنجات اللاإرادية (حركات أو أصوات لا يستطيع الشخص السيطرة عليها وتتكرر مرارًا وتكرارًا)، وتظهر الأعراض عادة بين 4 و 6 سنوات ويمكن أن تصل إلى ذروتها بين 10 و 12 عامًا، وتعد هذه المتلازمة الأكثر شيوعًا عند الأولاد منها لدى الفتيات ، وتبدأ دائمًا قبل سن 18 عامًا عادة ما تتراوح أعمارهم بين 5 و 9 سنوات.

‫وأضافت: بعض الأشخاص الذين يعانون من توريت يعانون أيضًا من سلوك الوسواس القهري (حاجة شديدة لأداء أعمال بشكل متكرر ، مثل غسل الأيدي)، اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (صعوبة التركيز والبقاء في المهمة) ، صعوبات التعلم (صعوبات في القراءة والكتابة والحساب) ، واضطرابات النوم (الصحوة المتكررة أو التحدث في نوم الشخص).‬

ما هي ‫أعراضها واسبابها؟

‫تُعرف على أنها خلل عصبي يحدث عند الأطفال في سنّ مبكّرة لأسباب وراثية، فيصدر المصاب بهذه المتلازمة حركات نمطية ولفظية تتكرر بشكل لا إرادي تدعى باسم عُرّات، وتصيب الأطفال في غالب الأحيان في المرحلة العمرية الواقعة بين سنّ الثانية، والثماني سنوات، وتبدأ بالاختفاء بعد أن يصل الطفل إلى سن الثانية عشرة أي سن البلوغ، ولكن قد تستمرّ العرّات في بعض الحالات النادرة إلى ما بعد هذا السن. ‬

‫وأوضحت الأستاذة بشرى أنه يوجد نوعان من التشنجات اللاإرادية – التشنجات اللاإرادية الحركية والتشنجات اللاإرادية الصوتية. والتشنجات اللاإرادية الحركية هي تشنجات أو حركات يقوم بها الشخص ولكن لا يستطيع التحكم فيها. والتشنجات اللاإرادية الصوتية هي أصوات يصنعها الشخص لكنه لا يستطيع التحكم فيها. والمصاب بمتلازمة توريت ،يكون لديه عرة حركية وعرة صوتية واحدة. ‬

أما عن أسباب متلازمة توريت فأوضحت الأستاذة بقولها : هي حالة وراثية ليست معدية ولا يمكنك التقاطها من شخص مصاب بها ولا أحد يعرف السبب الدقيق لمتلازمة توريت ، لكن بعض الأبحاث تشير إلى مشكلة في كيفية اتصال الأعصاب في الدماغ، وقد تلعب دور الناقلات العصبية وهي مواد كيميائية في الدماغ تحمل إشارات عصبية من خلية إلى أخرى.

وأكدت أيضا على العائلات بأن تفهم أن الاستعداد الوراثي قد لا يؤدي بالضرورة إلى توريت ،وقد يعبر عن نفسه كاضطراب التشنجات اللاإرادية أو السلوك الوسواس القهري بدلًا من ذلك.

كيف يتم تشخيص وعلاج متلازمة توريت؟

ذكرت الأستاذة بشرى خلال حديثها عن تشخيص المتلازمة أنه يجب على أي شخص لديه التشنجات اللاإرادية زيارة طبيب الأعصاب، ونظرًا لعدم وجود اختبار واحد لمتلازمة توريت، سيحصل الطبيب على تاريخ عائلي وتاريخ طبي ، وينظر في أعراض الشخص، وفي بعض الأحيان ، سيطلب الطبيب العديد من الاختبارات الأخرى مثل اختبارات الدم ، وفحص الدماغ ، ولأن الأعراض لا تضعف معظم المرضى ، والنمو عادةً ما يستمر بشكل طبيعي ، فإن غالبية المصابين باضطراب توريت لا يحتاجون إلى علاج. ومع ذلك ، تتوفر الأدوية للمساعدة عندما تتداخل الأعراض مع سير العمل.

