أبجد

“الساعة الثامنة”..قصة واقعية تتحول إلى رواية

 

مسقط-أثير

يدخل د. سعيد الغداني عالم الكتابة من باب الرواية ليقدم “الساعة الثامنة، في تجربة مخاتلة حيث وضع أحداثها واختار أسماء الشخوص ليبعد بها عن الواقع، لكنها مراوغة يشير إلى أن لديه أسبابه في ذلك وأهمها إمكانية كتابتها ونشرها في السلطنة.

يقول المؤلف في مقطع الغلاف الأخير ما يلخص الحكاية: “أصبحت مجرما مخيفا في بيئة نرجسية، دخلت عالما لا مفر منه بشكل مفاجئ والذي قلب حياتي رأسا على عقب، بعدها تخلصت من أفراد أسرتي، أصبحت سيئا ولكن هل هناك فرصة لتغيري أو هروبي من هذا العالم السيئ”، فالرواية تتناول عالم المخدرات من خلال قصة تاجر “حقيقي” يتعامل مع هذا العالم.

ورواية “الساعة الثامنة” الصادرة عن دار لبان تحتفي بالأحداث السريعة والمتلاحقة، بما يقرّبها أكثر من القارئ العادي، كأنما هي عين الصحفي التي تلاحق الأفكار المروية على لسان البطل، لكنها تبتعد بالأسماء، حيث جورش ومايكل وماريا وغيرها، عن المكان لتكون في بيئة أخرى، مع أن الزمان متمدد أيضا، كون أن أحداثا مماثلة كهذه صالحة، وممكنة الحدوث، في كل زمان ومكان.

يلتقط الباحث التربوي د. سعيد الغداني فكرة عمله السردي من عالم الإدمان، وهي  من الروايات التي تشتغل على الجوانب الاجتماعية والنفسية، وقليل منها يتناول قضية مدمني المخدرات والعالم السري الذي يدورون فيه، ويرى المؤلف أنها رسالة لكل من حاول، أو يحاول، الدخول إلى هذا العالم المظلم، وإلى كل متعاطٍ للمخدرات وإلى كل أب وأم، وإلى الشباب وجميع أفراد المجتمع، في السلطنة وخارجها.

و”الساعة الثامنة، تعد من روايات الأدب الواقعي والتربوي والاجتماعي، ومن خلال أحداثها تقدم أشخاصا حقيقيين خاضوا تجربة المخدرات بشتى أنواعها، وبطلها الرئيسي هو شخصية حقيقية التقى به الكاتب  في أحد مراكز العلاج للإدمان، وأصبح صديقا له بعد أن تعافى من الإدمان بعد رحلة مؤلمة مع العلاج وقد تكررت معه عدة مرات، فأعجب الكاتب بقصته، فاستأذنه بنشرها لكي تكون عبرة لغيره، وبعد فترة من بداية كتابتها والإبحار في أحداثها فاجأه بطل الرواية بطلب تغيير الأسماء والمكان والزمان ليخفي حقيقة عنوانه، وبما أنه قارئ للروايات الأجنبية اشترط أيضا عليه أن تصاغ بأسلوب غربي، رافضا تكملة قصته إذا لم يتحقق شرطه.

تدور أحداث الرواية حول شخصية البطل، حيث يحكي فيها السارد بطل الرواية بضمير المتكلم، بداية من سرد ذكرياته  في مرحلة الدراسة مع أصدقائه، وفي البيت مع أمه وأبيه واخيه وخاله وعمته، وهذه الأحداث هي ما جعلته يدخل في تعاطي التبغ الممضوغ وبعدها أصبح تاجرا لها، وتتوالى الأحداث إلى أن أصبح أشهر مجرمي تجار المخدرات وأخطرهم، حيث تخلّص من جميع أفراد أسرته واحداً تلو الآخر، وأصبح يملك الملايين من هذه التجارة، ولديه القدرة على تدمير من يكرهه أو يقف في طريقه، وأصبح مطاردا من الجهات الأمنية إلى حين إلقاء القبض عليه.

Your Page Title