بالصور والفيديو: مناظر وشلالات لم تراها من قبل في محافظة ظفار

أثير – المختار الهنائي

بتناغم بديع وعذوبة في السير والترحال، تشق طريقك بين الضباب نحو جبل سمحان لتجد نفسك في منطقة تركت عناق السحاب تحتها، لتكون شامخة فوقه بشموخ أهلها في جبال ظفار.

تأخذنا الطريق بعد أكثر من 100 كيلومتر باتجاه ولاية رخيوت في محافظة الجمال والحياة محافظة ظفار، بعيدا عن مركز ولاية صلالة على شارع معبد ذو مواصفات قياسية عالية يشق الطريق جبلا جبلا، يذكرنا طوله بالسنوات التي شق الأجداد فيها طريقهم بين وعورة الجبال لجني طيب اللبان والتي ترى أشجاره على يمينك ويسارك طوال طريق الرحلة إلى ولاية رخيوت.

وجهتنا إلى منطقة الحوطة التابعة لولاية رخيوت، وهي تقع على أسفل الولاية نحو شاطيء الحوطة المعروف بالصخور السوداء المزخرفة بأنواع مختلفة من الطحالب والنباتات البحرية، وما أن تدير ظهرك نحو الجبل سترى من بعيد شلالات الحوطة والتي لم يصل إليها الكثيرين بسبب صعوبة السير نحوها سيرا على الأقدام.

وتعتبر شلالات الحوطة من المناطق العذراء في محافطة ظفار بسبب عدم تأثرها بأي أعمال تطوير او تأهيل، كما أن زوارها نادرون جدا، ولا تجد هناك أي آثار أو مخلفات لزائرين وهو ما يجعلها مميزة لهواه المشي الجبلي والمغامرة والتسلق.

والطريق إلى منطقة الحوطة معبد، ولكن عوامل الطقس جعلته مع فصل الخريف لا يخلو من الانزلاقات وتساقط الحجارة، خصوصا وأن منطقة الحوطة تقع في أسفل أكثر جبال ظفار ارتفاعا.

ولكن تنسيك المناظر الطبيعية مشقة الطريق وصعوبته، خصوصا أمام كل منعطف ومنحدر ترى لوحة فنية تجبرك على التوقف لتمعن ناظريك بما سطرته القدرة الإلهية في هذه المنطقة، وما أن تصل إلى منطقة الحوطة سترى شلالتها من بعيد وهي تسقط على مسافة أكثر من 100 متر من فوق الجبل.

بعد النزول إلى الحوطة ومشاهدة الشلالات من بعيد، تتوقف الطريق أمام السيارات وعليك ترك السيارة والتوجه مشيا على الأقدام نحو الشلالات لمسافة نصف ساعة تقريبا، وخلال رحلة “أثير” إلى المنطقة، كانت خالية من أي بشر بسبب ندرة الزيارة من قبل السواح.

ويخيل لك وأنت تمشي على قدميك باتجاه الشلالات إنك تمشي في غابات بلغارد شمال أسطنبول، بسبب كثافة الأشجار الخضراء والنباتات ، كما أنك ستصادف أشجار قد تكون تراها للمرة الأولى خصوصا وأنها تتغير في فصل الخريف مع الطقس الاستثنائي الممطر.