‫وأكملت حديثها قائلة: لسوء الحظ ، لا يوجد دواء واحد مفيد لجميع الأشخاص المصابين بداء توريت ، كما أنه لا يوجد دواء يزيل الأعراض تمامًا. بدلًا من ذلك ، فإن أدوية اضطراب توريت المتاحة هي فقط قادرة على المساعدة في تقليل الأعراض المحددة.‬ ويركز علاج توريت على مساعدة الفرد على إدارة أكثر الأعراض إثارة للقلق، وتكون معظم حالات متلازمة توريت خفيفة، ولا تتطلب علاجًا دوائيًا،‬ حيث يكون العلاج النفسي، والتعريف بالمرض، والطمأنة كافيا، بينما يتطلب وجود أطراف مشتركة العلاج.‬

وذكرت أيضًا: قد تكون زيارة الطبيب النفسي مفيدة أيضًا، فلا تعد متلازمة توريت مشكلة نفسية ، لكن يمكن للمعالج أن يعلم مهارات التأقلم والاسترخاء التي يمكن أن تساعد. يمكنهم أيضًا المساعدة في المشكلات الأخرى التي يمكن أن تكون مرتبطة بمتلازمة توريت ، مثل ADHD والقلق.

وتؤكد الباحثة النفسية أن العلاج النفسي قد يساعد الشخص على التأقلم بشكل أفضل مع الاضطراب والتعامل مع المشكلات الاجتماعية والعاطفية الثانوية التي تحدث في بعض الأحيان، ولا يساعد في قمع التشنجات اللاإرادية للمريض، ففي الآونة الأخيرة ، أظهرت العلاجات السلوكية المحددة التي تشمل التدريب على الوعي والتدريب على الاستجابة المتنافسة، مثل التحرك الطوعي استجابة لحدث مسبق ، فعالية في التجارب الصغيرة التي تسيطر عليها.‬

كيف يمكن مساندة المريض في هذه الحالة؟

أوضحت الأستاذة بشرى أن الأطفال الذين يعانون من متلازمة توريت يريدون أن يعاملوا مثل أي شخص آخر. يمكنهم القيام بأشياء عادية ، تمامًا مثل الأطفال الآخرين ، والكثير من الأطفال المصابين بمتلازمة توريت يتحسنون مع تقدمهم في السن لكن بعضهم سيعيش دائمًا مع متلازمة توريت. والجانب الإيجابي هو أنه لن يؤثر على مستوى الذكاء لديهم ، ويمكن للبالغين المصابين بمتلازمة توريت أن يعيشوا حياة طبيعية.

‫وأضافت :يمكن الحصول على مساعدة من المختصين، في حال الشعور بأن عرّات الطفل تسبب له تأخرًا وظيفيًا كبيرًا. وبالإضافة إلى جهود الدعم الإضافية في المدرسة، فمن الممكن أن يساعد العلاج الدوائي والعلاج السلوكي المعرفي (KBT) عند الإصابة بمتلازمة توريت. ‬كما أن المقربين أيضا قد يحتاجون إلى الدعم والتعليم لكي يكون بوسعهم مساندة الشخص المُصاب.

وفي ختام حديثها لـ”أثير” أكدت بشرى البوسعيدية الباحثة النفسية في الإرشاد النفسي، أن الدور والمسؤولية الأكبر تقع على الأشخاص الذين يحيطون بالطفل المصاب، كي يشجعوه ويحفزّوه للتأقلم مع العرّات التي تحدث معه، من خلال إيجاد بيئة داعمة له ليتقبل عرّاته ويتفهمها سواء كان ذلك في بيئة المدرسة، أو المنزل، ويجدر التنويه إلى ضرورة إدراك معلمين للطفل المصاب في المدرسة وكذلك الوالدين، وبناء على ذلك فإنّه يجب تجنّب معاقبته؛ كي لا يزداد قلقه، وبالتالي تزداد عرّاته، أما إذا تطلّبت حالة المريض تناول الأدوية لتخفيف حالته وزيادة التركيز عنده، فإن الطبيب المختصّ هو وحده من يحددها.

Your Page Title